لا تريد إسرائيل المضي قدمًا في تنفيذ ينود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بمراحله الثلاث، ومازالت تحاول الالتفاف على الاتفاق، حتى تتسلم بقية محتجزيها لدي حماس، ومعاودة القتال في القطاع ثانية، على أمل أن بدفع ذلك الغزاويين إلى الهجرة وترك أرضهم.. لذلك، فإن وفدًا إسرائيليًا جاء إلى القاهرة، بهدف التفاوض على تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لمدة إثنين وأربعين يومًا إضافية، بحيث تفرج حماس عن ثلاثة رهائن كل أسبوع، مقابل إطلاق سراح الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل.. بينما تعارض حماس التمديد، وتصر على المضي قدمًا في المرحلة الثانية من الاتفاق، كما اتُفق عليه في الأصل، وباعتبار أن المرحلة الثانية من المفترض أن تتضمن خطوات تؤدي إلى إنهاء الحرب بشكل دائم.. وقد حثت الحركة الفلسطينية المجتمع الدولي على الضغط على إسرائيل، للدخول في المرحلة الثانية فورًا دون أي تأخير.. ولم توضح الأطراف المتحاربة بعد، ما سيحدث إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، في المفاوضات التي تتوسط فيها مصر وقطر بدعم من الولايات المتحدة.
لذلك، أوقفت إسرائيل دخول جميع السلع والإمدادات إلى قطاع غزة، اليوم الأحد، وحذرت من (عواقب إضافية) إذا لم تقبل حماس اقتراحًا جديدًا لتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار الهش.. واتهمت حماس إسرائيل بمحاولة إفشال اتفاق وقف إطلاق النار القائم، وقالت إن قرارها بقطع المساعدات، (ابتزاز رخيص وجريمة حرب وهجوم صارخ)، على الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير الماضي، بعد أكثر من عام من المفاوضات.. ولم يصل الطرفان إلى حد القول، إن وقف إطلاق النار انتهى.
انتهت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، والتي تضمنت زيادة المساعدات الإنسانية، أمس السبت.. ولم يتفاوض الجانبان بعد على المرحلة الثانية، والتي كان من المقرر أن تطلق حماس بموجبها سراح العشرات من الرهائن المتبقين، في مقابل الانسحاب الإسرائيلي ووقف إطلاق النار الدائم.. وقد قال مسئول إسرائيلي، إن قرار تعليق المساعدات اتخذ بالتنسيق مع إدارة ترامب.. ولم يصدر تعليق فوري من الولايات المتحدة على الاقتراح الذي أعلنته إسرائيل، أو قرارها بقطع المساعدات.. وتقول إسرائيل، إن الاقتراح الجديد يحظى بدعم الولايات المتحدة، وإنه جاء من المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ويدعو إلى تمديد وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان وعطلة عيد الفصح اليهودي التي تنتهي في العشرين من أبريل.. وبموجب هذا الاقتراح، ستفرج حماس عن نصف الرهائن في اليوم الأول، والبقية عندما يتم التوصل إلى اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، بحسب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.. إلا أن وزير الخارجية الإسرائيل،ي جدعون ساعر، قال إن إسرائيل مستعدة للتفاوض بشأن المرحلة التالية من وقف إطلاق النار، لكنها تصر على إطلاق سراح المزيد من الرهائن خلال المحادثات.. وأضاف أن إسرائيل تلقت رسالة جانبية من إدارة ترامب، تفيد بعدم وجود انتقال تلقائي بين مراحل الهدنة.
حماس حذرت من أن أي محاولة لتأخير أو إلغاء اتفاق وقف إطلاق النار، سيكون لها (عواقب إنسانية) على الرهائن، وأكدت أن السبيل الوحيد لتحريرهم، هو من خلال تنفيذ الاتفاق القائم، الذي لم يحدد جدولًا زمنيا لتحرير الأسرى المتبقين.. وقالت حماس، إنها مستعدة لإطلاق سراح الرهائن المتبقين دفعة واحدة في المرحلة الثانية، ولكن فقط في مقابل إطلاق سراح المزيد من السجناء الفلسطينيين، ووقف إطلاق النار الدائم وانسحاب القوات الإسرائيلية.. في حين قال مسئول مصري، إن حماس ومصر لن تقبلا اقتراحًا جديدًا، يهدف إلى إعادة الرهائن المتبقين دون إنهاء الحرب. وأشار إلى أن الاتفاق دعا الجانبين إلى بدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية في أوائل فبراير.. ويحاول الوسطاء حل النزاع، في وقت ولم يصدر فيه تعليق فوري من قطر، التي عملت مع مصر كوسيط رئيسي مع حماس.
