«انخفاض مريح» الذهب يتراجع مع انحسار التوترات الجيوسياسية وترقب بيانات أمريكية مهمة

تراجعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ مع تقلص حدة التوترات الجيوسياسية، مما قلل من الطلب عليه كملاذ آمن، وسط ترقب متزايد لصدور بيانات التضخم الأمريكية التي ستؤثر بشكل مباشر على توجهات الفدرالي الأمريكي بشأن السياسة النقدية. هذا التحرك في سعر الذهب يعكس حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية وتأثيرها على قيمة المعدن النفيس.

تطورات أسعار الذهب اليوم وتأثيرات النزاعات العالمية

انخفض الذهب الفوري بنسبة 0.5% مسجلاً 3378.99 دولارًا للأونصة، بعدما وصل يوم الجمعة الماضي إلى أعلى مستوى له منذ 23 يوليو، كما شهدت عقود الذهب الأمريكية الآجلة لشهر ديسمبر 2025 تراجعًا قدره 1.5% لتستقر عند 3439.70 دولارًا للأونصة، وهو ما يُظهر تذبذب الأسواق تحت تأثير الأوضاع الجيوسياسية والعوامل الاقتصادية. هذا التراجع جاء بالتزامن مع تخفيف المخاوف المتعلقة بالصراعات العالمية، مما حدّ من توجه المستثمرين نحو الذهب كأصل ملاذ آمن مؤقت.

تأثير لقاء ترامب وبوتين على أسعار الذهب والأوضاع الجيوسياسية

أوضح كبير محللي “سيتي إندكس”، مات سيمبسون، أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن لقائه المرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 15 أغسطس الجاري ساهم في خفض التوترات المتعلقة بالحرب في أوكرانيا، وهو ما دفع بأسعار الذهب للانخفاض بعد أن شهدت مكاسب قوية في الأسبوع السابق. هذا الحدث يعكس العلاقة الوثيقة بين النزاعات السياسية وتقلبات أسعار الذهب، حيث يتجه المستثمرون لتقليل حيازاتهم من المعدن النفيس عند تفاؤلهم بتحسن الوضع الأمني.

تأثير بيانات التضخم الأمريكي المتوقعة على حركة أسعار الذهب

تترقب الأسواق بيانات أسعار المستهلكين الأمريكية المقرر صدورها غدًا، والتي من المتوقع أن تسجل ارتفاعًا في المؤشر الأساسي بنسبة 0.3% ليصل المعدل السنوي إلى 3.0%، متجاوزًا هدف الفدرالي الأمريكي البالغ 2%، حسب توقعات المحللين. وأشار سيمبسون إلى أن قراءة التضخم الأعلى من المتوقع قد تؤدي إلى تعزيز قوة الدولار الأمريكي، مما قد يضغط على أسعار الذهب، لكن مع ذلك، من المتوقع أن تستمر مستويات الدعم قوية مع رغبة المستثمرين في الاستفادة من انخفاضات السعر للشراء التدريجي.

زد على ذلك، عزز تقرير الوظائف الأمريكي الأضعف من المتوقع الرهانات حول احتمالية خفض الفدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة خلال سبتمبر المقبل، حيث تُسعر الأسواق تقريبًا احتمالية 90% لخفض الفائدة، مع توقع خفض إضافي قبل نهاية عام 2025، وهذا الأمر يُعتبر بيئة إيجابية للذهب كونه معدنًا لا يدر عائدًا لكنه يحتفظ بقيمته في فترات انخفاض الفائدة.

في سياق المعادن النفيسة الأخرى، زادت مراكز المضاربين على عقود الذهب في بورصة كومكس بواقع 18965 عقدًا لتصل إلى 161811 عقدًا حتى الخامس من أغسطس، مما يعكس حيوية التداول في السوق ورغبة المستثمرين في اقتناص فرص الربح من تحركات المعدن النفيس.

تزامن هذا الانخفاض في أسعار الذهب مع تراجع نسبي في أسعار الفضة والبلاتين والبلاديوم، حيث سجلت الفضة تراجعًا بنسبة 0.8% لتسجل 38.02 دولارًا للأونصة، بينما انخفض البلاتين بنسبة 0.9% إلى 1320.45 دولارًا، وفقد البلاديوم 0.3% ليستقر عند 1122.69 دولارًا، مما يدل على تأثر سلسلة المعادن النفيسة بتقلبات الأسواق الاقتصادية والسياسية المتنوعة.