انخفاض الدعم الأمريكي يفاقم أزمة الغذاء والإرهاب في شمال نيجيريا.. إغلاق 150 مركز تغذية يهدد حياة 300 ألف طفل بحلول يوليو!

مع تفاقم الأوضاع الإنسانية في شمال شرق نيجيريا وانخفاض المساعدات الخارجية، تواجه المنطقة خطر الجوع الحاد، حيث يهدد أكثر من مليون شخص الموت بسبب نقص الغذاء. تتعرض دائرتهم المعيشية للانهيار وسط تصاعد العنف والإرهاب، ما يجعل من الأزمة الغذائية قضية ملحة تتطلب وقفة فورية.

تداعيات الانقطاع في المساعدات الخارجية على تفاقم الجوع في شمال شرق نيجيريا

تواجه شمال شرق نيجيريا معاناة كبيرة بسبب توقف المساعدات الغذائية الأجنبية، لا سيما بعد تقليص الدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التي كانت تمثل دعامة أساسية للبرامج الإنسانية في المنطقة؛ إذ أوضحت تشي ليل، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، أن الشحنات المتبقية من الأرز تكاد تنفد، ما ينذر بحالة من الفوضى في توزيع الغذاء. ويتزامن هذا الانقطاع مع ارتفاع تكاليف المعيشة والتضخم الاقتصادي، مما يجعل قدرة السكان على الحصول على الغذاء محدودة للغاية، في وقت تتصاعد فيه الهجمات، لترهق القوات الأمنية وتزيد من ضعف الاستقرار الغذائي.

دور الصراع المستمر في زعزعة الأمن الغذائي في منطقتي دامبوا ومايدوجوري

كانت مدينة دامبوا مركزًا زراعيًا مهمًا قبل اندلاع الصراع، لكنها اليوم تحولت إلى مركز معاناة بسبب غياب الأمن والاستمرار في الهجمات الإرهابية؛ إذ تقع على أطراف غابة سامبيسا، التي تحولت إلى قاعدة للجماعات المسلحة. ينتج عن استمرار القتال تدمير مساحات زراعية واسعة وتهجير السكان، وهو ما يقلص الإنتاج الغذائي ويزيد من حالات سوء التغذية، خاصة بين الأطفال دون سن الخامسة، كما يؤكد كيفن أكواوا، الطبيب في فيلق الطب الدولي. ويُضاف إلى ذلك أن موسم “العجاف” الممتد من يونيو حتى سبتمبر يزيد الضغط على الاحتياطات الغذائية المحدودة، ويزيد من صعوبة تأمين الاحتياجات الأساسية للعائلات.

تأثير إغلاق مراكز التغذية على الأطفال المعرضين لخطر الجوع في شمال شرق نيجيريا

يتعرض مئات آلاف الأطفال إلى خطر كبير بعدما تم الإعلان عن إغلاق 150 مركز تغذية من بين 500 مركز يديرها برنامج الأغذية العالمي في شمال شرق نيجيريا بسبب نقص التمويل. ويحذر الطبيب جون علاء، مسؤول التغذية في البرنامج، من أن هذا القرار سيترك حوالي 300 ألف طفل بلا دعم غذائي، مما يفاقم مشكلة سوء التغذية في المنطقة. تشهد المراكز المتبقية إجراءات أمنية مشددة رغم تفاقم نقص المخزون الغذائي، حيث يخضع الداخلون لتفتيش شامل، ما يعكس حجم التحديات الأمنية التي تواجه جهود المساعدة. وفي ظل استمرار الأزمة، تزداد الحاجة إلى توفير الدعم المستدام لتفادي انهيار المساعدات وتفاقم خطر المجاعة.

الولاية عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع الشديد
بورنو 2 مليون
أداماوا 1.5 مليون
يوبي 1.5 مليون

تُظهر هذه الأرقام حجم الأزمة التي تواجه شمال شرق نيجيريا بسبب الصراع المسلح وتراجع الدعم الغذائي؛ إذ يعاني ما يقرب من خمسة ملايين شخص من الجوع الشديد في الولايات الثلاث المعنية. وتزداد هذه الأزمة تعقيدًا مع توقع حدوث فيضانات وارتفاع معدلات النزوح، مما يدعو إلى تكثيف الجهود الدولية لضمان وصول الغذاء إلى المحتاجين دون انقطاع. في ظل هذه الظروف، يظل سكان هذه المنطقة عرضة لانعدام الأمن الغذائي، مع استمرار تضاؤل الموارد وتناقص فرص الزراعة المستقرة.