لقد شاب وقف إطلاق النار نزاعات، في إطار المرحلة الأولى منه، والتي استمرت ستة أسابيع، أطلقت حماس سراح خمسة وعشرين رهينة إسرائيلية وجثث ثمانية آخرين، في مقابل إطلاق سراح ما يقرب من ألفي فلسطيني معتقلين لدى إسرائيل.. وانسحبت القوات الإسرائيلية من معظم أنحاء غزة، وسمحت إسرائيل بدخول كميات من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.. لكن، أسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل العشرات من الفلسطينيين، الذين قال الجيش إنهم اقتربوا من قواته أو دخلوا مناطق في انتهاك للهدنة.. وعرضت حماس الأسرى ـ بعضهم في حالة هزال ـ أمام حشود من الناس، في استعراضات عامة وصفتها إسرائيل والأمم المتحدة بأنها قاسية ومهينة.. وقالت حماس، إن تعليق إسرائيل للمساعدات يمثل انتهاكًا آخر، مشيرة إلى أن وقف إطلاق النار وتسليم المساعدات كان من المفترض أن يستمر، بينما يتفاوض الجانبان على المرحلة الثانية من الاتفاق، واتهمت إسرائيل بمنع المساعدات طيلة فترة الحرب، وقد فرضت إسرائيل حصارًا كاملًا على غزة في الأيام الأولى للحرب، ولم تخففه إلا لاحقًا تحت الضغط الأمريكي.. بينما اتهمت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة إسرائيل، بعدم تسهيل وصول المساعدات الكافية خلال خمسة عشر شهرًا من الحرب، وضغطت إدارة بايدن عليها مرارًا وتكرارًا لبذل المزيد من الجهد.. وحذر الخبراء في عدة مناسبات من انتشار الجوع في غزة ومن وجود خطر المجاعة.
●●●
إذًا، يخطط صناع القرار في إسرائيل لاستئناف الحرب على غزة، خلال أربعة إلى ستة أسابيع باستخدام القوة الساحقة، وإرسال عشرات الآلاف من القوات للسيطرة على القطاع بأكمله، في هجوم منسق واحد ضد حماس.. وبحسب مسئولين إسرائيليين حاليين وسابقين مطلعين على المناقشات رفيعة المستوى، فقد بدأ رئيس الأركان العسكرية الجديد، إيال زامير، بتوجيهات من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، إسرائيل كاتس، في تطوير الخطة.. وبموجبها، ستنشر إسرائيل قوات في غزة أكثر مما نشرته حتى هذه النقطة من الحرب ـ أكثر من خمسين ألف جندي ـ قبل نقل السكان المدنيين إلى مناطق إنسانية، وشن حملة برية لا هوادة فيها ضد الفلسطينيين في بقية أنحاء القطاع.. (سوف نرى أربع أو خمس فرق تهاجم في وقت واحد الشمال والوسط والجنوب، لاحتلال كل منطقة وتطهيرها من العدو)، هذا ما قاله هيزي نحاما، العقيد الإسرائيلي السابق الذي شارك في وضع خطة الجنرالات، وهي اقتراح مؤثر لحصار غزة على مراحل، والذي أضاف، (سوف تبدو الخطة مختلفة عما رأيناه في الحرب حتى الآن).. ويرى أمير أفيفي، العميد الإسرائيلي السابق الذي عمل مستشارًا للحكومة والجيش الإسرائيليين أثناء الحرب، (إنها ستكون معركة حاسمة.. وسوف تستخدم إسرائيل كل ما لديها من أدوات لغزو غزة والقضاء على حماس).
