الحسين أزناك: زلزال الهامش المغربي: معاناة المتضررين بين التهميش والاعتقالات التعسفية

الحسين أزناك: زلزال الهامش المغربي: معاناة المتضررين بين التهميش والاعتقالات التعسفية

الحسين أزناك
عاش المغرب في شتنبر 2023 زلزالا مدمرا ضرب عدة مناطق تاركا وراءه خسائر بشرية ومادية فادحة, في لحظات الازمة برز تضامن وطني كبير حيت هب المواطنون من كل أنحاء البلاد لتقديم يد المساعدة من ارسال قوافل من المواد الغذائية  مثل الدقيق والسكر والزيت والحليب وكل أنواع المعلبات وملابس شتوية للناجين…,حيت لم يتردد المغاربة في مد يد العون لاخوانهم المنكوبين .وسط هذه الجهود كنت شخصيا شاهدا على وحدة من اسمى صور التآزر حيت قمت مع أعضاء الجمعية التي كنت أرأسها آنذاك بجمع التبرعات من المنخرطين والمحسنين تقبل الله منهم,وقمنا بتنظيم قوافل من المساعدات الغذائية والأفرشة للمتضررين ,لم يكن الطريق سهلا فالمسالك المؤدية الى بعض القرى كانت وعرة ومليئة بالمخاطر ,لكن العزيمة كانت أقوى من كل العوائق رغم صعوبة الوصول ,لم يكن هناك خيار سوى الاستمرار لأننا كنا ندرك أن هناك عائلات تنتظر تلك المساعدات بفارغ الصبر ,كان كل كيس طحين وكل غطاء يتم تسليمه بمثابة شعلة أمل في ظلام المحنة خاصة في الأيام الأولى من وقوع الكارثة ,لكن للحظة الأكثر تأتيرا بالنسبة لي كانت عندما رأيت نظرات الامتنان في أعين عائلة فقدت كل شيء ,ورغم ذلك لم تفتقد الأمل ,كانت كلمات الشكر التي نسمعها والدموع التي تلمع في العيون والتأمل في ذلك التضامن الوطني الكبير حيت هب المواطنون من كل أنحاء البلاد كفيل بأن يجعلنا ندرك أن ما نقوم به ليس مجرد مساعدة ,بل رسالة إنسانية تعبر عن قوة التضامن في مواجهة الكارثة.
لكن بعد مرور أشهر قليلة تكشفت العديد من المشاكل المرتبطة بتدبير السلطات لملف المتضررين ,ورغم الوعود الرسمية بإعادة الاعمار وتقديم الدعم, الا أن الواقع كشف عن اقصاء وتهميش وقمع لمن طلبوا بحقوقهم المشروعة .ومن بين الضحايا الدين تعرضوا للتضيق ,المناضل سعيد ايت المهدي الدي لعب دورا مهما في تنسيق مطالب السكان المتضررين بدلا من التجاوب مع دعواته العادلة وجد نفسه مستهدفا بالمضايقات والاعتقال, في خطوة تعكس نهج السلطات في التعامل مع الأصوات الحرة والمطالبة بالحقوق المشروعة.
واستمرار مثل هذه الممارسات لايشرف بلدا عرف بتقاليده في التضامن والتآزر الاجتماعي بل يعمق أزمة الثقة بين المواطنين والسلطات. وافراج عن المناضل سعيد ايت المهدي والاستجابة لمطالب المتضررين يجب أن يكون أولوية بدلا من التجاهل والقمع المستمر ,فالغضب الشعبي الدي يتزايد يوما بعد يوم ليس الا انعكاسا للمعاناة الحقيقية التي يعيشها السكان والتي تحتاج الى حلول عادلة ومستدامة. وبينما تتفاقم الأزمة يبقى السؤال مفتوحا :هل ستستجيب السلطات لصوت المتضررين ,أم ستستمر في تجاهله؟.
المغرب

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم:

close