تفاؤل حذر في روما بشأن التوصل إلى اتفاق لتمويل جهود حفظ الطبيعة

تفاؤل حذر في روما بشأن التوصل إلى اتفاق لتمويل جهود حفظ الطبيعة

روما- (أ ف ب) – تحاول الدول المجتمعة في روما في ختام المؤتمر السادس عشر (كوب16) لاتفاقية التنوع البيولوجي، التوصل الى اتفاق اللحظة الأخيرة لتمويل حماية الطبيعة، في اختبار جادّ لصدقية التعاون الدولي بهذا الشأن.
وبعد ست ساعات من المباحثات بين نحو 30 بلدا تمثل التوازنات العالمية، طرحت على الطاولة تسوية تثير تفاؤلا حذرا في مكان انعقاد المؤتمر بمقر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) في روما.
وقال كبير المفاوضين الأوروبيين هوغو-ماريا تشالي “نحن قريبون للغاية من الاتفاق على هذه الوثيقة”.
ويتعين جمع مليارات الدولارات لتحقيق الهدف المتمثل في وقف إزالة الغابات والاستغلال المفرط للموارد والتلوث بحلول العام 2030، والتي تعرّض للخطر الإمدادات الغذائية وتنظيم المناخ وبقاء مليون نوع من الكائنات المهددة بالانقراض.
وتُرافق هذا الهدف الذي حُدد عام 2022 في اتفاق كونمينغ-مونتريال، خريطة طريق تتضمن 23 هدفا يتعين تحقيقها بحلول العام 2030.
وكان من المقرر أن تتفق الدول ال196 الموقعة على اتفاقية التنوع البيولوجي في مؤتمر الأطراف السادس عشر في كالي، على طريقة حل مشكلة نقص التمويل لخارطة الطريق الطموحة هذه.
وتنص الاتفاقية على أن يزيد العالم إنفاقه على حماية الطبيعة ليصل إلى 200 مليار دولار سنويا بحلول العام 2030، منها 30 مليارا على شكل مساعدات تقدمها الدول الغنية للدول الفقيرة (مقابل نحو 15 مليارا في 2022).
– إنشاء صندوق؟ –
لكنّ طريقة جمع الأموال وتقاسمها أصبحت موضع خلاف بين القوى العظمى وبقية العالم، لدرجة أنها غادرت محادثات كالي في 2 تشرين الثاني/نوفمبر من دون اتفاق، ما أجبرها على استئناف المفاوضات في روما في مقر الفاو.
وبعد يومين من المفاوضات، على خلفية تدهور العلاقات الدولية وحروب تجارية، تلقى المفاوضون الأربعاء نصا جديدا طرحته الرئاسة الكولومبية، يسعى لتقليص الهوة بين دول الشمال والجنوب.
والخميس، طرحت البرازيل باسم دول مجموعة بريكس نصا جديدا، هو أقرب الى مقترح بصيغة نهائية، وذلك خلال الجلسة الختامية المقررة ليل الخميس.
وتتمثل النقطة الشائكة الرئيسية في مطالبة الدول الفقيرة بإنشاء صندوق جديد مخصص للتنوع البيولوجي يوضع تحت سلطة مؤتمر الأطراف، كما هو منصوص عليه في اتفاقية عام 1992.
لكنّ البلدان المتقدمة، بقيادة دول الاتحاد الأوروبي واليابان وكندا في غياب الولايات المتحدة التي لم توقّع الاتفاقية ولكنها من كبار المانحين، تعارض بشدة هذا المقترح. كما تندد هذه القوى بتجزئة المساعدات التنموية التي تراجعت أصلا بسبب الأزمات المالية وانكفاء الأميركيين عن دعم هذه الجهود منذ عودة دونالد ترامب إلى السلطة.
ونشرت رئاسة مؤتمر “كوب 16” الكولومبية الجمعة اقتراح تسوية يتضمن خريطة طريق لإصلاح الأنظمة المختلفة التي تولّد التدفقات المالية الرامية إلى حماية الطبيعة بحلول العام 2030، بما يستجيب والصعوبات التي تواجهها البلدان الفقيرة والمثقلة بالديون.
وتهدف الوثيقة إلى “تحسين أداء” مرفق البيئة العالمية GEF، وتحت سلطته، صندوق الإطار العالمي للتنوع البيولوجي GBFF، وهو حل موقت اعتمد عام 2022 وتلقى تمويلا متواضعا (400 مليون دولار). كما تنص على أن المؤسسة المالية، القائمة أو التي سيتم إنشاؤها، ستوضع في نهاية المطاف تحت سلطة مؤتمر الأطراف.
ويشير النص بعد ذلك إلى مؤتمر الأطراف الثامن عشر المقرر تنظيمه في العام 2028، ومهمة تحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى صندوق جديد أو ما إذا كان من الممكن تحويل الآليات الموجودة لتلبية توقعات البلدان النامية، والتي يعتبرها عدد كبير منها غير منصفة ويصعب الوصول إليها.
وقال وزير البيئة الكندي ستيفن غيلبوت في الجلسة العامة ساعيا للتشجيع على قبول التسوية “ليس لدينا وقت لنضيعه، العالم يراقبنا وتقع علينا مسؤولية أن نظهر له أن التعددية يمكن أن تنجح”.
وأضاف ممثل المملكة المتحدة “هذا نص تمت موازنته بعناية فائقة”، فيما قالت الوزيرة الفرنسية أنييس بانييه-روناتشير لصحافيين “لن تكون هناك نصوص ترضي الجميع”.
وردّت البرازيل عبر ممثلتها ماريا أنجيليكا إيكيدا قائلة “نشعر بخيبة أمل حقيقية” مضيفة أن إنشاء صندوق جديد “كان ينبغي أن يتم خلال مؤتمر الأطراف الأول، ونحن متأخرون 15 مؤتمرا”، أي 30 عاما.
ويفترض أن تنتهي المناقشات مساء الخميس، لكنها قد تمدد إلى الجمعة إذا لزم الأمر.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم:

close