تبدأ الخطة بموجة من الغارات الجوية على غزة، وتقليص المساعدات الإنسانية المقدمة للقطاع، بحسب المصادر.. وقال كوبي مايكل، رئيس المكتب الفلسطيني السابق في وزارة الشئون الاستراتيجية الإسرائيلية، ومسئول كبير في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قبل ذلك، (لن تكون هناك مساعدات خارج المناطق الإنسانية.. وهذا من شأنه أن يمنع حماس من الاستمرار في سرقة كل المساعدات الإنسانية، وسوف يزيد الضغوط على الجماعة من خلال السكان المحليين).. وتخطط إسرائيل لتوسيع المنطقة الإنسانية القائمة في المواصي جنوب غزة، لتصبح ملجًأ ضخمًا واحدًا.. وذكرت مصادر أخرى، أنه سيكون هناك عدة مناطق إنسانية.
وقد رفع الجيش الإسرائيلي مستوى تأهبه واستعداده على طول حدود غزة، اليوم الأحد، كما أفادت التقارير أن حماس بدأت أيضًا في الاستعداد لتجدد القتال.. ويقدر زامير، رئيس الأركان العسكري القادم، أن الخطة، التي سيقدمها إلى نتنياهو وكاتس، بعد توليه منصبه يوم الخميس المقبل، يمكن إكمالها في ستة أشهر أو أقل.. وقالت المصادر، إن الخطة يمكن إيقافها مؤقتًا إذا وافقت حماس على إطلاق سراح المزيد من الرهائن التسعة والخمسين، الذين ما زالوا محتجزين في غزة، والذين تأكد مقتل خمسة وثلاثين منهم، أو نزع سلاحهم ومغادرة غزة مقابل إنهاء الحرب.. لكن صناع القرار الإسرائيليين لا يعتقدون أن حماس مستعدة لتقديم مثل هذه التنازلات.
●●●
خطة إسرائيل لاستئناف الحرب تأتي في أعقاب سلسلة من المتغيرات، التي تجعل الدولة اليهودية أقل قيودًا مما كانت عليه في أي وقت سابق، خلال الأشهر السبعة عشر الماضية من الحرب.. فقد وافق حزب الله في لبنان، نوفمبر الماضي، على وقف مهين لإطلاق النار مع إسرائيل، مما خفف الضغوط على جيش إسرائيل المنهك، إذ يقول الإسرائيليون، (لقد كانت لدينا دائمًا انقسامات في الشمال، والآن لا نحتاج إلى انقسامات في الشمال، لأن حزب الله لا يشكل تهديدًا.. لذا يمكننا أن نأخذ هذه الانقسامات ونضعها كلها في غزة في نفس الوقت، وهذا مهم للغاية).. وفي يناير الماضي، تولى الرئيس دونالد ترامب منصبه، وبدأ في عكس جهود الرئيس السابق، جو بايدن، لكبح جماح إسرائيل واستيعاب أعدائها الإبادة الجماعية.. وانضم ترامب بشكل أوثق إلى إسرائيل ضد حزب الله وإيران، وأنهى القيود التي فرضها بايدن على المساعدات العسكرية الأمريكية للدولة اليهودية.. وفي غزة، اتخذ ترامب موقفًا أكثر صرامة من نتنياهو، حيث دفع رئيس الوزراء إلى استئناف الحرب مع حماس وإعادة توطين سكان غزة في الخارج.
