الدولار الأمريكي يقفز عالميًا اليوم.. كيف تأثرت العملات الأجنبية الأخرى؟

ارتفعت معدلات الدولار الأمريكي الآن على الساحة العالمية، رغم توقعات بانخفاضه خلال الأسبوع القادم، بعد صدور بيانات اقتصادية أظهرت ضعفًا دفع المستثمرين للتوقع بخفضات في أسعار الفائدة خلال العام الحالي، إلى جانب متابعة التعيينات الجديدة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي التي أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب.

شهد الدولار تراجعًا ملحوظًا منذ صدور تقرير الوظائف لشهر يوليو الماضي، حيث أظهرت الأرقام انخفاض عدد الوظائف التي تمت إضافتها مقارنة بالتوقعات، إلى جانب تعديلات حادة على بيانات الشهور السابقة تدل على تباطؤ سوق العمل الأمريكي. ومؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، استقر مؤخرًا عند مستوى 98.1 حسب بيانات «رويترز» الأخيرة.

تغيرات سعر الدولار والعملات الأجنبية وتأثيرها على الأسواق

تراجع سعر الدولار الأمريكي بنسبة تقارب 0.6% منذ بداية هذا الأسبوع مقابل مجموعة من العملات الأجنبية، وسط تصاعد قلق المستثمرين من تباطؤ الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة، خصوصًا مع مؤشرات ضعف سوق العمل، مما عزز التفاؤل بخفضات محتملة في أسعار الفائدة. أما بالنسبة لتحركات العملات الأجنبية، فقد اقترب الجنيه الإسترليني من أعلى مستوياته خلال الأسبوعين الماضيين عند 1.3439 دولار، ويتجه ليحقق أفضل أداء أسبوعي له منذ نهاية الشهر قبل الماضي، مستفيدًا من العوامل الاقتصادية والسياسية الراهنة.

في المقابل، انخفض الين الياباني أمام الدولار إلى 147.62 للدولار، فقد سجل الدولار ارتفاعًا بحوالي 0.4% مقابل الين، كما انخفض اليورو بنحو 0.3% مقابل الدولار إلى 1.1635 دولار، مع بقاء سعره قريبًا من أعلى مستوى سجله خلال الأسبوعين الأخيرين. تؤكد هذه التقلبات أن تحركات العملة الأمريكية بشكل أساسي تعتمد على مؤشرات الاقتصاد الكلي وتوقعات السياسة النقدية القادمة.

العوامل الاقتصادية المؤثرة في سعر الدولار الأمريكي الآن

تتأثر القيمة الحالية للدولار الأمريكي بعدة عوامل اقتصادية رئيسية، من أبرزها بيانات الوظائف التي تمثل مؤشرًا قويًا لحالة سوق العمل في الولايات المتحدة، وهي من أهم مؤشرات صحة الاقتصاد بشكل عام. انخفاض معدل نمو التوظيف خلال شهر يوليو وعمليات تعديل للبيانات المتعلقة بالأشهر الماضية بالخفض، جعلت المستثمرين يعيدون تقييم توقعاتهم بشأن تشديد السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

بالإضافة إلى ذلك، تلعب التعيينات الجديدة التي يجريها الرئيس دونالد ترامب في مجلس الاحتياطي الفيدرالي دورًا مهمًا في تحديد مسار السياسات النقدية المستقبلية؛ إذ ينتظر السوق ردود أفعال المجلس وتوجهات أعضائه لتحديد منحى أسعار الفائدة، مما يؤثر بشكل مباشر على قيمة الدولار مقابل العملات الأجنبية وأدائه في الأسواق العالمية.

توقعات أداء الدولار الأمريكي والعملات الأجنبية خلال الفترة القادمة

يرتقب المتداولون والمستثمرون مزيدًا من التقلبات في سعر الدولار الأمريكي الآن، خاصة مع الظروف الاقتصادية الراهنة والتفاؤل المتزايد بشأن احتمالية خفض أسعار الفائدة الأمريكية. يتوقع أن يستمر عدد من العملات الأجنبية في تحقيق مكاسب مقابل الدولار مع تحسن الثقة الاقتصادية والاضطرابات المحتملة في سياسة الاحتياطي الفيدرالي.

تبقى المؤشرات الاقتصادية القادمة والتطورات في سياسة الاحتياطي الفيدرالي والأحداث السياسية العالمية عوامل رئيسية تحدد مسار الدولار الأمريكي الآن وتؤثر على أسعار العملات الأجنبية الأخرى، مما يجعل السوق متقلبًا وشديد التأثر بالتغيرات اللحظية.