كيف تفسّر الكتل الحارة وصولها السريع لمنطقتنا؟ تعرف على الأسباب اليوم

تتجه الكتل الهوائية الحارة بسرعة وسلاسة نحو منطقة بلاد الشام، وخاصة في فصلي الربيع والصيف، بينما يندر وصول الكتل الهوائية الباردة بسبب الظروف الجوية المعقدة التي تمنعها من التوغل بسهولة، ما يطرح تساؤلات متكررة عن أسباب هذا الاختلاف في حركة الكتل الهوائية في منطقتنا.

لماذا الكتل الهوائية الحارة تصل بسهولة إلى بلاد الشام ومناطق الشرق الأوسط؟

يبين خبراء مركز “طقس العرب” أن السبب الرئيسي وراء سهولة وصول الكتل الهوائية الحارة إلى بلاد الشام يعود إلى الموقع الجغرافي المتميز للمنطقة ضمن نطاق العروض الوسطى والدنيا، مما يجعلها أقرب إلى مصادر توليد الكتل الحارة مثل الصحراء الكبرى وشبه الجزيرة العربية، حيث تنتشر درجات الحرارة المرتفعة بكثرة، مما يسهل على هذه الكتل التقدم نحو المنطقة عندما تتوفر الظروف الجوية المناسبة، وهي تنشأ من مناطق متعددة تشمل العراق وشمال أفريقيا مما يمنحها امتدادًا أفقيًا واسعًا يؤمن ثباتها وقوتها وتأثيرها المباشر على الطقس في بلاد الشام.

العوائق الجوية التي تمنع وصول الكتل الهوائية الباردة إلى بلاد الشام

تتكون الكتل الهوائية الباردة عادة في العروض العليا، مثل مناطق شمال أوروبا وسيبيريا، حيث تستغرق هذه الكتل مسارًا طويلاً وتعبر أنظمة جوية متعددة لتصل إلى شرق المتوسط، وهذا المسار الطويل يجعلها أكثر عرضة للتفكك أو تغيير الاتجاه بسبب وجود المرتفعات الجوية التي تتحكم بحركتها، كما يلعب التيار النفاث في طبقات الجو العليا دورًا محوريًا، إذ يعمل كحاجز يمنع الكتل الباردة من النزول إلى بلاد الشام أو يحرفها إلى مناطق أخرى مثل إيران وباكستان شرقا أو إلى الحوض الغربي للمتوسط غربًا، هذا ما يفسر قلة وتذبذب وصول الكتل الهوائية الباردة إلى منطقتنا.

التيار النفاث وتأثيره على حركة الكتل الهوائية في الشرق الأوسط

يُعتبر التيار النفاث تيارًا هوائيًا قويًا متحكمًا في تحركات الكتل الهوائية في طبقات الجو العليا، حيث يؤثر بشكل مباشر على مسار الكتل الهوائية الباردة، ففي كثير من الأحيان يمنع هذا التيار وصول هذه الكتل إلى بلاد الشام أو يدفعها نحو اتجاهات بديلة خارج منطقتنا، الأمر الذي يؤدي إلى انحراف الكتل الباردة عن مسارها أو تفككها قبل الوصول، في حين تظل الكتل الهوائية الحارة أكثر ثباتًا واستقرارًا نظرًا لموقع مصادرها القريب والامتداد الواسع الذي تمتلكه، مما يسهل على موجات الحر التوغل دون تأثر كبير للأنظمة الجوية المعارضة.

الكتل الهوائية مصدرها الأساسي تأثير التيار النفاث سهولة الوصول إلى بلاد الشام
الكتل الحارة الصحراء الكبرى، شبه الجزيرة العربية، العراق، شمال أفريقيا نادرًا ما تعيقها سهولة وثبات
الكتل الباردة شمال أوروبا، سيبيريا تحرف مسارها أو تمنع وصولها صعوبة وتذبذب

توضح هذه الظواهر الجوية أن قرب مصدر الكتل الهوائية الحارة من بلاد الشام، وكبر حجمها، يجعل وصولها أكثر استقرارًا وقوة، بينما الكتل الباردة تواجه مسارات معقدة وعوائق جوية كثيرة تزيد من احتمالية انحرافها أو تفككها قبل الوصول، وهذا يفسر تفاوت تأثير الكتل الهوائية على مناخ الشرق الأوسط، ليبقى التغير في أنظمة الضغط والتيارات الجوية العليا عوامل حاسمة في رسم صورة الطقس السنوية في المنطقة.