وخلال زيارة نتنياهو للبيت الأبيض في وقت سابق من هذا الشهر، قال ترامب لرئيس الوزراء (افعل كل ما عليك فعله) لهزيمة حماس، وفقًا لمسئول عسكري إسرائيلي وصف الاجتماع.. لكن المسؤول قال إن ترامب أعطى نتنياهو مائة وخمسون يومًا فقط لإنهاء المهمة.. وفي الوقت نفسه، استبدلت الحكومة الإسرائيلية عددًا من كبار المسئولين الأمنيين، الذين قاوموا التدخل بشكل أعمق في غزة، بما في ذلك وزير الدفاع السابق، يوآف جالانت، ورئيس الأركان العسكري المنتهية ولايته، هيرتسي هاليفي، بجنرالات يعتبرون أكثر تشددًا، بعد أن رفض الوزراء الإسرائيليون في اجتماعات الحكومة الأخيرة (تمامًا) نهج هاليفي تجاه غزة، واتهموه (بفعل كل ما في وسعه لمنع النصر في الحرب).. وقد كانت هناك، (خلف الكواليس، مناقشات مع زامير، وهي أكثر إيجابية بكثير.. ونأمل أن نراه يتولى قيادة الجيش وينفذ خططه).. وفي اجتماع عُقد في وقت سابق من هذا الشهر، مع نتنياهو وكاتس ويارون فينكلمان، قائد المنطقة الجنوبية في إسرائيل، رفض زامير أحدث مقترحات هاليفي بشأن حرب غزة، ووصفه بأنه خجول للغاية، (إن رئيس الأركان القادم لم يعجبه ما سمعه، فأبلغ رئيس الوزراء ووزير الدفاع، أنه سيعرض عليهما خطة أخرى أكثر عدوانية وحسمًا، وتتضمن عددًا أكبر كثيرًا من القوات المشاركة).. وفي الأيام الأخيرة، أشار صناع القرار الإسرائيلي إلى خطة زامير في تصريحات علنية.
لذلك، قال نتنياهو في حفل تخريج دفعة من العسكريين الإسرائيليين، (نحن مستعدون للعودة في أي لحظة إلى القتال المكثف.. الخطط العملياتية جاهزة.. كل أسرانا، بلا استثناء، سيعودون إلى ديارهم.. حماس لن تحكم غزة.. سيتم نزع سلاح غزة، وسيتم تفكيك قوتها القتالية).. وقال وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، إن عودة إسرائيل إلى الحرب مجرد مسألة وقت.. وفي مؤتمر عقد في القدس، قال نتنياهو، (نحن نستعد ونكتسب القدرات، وعندما نشعر بأننا مستعدون، سنفتح أبواب الجحيم على حماس مرة أخرى.. الأمر يتطلب الصبر، ولكن في النهاية سنحقق النتيجة المرجوة).
المصادر في إسرائيل تؤكد إن خطة زامير لا تتناول بشكل مباشر (اليوم التالي) للحرب في غزة.. لكنهم اتفقوا على أن صناع القرار الإسرائيليين يأخذون دعوة ترامب لإعادة توطين سكان غزة على محمل الجد، على الرغم من المعارضة الدولية للفكرة.. يقول عضو لجنة الدفاع البرلمانية الإسرائيلية عن حزب الصهيونية الدينية بزعامة سموتريتش، أوهاد تال، إن (خطة زامير في نهاية المطاف تتوافق مع التزام الحكومة بخطة ترامب)!!، وأضاف تال (إن إخلاء غزة من سكانها، هو الحل الوحيد القادر على تغيير الواقع، وخلق حياة أفضل للجميع.. لذا، فإن كل ما نقوم به في غزة ينبغي أن يخدم هذا الهدف).
حفظ الله مصر والأمة العربية من كيد الكائدين.. آمين.
“مائدة إفطار ضيوف مصر”.. تجربة إنسانية رائدة تؤكد دور مصر الريادي في دعم الأشقاء والمحتاجين
قطار «تكويت إشرافية التعاونيات» يركب السكة مجدداً
لتجنب الإرهاق.. نصائح لممارسة الرياضة بشكل فعال في رمضان
«الوحدة» الليبية تبحث تنظيم دخول العمالة المصرية عبر «قنوات رسمية»
حديد الكومي بـ 37000 جنيه.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 25 - 2 - 2025
قرار جمهوري بالموافقة على اتفاق تمويل تصنيع اللقاحات والأدوية بقيمة 3 ملايين يورو
وزير خارجية الصين يبحث مع نظيره النمساوى العلاقات الثنائية فى ميونخ
بنشرقي: أردت التسجيل أمام الزمالك
إنتر يضع قدماً في ربع النهائي بثنائية في فينوورد
جريمة تهز الأردن.. طالب يتعرض للحرق داخل مدرسته والملكة "رانيا" تتدخل