نجم زومبي ينعش الفضاء مجدداً.. تعرف على اكتشاف مرصد هابل العلمي الجديد

نشاهد أحيانًا انفجار نجم القزم الأبيض الصغير بحجم كرة تنس يتسبب في مستعر أعظم يُشبه انفجارات النجوم العملاقة، وهذا يحدث رغم صغر حجمه الهائل مقارنة بالشمس التي لو رمزنا لها بحجم كرة قدم، ليدل ذلك على قوة النجم القزم الأبيض الغامضة في الانفجار. مستعر الأعظم من نجم القزم الأبيض هو ظاهرة نادرة تنشأ عندما يدور هذا النجم حول نجم عملاق ويسحب مادته بقوة جاذبيته، مما يؤدي إلى تفاعلات نووية عنيفة على سطح القزم تتسبب في انفجار هائل يُعرف بالمستعر الأعظم من النوع 1 إيه.

كيف ينشأ المستعر الأعظم من نجم القزم الأبيض؟

تولد النجوم القزمة البيضاء نتيجة تآكل النجوم المتوسطة كالشمس التي تفقد طبقاتها الخارجية بفعل الرياح النجمية القوية، ويبقى المركز في هيئة نجم قزم أبيض صغير الحجم. المفاجأة تكمن في قدرة هذا النجم القزم الأبيض على الانفجار الهائل رغم حجمه الصغير جداً. يتسارع الانفجار عند التواجد في نظام نجمي ثنائي يضم نجم عملاق، حيث يسرق القزم الأبيض المادة التي يقذفها العملاق بسرعة كبيرة، ومع تراكمها واصطدامها السريع بسطح القزم يبدأ اندلاع تفاعلات نووية مفاجئة على سطحه. تتطور هذه التفاعلات حتى يصل النجم إلى مرحلة انفجار مستعر أعظم، يُطلَق عليه «مستعر أعظم من النوع 1 إيه»، وهذا الانفجار يشكل ظاهرة كونية قوية تؤثر على المجرة المحيطة.

المستعرات العظمى من النوع 1 إكس: مستعرات نجم القزم الأبيض الغامضة

كشف مرصد هابل الفضائي عن وجود نوع فرعي نادر من المستعرات العظمى التي تنشأ أيضًا من نجوم قزمة بيضاء، يطلق عليه العلماء «المستعر الأعظم من النوع 1 إكس». هذا النوع يتميز بأنه أقل عنفًا وإشعاعًا من النوع 1 إيه، حيث تشع هذه المستعرات ضوءًا أقل بنسبة تتراوح بين 5% إلى 30%، علاوة على ذلك، يظهر الانفجار بشكل غير منتظم مع اختلاف في شدة الانفجار بين جانبي النجم. حدث واضح لهذا النوع وقع في مجرة إن جي سي 1309 التي تبعد حوالي 100 مليون سنة ضوئية عن الأرض، حين سجل العلماء انفجار نجم عام 2012. ما أثار الدهشة هو استمرار بريق النجم المشع حتى عام 2023، مع ازدياد في إشعاعه مقارنة بفترة ما قبل الانفجار، وكأنه عاد للحياة من جديد، لذلك أُطلق عليه نجم “الزومبي”.

دور مستعرات نجم القزم الأبيض في فهم الكون والقياسات الكونية

يصنف العلماء المستعرات العظمى من النوع 1 إيه على أنها “شمعات معيارية”، أي قواعد لقياس المسافات الكونية لأبعد المجرات؛ إذ ساعد ذلك في الكشف عن توسع الكون المتسارع، الذي كرم بجائزة نوبل في 2011. إدراك الاختلافات في أشكال ونوعية الانفجارات مثل النوع 1 إكس يسهم في حل العديد من الألغاز حول العمليات النجمية، ويعزز دقة النماذج الكونية، خصوصًا المتعلقة بقوة وطاقة المستعرات العظمى. تحسين فهم هذه الانفجارات النجمية يوفر نافذة لمعرفة تطور النجوم المتنوعة ويساعد على إعادة تفسير بعض الظواهر الكونية التي كانت تبدو متناقضة في السابق.

• النجم القزم الأبيض يتشكل من بقايا النجوم المتوسطة بفقدان طبقاتها الخارجية
• يتواجد القزم الأبيض في مدار مع نجم عملاق يمده بالمادة
• تندلع تفاعلات نووية ناجمة عن تراكم المادة تحدث انفجار المستعر الأعظم
• المستعر الأعظم من النوع 1 إكس يظهر ضوءًا أقل وانفجارات غير متناسقة
• تساعد هذه المستعرات في تحسين قياسات المسافات وفهم تطور النجوم