انخفاض حاد في أسعار النفط اليوم مع تصاعد قلق تخمة المعروض العالمي – ما تأثير ذلك على السوق؟

تواصل أسعار النفط التراجع بشكل ملحوظ مع تصاعد المخاوف من تخمة المعروض العالمي بعد إعلان تحالف أوبك+ زيادة كبيرة في إنتاج الخام خلال سبتمبر، رغم المخاطر التي تواجه الإمدادات الروسية، الأمر الذي يربك سوق الطاقة ويزيد من التقلبات الحالية.

تراجع أسعار النفط الحالي وتأثير زيادة إنتاج أوبك+

شهدت أسعار النفط انخفاضًا في جلسات التداول، حيث تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.19% لتسجل 68.63 دولارًا للبرميل، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.2% إلى 66.14 دولارًا للبرميل، بعد خسائر تجاوزت 1% في الجلسة السابقة، مما يمثّل أدنى مستوى له منذ أسبوع تقريبًا. يأتي هذا الانخفاض نتيجة إعلان تحالف أوبك+ عن قرار زيادة الإنتاج بواقع 547 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من سبتمبر، ضمن خطة لإلغاء تدريجي لتخفيضات الإنتاج التي بلغت ذروتها عند 2.5 مليون برميل يوميًا، وهو ما يعادل نحو 2.4% من الطلب العالمي على النفط. ورغم هذا القرار، يعبّر عدد من المحللين عن شكوك حول قدرة أوبك+ على تنفيذ هذه الزيادة بالكامل، بسبب التحديات الفنية والإنتاجية التي تواجه بعض الدول الأعضاء في التحالف.

تداعيات المخاوف الجيوسياسية على سوق النفط الروسي

تلقى سوق النفط دعمًا جزئيًا من التوترات الجيوسياسية المستمرة، خاصة بعد مطالبة الولايات المتحدة للهند بوقف مشترياتها من النفط الروسي، في محاولة لتشديد الضغوط على موسكو من أجل التوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا. ويهدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100% على واردات الخام الروسي، بعد أن فرضت واشنطن رسومًا بنسبة 25% على واردات الهند في يوليو الماضي. وتعتبر الهند أكبر مستورد للنفط الروسي عن طريق البحر، حيث استوردت نحو 1.75 مليون برميل يوميًا خلال النصف الأول من عام 2025، بزيادة طفيفة مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. وعلق كبير محللي السلع في بنك ANZ، دانيال هاينز، مشيرًا إلى أن الهند أصبحت منذ بداية الحرب في أوكرانيا عام 2022 زبونًا رئيسيًا لموسكو، وأن أي تقليل في هذه المشتريات سيضع روسيا في موقف حرج للعثور على مشترين جدد وسط تقلص أعداد الحلفاء.

الأثر المستقبلي لتذبذب أسعار النفط وسط تخمة المعروض العالمي

تأثير تخمة المعروض العالمي على أسعار النفط يظل واضحًا مع استمرار أوبك+ في زيادة الإنتاج وسط مخاوف اقتصادية حول تراجع الطلب، ما يزيد من الضغوط على السوق ويعقّد تحقيق توازن مستدام. من جهة أخرى، تستمر التوترات الجيوسياسية بشد العصبيات بين الدول المنتجة والمستوردة، مما ينعكس على تحركات الأسعار قصيرة الأجل. هذه الظروف تخلق حالة من عدم الاستقرار مع توقعات بتقلبات واسعة في أسعار النفط، والتي تعتمد بدرجة كبيرة على قدرة التحالفات الدولية على التنسيق والاستجابة للتحديات الفنية والسياسية في آن واحد.

• أوبك+ توافق على زيادة إنتاج النفط بواقع 547 ألف برميل يوميًا بدءًا من سبتمبر.
• التحديات الفنية تعيق بعض الدول في تنفيذ زيادة الإنتاج بالكامل.
• الولايات المتحدة تضغط على الهند لوقف شراء النفط الروسي، ضمن استراتيجية جيوسياسية.
• الهند تستورد نحو 1.75 مليون برميل يوميًا من النفط الروسي في النصف الأول من 2025.
• الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات النفط الروسي والهندي تزيد من تعقيد السوق.