هبوط حاد في أسعار النفط يعمق خسائر الأسبوع الأول منذ نهاية يونيو… كم بلغت؟

أسعار النفط تسجل أكبر خسائر أسبوعية منذ أواخر يونيو وسط تقلبات الأسواق وتوترات التجارة العالمية التي تؤثر بشكل مباشر على حركة أسواق النفط والطلب العالمي.

تطور أسعار النفط اليوم وتأثير التوترات الجيوسياسية

استقرت أسعار النفط الخام في ختام جلسة الجمعة، حيث أغلق خام برنت مرتفعًا بنحو 16 سنتًا أو بنسبة 0.2% ليصل إلى 66.59 دولارًا للبرميل، فيما حافظ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي على ثباته تقريبًا عند 63.88 دولارًا للبرميل، لكن هذه الاستقرار لم يمنع تسجيل أكبر خسائر أسبوعية منذ أواخر يونيو، حيث تراجع برنت بنسبة 4.4% وخام غرب تكساس بنسبة 5.1% خلال الأسبوع. تعكس تلك التقلّبات تأثير الضبابية الاقتصادية الناتجة عن الرسوم الجمركية المتصاعدة والتوترات التجارية الدولية، وهو ما يرفع من حالة عدم اليقين في سوق النفط.

تأثير الحرب الأوكرانية واجتماع بوتين وترامب على أسعار النفط

شهدت أسواق النفط تقلبات إضافية مع تقارير تتحدث عن محاولة واشنطن وموسكو الوصول إلى اتفاق لوقف الاشتباكات العسكرية في أوكرانيا، يتضمن تثبيت سيطرة روسيا على الأراضي التي استولت عليها خلال الغزو؛ حسب مصادر نقلتها وكالة بلومبرج. ينعقد اجتماع محتمل بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب الأسبوع المقبل لمناقشة الترتيبات النهائية. يحمل هذا اللقاء توقعات بتغيير دبلوماسي قد يؤدي إلى تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا، في وقت تتصاعد فيه التوترات التجارية بين واشنطن والمشترين الرئيسيين للنفط الروسي. حيث هدّد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على الهند إذا استمرت في شراء النفط الروسي، كما ألمح لإمكانية فرض رسوم مماثلة على الصين أكبر مشترٍ للخام الروسي، وهو ما يزيد الضغط على أسواق النفط ويؤثر على مستوى الأسعار المتذبذبة حاليًا.

العوامل المؤثرة في سوق النفط بين التوترات الاقتصادية والإمدادات

تتداخل عوامل متعددة في تحديد حركة أسعار النفط، حسب محللين في صناعة الطاقة، حيث يشدد نيل كروسبي من “سبارتا كومودتيز” على أن السوق يشهد تأثيرًا من الرسوم الجمركية، والأخبار المتلاحقة حول اجتماع ترامب وبوتين وحالة الغموض المحيطة بهذا الحدث. يحذر محللو “إيه إن زد بنك” من أن تطبيق الرسوم الجمركية الأمريكية على عدد من الشركاء التجاريين بدءًا من الخميس الماضي أثار القلق حول نمو النشاط الاقتصادي العالمي وبالتالي الطلب على النفط. فيما يطمئن الجانب العرضي بقرار تحالف “أوبك+” زيادة الإنتاج الشهري بـ547 ألف برميل يوميًا لشهر سبتمبر، وهو جزء من خطوات لتعزيز المعروض عالمياً. كما ارتفع عدد منصات الحفر الأمريكية إلى 411 منصة، ما يدل على توقع مدّ إمدادات النفط مستقبلًا.

أضاف محللو “إف جي إي نكسانت إي سي إيه” أن معنويات السوق عادت للانخفاض بعد إعلان كبار أعضاء أوبك+ إلغاء جزء من تخفيضاتهم التطوعية للإنتاج بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا لشهر سبتمبر، متزامنًا مع دخول الرسوم الجمركية الشاملة حيز التنفيذ. من الجانب الاقتصادي، عزز تعيين ستيفن ميرن في مجلس الاحتياطي الفيدرالي التوقعات بتيسير السياسة النقدية، ما يزيد الطلب على الخام عبر تخفيض تكلفة الاقتراض. أما ارتفاع الدولار الأمريكي مؤخرًا، رغم اتجاهه للتراجع الأسبوعي، فيُضعف الطلب على النفط المقوّم بالدولار من قبل المشترين الأجانب، ما يضيف ضغوطًا جديدة على أسعار النفط ويتفاعل مع الأخبار الجيوسياسية والسياسات التجارية المحيطة.