غياب برشلونة وليفربول عن كأس العالم للأندية 2025.. ما أسباب القرار وتأثيره؟

كأس العالم للأندية 2025 يشهد غياب برشلونة وليفربول لأسباب ترتبط بالقوانين الجديدة التي فرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث تقيدت معايير التأهل بعدد الفرق المشاركة لكل دولة، مما أثار موجة من التساؤلات حول مدى عدالة هذه الشروط، وهل مجاملة ميسي كانت السبب في استضافة إنتر ميامي؟

تفسير غياب برشلونة وليفربول عن كأس العالم للأندية 2025 بسبب شروط فيفا الجديدة

سبب غياب برشلونة وليفربول عن كأس العالم للأندية 2025 يرجع أساسًا إلى نظام المشاركة الجديد الذي فرضه الفيفا، والذي يقصر مشاركة الفرق على اثنين فقط من كل دولة. تركز المقاعد الأوروبية على الفائزين بدوري أبطال أوروبا بين عامي 2021 و2024، وهو ما أخرج أبطال الدوري المحلي في 2024-2025 من قائمة المشاركين. بموجب هذه القاعدة، تأهل تشلسي باعتباره بطل دوري أبطال أوروبا موسم 2020-2021، كذلك حصل ريال مدريد ومانشستر سيتي على مقاعدهم استنادًا إلى ألقابهم في المواسم المحددة، بينما استبعد برشلونة، رغم فوزه بالدوري الإسباني، وليفربول الذي حصد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، لعدم فوزهما بالدوري الأوروبي خلال الفترات المسموح بها.

هذا التقييد أثار ردود فعل غاضبة من الجماهير التي شعرت بعدم العدالة في استبعاد أبطال الموسم رغم إنجازاتهم المحلية الكبيرة، كما أن قواعد فيفا الصارمة حالت دون مشاركة فرق قدمت مستويات مميزة في آخر مواسمها، مما دفع البعض إلى التساؤل عن تحكم اللوائح في مصير الفرق الكبرى.

تأثير ميسي ومشاركة إنتر ميامي في كأس العالم للأندية 2025: مجاملة أم حق مشروع؟

أحد أكثر المواضيع المثيرة للجدل هو مشاركة إنتر ميامي الأميركي في كأس العالم للأندية 2025، وسط تكهنات بأن اختياره جاء بفضل وجود النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ضمن صفوفه. الفيفا برر مشاركة الفريق بكونه ممثلًا للدولة المستضيفة، حيث تم تخصيص مقعد خاص للبلد المنظم، لكن التقارير الصحفية، لا سيما من الصحافة الإسبانية، أشارت إلى أن وجود ميسي كان عامل جذب رئيسي لاستقطاب المشاهدين والاهتمام الإعلامي العالمي، حيث يعتبر ميسي رمزًا يجلب الجماهير ويزيد من قيمة البطولة تسويقيًا.

ولعل هذا يعكس توجه الفيفا إلى المزج بين الأهداف الرياضية والتجارية، حيث تظهر الحاجة إلى استضافة فرق قادرة على رفع نسب المشاهدة وجلب تأييد الجماهير، حتى لو كان ذلك على حساب الاستبعاد الرياضي لبعض الفرق التاريخية ذات الإنجازات الكبيرة.

الفرق المشاركة وشروط التأهل في نسخة كأس العالم للأندية 2025: بين التوافق الرياضي والتسويقي

الفرق المشاركة في كأس العالم للأندية 2025 تمثل تنوعًا قاريًا يتضمن أبطال القارات وأندية ممثلة للدولة المستضيفة أو من التصنيف، إذ تتوزع على النحو التالي:

• من إفريقيا: الأهلي المصري بعد الفوز بدوري أبطال إفريقيا ثلاث مرات، إلى جانب الوداد المغربي، الترجي التونسي، وصن داونز الجنوب إفريقي.
• من آسيا: الهلال السعودي، العين الإماراتي، أوراوا رد الياباني، وأولسان الكوري الجنوبي.
• من أوروبا: فرق بوصفها أبطال دوري الأبطال أو وفق تصنيفات فيفا، مثل تشلسي، ريال مدريد، مانشستر سيتي، بايرن ميونخ، باريس سان جيرمان، إنتر ميلان وغيرها.
• من الأميركيتين: فرق مثل مونتيري، سياتل ساوندرز، باتشوكا، بالميراس، فلامينغو، فلومينينسي، بوتافوغو، ريفير بليت، بوكا جونيورز، بالإضافة إلى إنتر ميامي ولوس أنجلوس.

تنظم البطولة على 11 استادًا في الولايات المتحدة خلال الفترة من 15 يونيو حتى 13 يوليو 2025، مما يجعلها الأكبر في تاريخ كأس العالم للأندية من حيث عدد الفرق، لكن في الوقت ذاته، أثارت هذه النسخة الموسعة وأساليب التأهل المستخدمة نقاشًا واسعًا حول مصداقية البطولة وعدالة القواعد الرياضية، خاصة بعدما استبعدت فرق بحجم برشلونة وليفربول رغم تميزهم في البطولات المحلية.

تلك المعايير والاختيارات التي أعلنتها فيفا أدت إلى تشويش في الصورة التنافسية، فبينما يشارك إنتر ميامي بدون حصوله على لقب قاري أو وطني، تُحرم فرق ذات تاريخ عريق وإنجازات كبيرة من التواجد في أضخم المحافل الكروية، ما يؤثر على جاذبية البطولة التي تسعى لأن تكون نسخة مصغرة من كأس العالم للمنتخبات، ومع غياب نخبة الأندية، يبقى السؤال: هل فقدت البطولة بريقها التنافسي بسبب هذه اللوائح؟