«قوة مذهلة» ثقب أسود هائل هل هو الأضخم في الكون حقاً يثير اهتمام العلماء

اكتشف علماء الفلك ثقبًا أسود فائق الضخامة يبعد نحو خمسة مليارات سنة ضوئية عن الأرض، يصل قطره إلى حوالي 36.3 مليار ضعف كتلة الشمس، وهو ما يجعله من أكبر الثقوب السوداء المكتشفة حتى الآن. هذا الثقب الكوني، الموجود في قلب المجرة SDSS J1148+1930، قريب جدًا من الحد العملي الأعلى لكتل الثقوب السوداء، مما يميّزه عن غيره من الثقوب المعروفة.

لماذا يُعتبر الثقب الأسود فائق الضخامة في SDSS J1148+1930 فريدًا بين الثقوب السوداء العملاقة

يمثل الثقب الأسود في مركز مجرة SDSS J1148+1930 تحولًا هامًا في تصنيف الثقوب السوداء، حيث تجاوز فئة «الثقوب السوداء فائقة الكتلة» ليصبح ضمن فئة «الثقوب السوداء فائقة الضخامة»، التي لم تُرصد إلا في حالات نادرة للغاية. بالمقارنة، كتلة الثقب الأسود في مركز المجرة التي نعيش فيها، درب التبانة، لا تتجاوز 4.3 ملايين كتلة شمسية، ما يبرز الفارق الكبير بينهما، ويؤكد ضخامة هذا الجسم الكوني بشكل مذهل. يُعد هذا الاكتشاف نتيجة استخدام طريقة قياس جديدة تقدم دقة عالية، كما أكد عالم الفيزياء الفلكية توماس كوليت، الذي أشار إلى أن هذا الثقب من بين أكبر عشرة ثقوب سوداء تم رصدها حتى الآن، وقد يكون الأكبر على الإطلاق.

دور تقنية العدسة الجاذبية في قياس كتلة الثقب الأسود الضخم بعيدًا عن الأرض

ساعدت ظاهرة العدسة الجاذبية التي تسببت فيها مجرة أمامية ضخمة تُعرف بـ«حذوة الحصان الكونية» على تحقيق هذا الاكتشاف المميز، حيث تضخّم هذه العدسة الطبيعية الضوء القادم من مجرة أبعد تقع في نفس خط الرؤية، ما أتاح للباحثين دراسة تأثير جاذبية المجرة الأم على ما حولها بدقة كبيرة. من خلال هذه الطريقة، تمكن الفريق الدولي من حساب كتلة الثقب الأسود الكامن في مركز المجرة بنحو دقيق لم يكن ممكنًا باستخدام التقنيات السابقة، ما يفتح آفاقًا جديدة لفهم وتحليل الأجرام الكونية العملاقة.

تاريخ تشكل الثقوب السوداء فائقة الضخامة وأهميتها في فهم أسرار الكون

تُعد مجرة SDSS J1148+1930 مجرة أحفورية، بمعنى أنها نتجت عن اندماج مجموعة من المجرات التي كانت جزءًا من عنقود مجري سابق، وهو ما يشير إلى أن الثقوب السوداء التي كانت في مراكز تلك المجرات اندمجت أيضًا لتشكّل ثقبًا أسود فائق الضخامة يتربع على كتلة تقارب 36 مليار كتلة شمسية، ما يفسر مقدمًا ضخامة هذا الجسم الكوني. يُلقي هذا الاكتشاف الضوء على مسألة غامضة يتعلق بها علماء الفلك حول كيفية تمكن بعض الثقوب السوداء من الوصول إلى أحجام هائلة كهذه، وهو ما يدفع إلى إعادة فهم بعض العمليات الكونية وتأثيرها على تطور البنى الفلكية.

  • ثقوب سوداء تنتج عن اندماج مجرات متعددة لتكوّن ثقوبًا فائقة الضخامة
  • استخدام العدسة الجاذبية كأداة قياس دقيقة يحسّن من رصد الأجرام الكونية النائية
  • تسجيل الثقب الأسود بكتلة تفوق الحد العملي المعروف يدعم نظريات جديدة عن تكوين الثقوب العملاقة

يُظهر هذا الاكتشاف أهمية التقنيات الحديثة في رصد الأجرام الكونية النائية، بالإضافة إلى دوره الكبير في توسيع معرفتنا حول تطور الثقوب السوداء الضخمة، وهو ما يسلط الضوء على العمليات المعقدة التي تحدث في أعماق الكون نتيجة الاصطفاف الهائل للمادة وتأثير الجاذبية في تشكيل أضخم الأجسام الفضائية.