هبوط قياسي في أسعار العقارات بصنعاء اليوم.. قصور وعمارات تُباع بنصف السعر.. ما السبب الحقيقي وراء هذا الانهيار؟

شهد سوق الأراضي والعقارات السكنية في صنعاء تراجعًا حادًا في الأسعار، حيث انخفضت قيمة الأراضي والمنازل إلى أكثر من 50% في بعض المناطق، ويمكن تفسير هذا الانخفاض الحاد بعدة عوامل متداخلة تؤثر بشكل مباشر على السوق العقاري في العاصمة اليمنية.

الأسباب الحقيقية لانهيار أسعار الأراضي والعقارات في صنعاء

يرتبط الانخفاض الكبير في أسعار الأراضي والعقارات في صنعاء بالأزمة السياسية والاقتصادية التي تمر بها اليمن، وهو ما أدى إلى تراجع كبير في الطلب على العقارات؛ خصوصًا في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي. أثبت الخبراء أن من أبرز العوامل التي أثرت على السوق بشكل مباشر هو استخدام العقارات كوسيلة لغسيل الأموال؛ حيث قام بعض القيادات الحوثية برفع الأسعار بشكل مصطنع خلال السنوات الماضية، مستعملة الاستثمار العقاري لتبييض أموال تم نهبها من قطاع الدولة والخاص، وعندما توقفت هذه العمليات انهارت الأسعار فجأة.

القيود الإدارية التي فرضتها سلطات الحوثي جاءت أيضًا لتجعل من سوق العقارات بيئة غير جاذبة للاستثمار، حيث اشتملت الإجراءات على تعقيدات كثيرة مثل إلزام تسجيل العقارات في الهيئة العامة للأراضي، وفرض ضرائب متكررة وخُمس للأصول العقارية، ما دفع المستثمرين والمغتربين إلى الابتعاد عن السوق المحلي، مع زيادة الضغط على الأسعار.

تأثير ضعف القوة الشرائية وتراجع الاستثمار على سوق الأراضي والعقارات في صنعاء

مع تدهور الأوضاع الاقتصادية في اليمن وتراجع دخل المواطنين، فقدت القدرة الشرائية لمجتمع صنعاء وأغلب المناطق ضعفها، مما نتج عنه تراجع كبير في الطلب على العقارات؛ في الوقت الذي استمر فيه المعروض من الأراضي والمنازل، فزاد الركود وعمق انخفاض الأسعار. هذا الواقع دفع بالمستثمرين إلى إعادة توجيه رؤوس أموالهم نحو الأسواق الخارجية؛ لاسيما أن العديد منهم بدأ يبحث عن فرص في دول أكثر استقرارًا وجاذبية مثل السعودية وتركيا.

القرار السعودي بالسماح لغير السعوديين بامتلاك العقارات داخل المملكة كان له دور كبير في تحويل جزء من هذه الاستثمارات بعيدًا عن اليمن؛ إذ جذب القرار اهتمام المستثمرين اليمنيين، مما زاد من حجم المعروض في السوق المحلي وأثر سلبًا على قيمة الأراضي في صنعاء.

نصائح هامة للاستثمار في سوق الأراضي والعقارات في صنعاء خلال المرحلة الراهنة

ينصح خبراء العقارات اليوم المتعاملين في سوق الأراضي والعقارات في صنعاء بالتعقل والحذر الشديدين، خاصة في ظل عدم الاستقرار السائد وعدم وضوح الرؤية بشأن مستقبل السوق. من النصائح التي يقدمها الخبراء:

• للمستثمرين: من الأفضل انتظار استقرار الأوضاع وتجنب الاستثمار في الوقت الراهن بسبب تقلب الأسعار وتعقيد الإجراءات الإدارية
• للمواطنين الراغبين في شراء عقار للسكن: يمكن الاستفادة من انخفاض الأسعار الحالي، مع الحرص على التأكد من صحة الوثائق وتجنب المناطق التي تعاني نزاعات أو مشكلات قانونية
• للمغتربين: ضرورة الدراسة المتأنية للسوق، والتواصل مع خبراء محليين موثوقين قبل اتخاذ أي قرار استثماري داخل اليمن

تشير التقارير الحديثة إلى أن سعر اللبنة (44.44 متر مربع) في بعض أحياء صنعاء انخفض إلى ما يقارب 1.2 مليون ريال يمني، بعد أن كان السعر يتجاوز 15 مليون ريال سابقًا، وهو تراجع لم يسبق له مثيل في تاريخ السوق العقاري المحلي.

بناءً على هذه الأطروحات، يظل سوق الأراضي والعقارات في صنعاء يعاني من اضطرابات متتالية، تؤثر سلبًا على قيم العقارات وقرارات المستثمرين، مما يجعل المرحلة الحالية واحدة من أصعب الفترات التي يمر بها القطاع.