Windows 11 يحقق انتشاراً واسعاً.. هل يبقى المستخدمون متمسكين بـ Windows 10؟

رغم أن نظام windows 11 تجاوز نسبة 53% من الحصة السوقية لأجهزة الكمبيوتر المكتبية، لا يزال نظام windows 10 يعتمد عليه ملايين المستخدمين حول العالم، خاصة مع اقتراب موعد انتهاء الدعم الرسمي المجاني في 14 تشرين الأول 2025. هذا الواقع يطرح تحديات حقيقية بالنسبة لقطاع واسع من الشركات والمؤسسات التي تواجه صعوبة في الانتقال السلس إلى نظام التشغيل الجديد.

التحديات الحالية في ترقية أجهزة الكمبيوتر من windows 10 إلى windows 11

بحسب بيانات Statcounter، اتسعت الفجوة مؤخرًا بين نظامي windows 10 و windows 11 بعد فترة من التقارب، في ظل تسارع المؤسسات نحو اتخاذ قرارات حاسمة بشأن مصير أجهزتها. تدفع شركة مايكروسوفت بقوة نحو اعتماد windows 11، لكن الكثير من القطاعات، خاصة الرعاية الصحية والتصنيع، لا تزال تواجه عقبات كبيرة في استبدال الأجهزة القديمة أو تحديث البرمجيات المتوافقة. هذا الأمر يجعل الانتقال إلى نظام windows 11 محدودًا أو مكلفًا في كثير من الحالات، مما يزيد من الاعتماد المستمر على windows 10.

الحلول المؤقتة للتمديد الأمني لنظام windows 10 وتأثيرها على المؤسسات

نتيجة لهذه الصعوبات، تلجأ العديد من المؤسسات إلى الاشتراك في برنامج التحديثات الأمنية الممتدة (ESU) كخيار مؤقت يعزز من أمان Windows 10 بعد انتهاء الدعم الرسمي. ومع ذلك، بحسب توماس ماكنزي، مدير استراتيجية المنتجات في شركة Lansweeper، فإن برنامج ESU لا يشكل حلًا طويل الأمد، بل مجرد تأجيل للأزمة التي تواجهها الشركات في الترقية. من جهة أخرى، قدمت مايكروسوفت عامًا مجانيًا من هذا البرنامج للمستخدمين الأفراد، لكن للأسف لم تؤكد بعد مزايا مماثلة لعملاء Microsoft 365 من الشركات، مما يترك علامات استفهام حول استراتيجيتها للتعامل مع هذا القطاع.

معضلة التوافق بين أنظمة تشغيل Windows وعبء التحديث على الشركات

يعمل windows 10 على عدد كبير من الأجهزة بسلاسة تستعصي على windows 11، وهذا التباين في التوافق يجعل الانتقال يتطلب استثمارات كبيرة في أجهزة جديدة. دون وجود تمديد رسمي للدعم أو حلول مرنة من مايكروسوفت، تتراجع خيارات ملايين الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى خيارين صعبين: إما تحمل تكاليف الترقية العالية، أو المجازفة بفقدان الحماية الأمنية لمعداتها. تستمر windows 10 في هذا الوقت كخيار استراتيجي مؤقت ليس بسبب تعلق المستخدمين به، بل بسبب الضرورة الفنية والموارد المتاحة لديهم، وفق ما أشارت إليه تقارير The Register.

توضح هذه المعطيات أن الواقع الحالي لنظام windows 10 يفرض على كثيرين إعادة النظر في خطط التحديث، والتعامل مع التحديات التقنية والمالية التي تعيق الانتقال إلى windows 11، في ظل محدودية الدعم والخيارات الأمنية المطروحة. هذا المشهد يعكس تحولات مهمة في عالم أنظمة تشغيل أجهزة الكمبيوتر المكتبية، حيث يبقى windows 10 لاعبًا رئيسيًا رغم التصاعد المستمر لنظام windows 11.