بيتكوين تهوي 8% اليوم ومبيعات ضخمة تضرب صناديق العملات الرقمية.. ما تأثيرها على السوق؟

بعد أن هبطت البيتكوين بنسبة تجاوزت 8% خلال أيام قليلة، شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في العملات الرقمية موجة بيع مكثفة، الأمر الذي يعكس حالة من التردد وسط المستثمرين تجاه المخاطر الحالية؛ حيث تراجعت العملة الرقمية الرائدة من أعلى مستوى تاريخي لها عند 123 ألف دولار إلى أقل من 114 ألف دولار. هذه الحركة أثرت بشكل واضح على صناديق البيتكوين المتداولة، التي شهدت نزوحًا كبيرًا في رؤوس الأموال خلال فترة قصيرة.

تراجع صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين وأسباب الخسائر

تعرضت أكبر صناديق العملات الرقمية لخسائر مالية كبيرة يوم الثلاثاء، حيث خسر صندوق FBTC الخاص بفيديليتي، وصندوق ARKB التابع لشركة “آرك إنفست”، إلى جانب صندوق IBIT المدعوم من “بلاك روك”، أكثر من 175 مليون دولار من إجمالي أصولها خلال يوم واحد فقط؛ وهو مؤشر واضح على تراجع ثقة المستثمرين، خاصة من المؤسسات الكبرى التي بدأت تخفض حصصها في الأصول ذات التقلبات العالية؛ جاء هذا التراجع بعد فترة من التدفقات الإيجابية التي شهدتها هذه الصناديق، ما يعكس تحولا حادًا في توجهات السوق. بالإضافة لذلك، ترتبط هذه الخسائر بالمخاوف المتزايدة من حدوث ركود تضخمي في الولايات المتحدة، بعد بيانات معهد إدارة التوريد التي أظهرت تراجع النشاط التجاري وتباطؤ خلق فرص العمل، إلى جانب استمرار ارتفاع أسعار مواد الإنتاج.

تأثير التوترات الاقتصادية على تدفق الأموال في صناديق البيتكوين المتداولة

تزادت المخاوف لدى المستثمرين من إمكانية أن يستمر الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة أو إدامة مستوياتها المرتفعة دون خفضها، وهو ما يعزز الضغط على الأصول الاستثمارية ذات التقلبات الكبيرة مثل البيتكوين. تتوقع العديد من المؤسسات المالية وخبراء السوق أن تستمر عمليات جني الأرباح والانسحابات من صناديق البيتكوين المتداولة في الفترة المقبلة، خاصة في ظل تراجع الطلب المؤسسي الملحوظ، والذي كان أحد العوامل الأساسية في زيادة الزخم خلال بداية عام 2025. 

مستقبل صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين بين التفاؤل والحذر

في النصف الأول من عام 2025، شهد سوق العملات الرقمية، وعلى رأسها البيتكوين، انتعاشًا ملحوظًا مدعومًا بارتفاع الطلب من المؤسسات المالية وتطلعات إيجابية تجاه السياسات النقدية، إلا أن المتغيرات الاقتصادية الكلية الحالية بدأت تضغط على هذا الزخم؛ مما يجعل فرص استمرار التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين محل تساؤل كبير. في ظل هذه الظروف، يميل المستثمرون إلى اتخاذ مواقف أكثر حذرًا، ويفضلون تقليص التعرض للأصول الرقمية عالية المخاطر حفاظًا على استقرار محافظهم المالية.

• هبوط البيتكوين أثر بشكل مباشر على تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة.
• المخاوف الاقتصادية والركود التضخمي تضغط على رغبة المستثمرين في المخاطرة.
• تراجع نشاط السوق الناتج عن استمرار ارتفاع أسعار الفائدة يقلل من الإقبال على العملات الرقمية.
• يواصل المستثمرون المؤسساتيون تعديل مراكزهم المالية بسبب حالة عدم اليقين.