مسلسل «حكيم باشا» يلفت الاهتمام في مصر ويستعيد «دراما الجنوب»

لفت مسلسل «حكيم باشا» الذي ينتمي لنوعية الدراما الصعيدية الاهتمام في مصر وتصدّر «التريند» على موقعي «إكس» و«غوغل»، الاثنين، إلى جانب تصدر اسم الفنان المصري مصطفى شعبان، بطل العمل، «التريند» أيضاً، خصوصاً أنها المرة الأولى التي يقدم فيها شعبان شخصية صعيدية منذ بداية مشواره الفني الذي تجاوز 30 عاماً.

وعاد شعبان إلى المنافسة في ماراثون الدراما الرمضانية التي لم يغب عنها منذ عام 2010 من خلال المسلسل الجديد الذي تدور أحداثه حول إحدى العائلات بصعيد مصر تعمل في تجارة الآثار، عن طريق «حكيم» المعروف بقوته وذكائه، إلى جانب التطرق لكثير من الأحداث الاجتماعية والأسرية، والمفارقات الكوميدية.

وأشاد عدد من متابعي المسلسل عبر منصة «إكس» بأحداثه وبشخصية شعبان وإجادته للون الصعيدي، كما أطلق شعبان خلال المشاهد الأولى من المسلسل عدداً من الجمل والمصطلحات واللزمات التي يشتهر بها عادة في كل أعماله، حيث تضمن «حكيم باشا» لزمات عدة حتى الآن، من بينها «يا قلبك جابك… يا تقعد جار اللي جابك»، و«عدوك مش ابن كارك… عدوك الفاشل في كارك»، و«هغير المبادئ وأطلع البنادق».

مصطفى شعبان يتصدر الملصق الترويجي لمسلسل «حكيم باشا» (الشركة المنتجة)

ويشارك في مسلسل «حكيم باشا» بجانب شعبان نخبة من النجوم من بينهم رياض الخولي، وسهر الصايغ، ومنذر رياحنة، ودينا فؤاد، والمسلسل من تأليف محمد الشواف، وإخراج أحمد خالد أمين.

ووصف الناقد الفني المصري محمد عبد الخالق، الفنان مصطفى شعبان بأنه «اجتهد في تجسيد شخصية الصعيدي في مسلسل (حكيم باشا)، من حيث النطق والمظهر الخارجي»، لكن عبد الخالق أشار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أداء شعبان في هذا العمل يظل يتشابه مع الكثير من أدواره».

الفنان مصطفى شعبان يجسد شخصية صعيدية في مسلسل «حكيم باشا» (حسابه بـ«فيسبوك»)

ويرى عبد الخالق أن «هناك كُتّاباً كباراً كتبوا دراما عبّرت عن الصعيد وأهله ومشاكله، لكنه لا يتصور أن هناك شخصيات تعيش في قصور أسفلها بدروم ممتلئ بالآثار والسبائك الذهبية وأكوام من الأموال يقف وراءها الشخص فيظهر نصف جسده، مؤكداً أن المبالغة قد تؤدي إلى ارتباط المشاهد بالعمل كنوع من التسلية، لكنها لا تقدم عملاً حقيقياً».

وخلال لقاء إعلامي للفنان المصري مطلع العام الحالي تحدث عن خوض التجربة الدرامية الصعيدية لأول مرة في مشواره، مؤكداً تخوفه في البداية، إلا أنه شدد على استمتاعه بالشخصية والحالة العامة بشكل عام، وأضاف أن «المسلسل يشكل تحدياً كبيراً لي»، كما أشار إلى أن «إتقان اللهجة الصعيدية لم يكن سهلاً من ناحية المفردات ومخارج الألفاظ، وغيرها من التفاصيل التي تختلف تبعاً لكل منطقة بصعيد مصر».

مصطفى شعبان وأحمد فهيم في لقطة من مسلسل «حكيم باشا» (حساب شعبان بـ«فيسبوك»)

وترى الناقدة الفنية المصرية ماجدة موريس أن «القضايا التي تطرحها الدراما الصعيدية بشكل عام في السنوات الأخيرة لا تعبر عن عمق المجتمع الصعيدي، ولم تعد موضوعاتها جاذبة للجمهور، بل فقدت الكثير من محبيها؛ لأن الواقع يشير إلى عدم وجودها بكثافة ضمن قائمة الأعمال الفنية الرمضانية كل عام».

وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «الحكم على مسلسل (حكيم باشا) في الوقت الراهن ما زال مبكراً فلم تتضح أبعاد العمل وأحداثه بعد، لكن بشكل عام مصطفى شعبان فنان متمكن وله جمهور كبير وتصدره هو ومسلسله الاهتمام أمر طبيعي، خصوصاً مع ندرة الأعمال الصعيدية».

وتختم موريس قائلة: «تجسيد شعبان لشخصية صعيدية أمر عادي فهو فنان ولديه القدرة على التشخيص الصحيح لأي دور»، داعية إلى «تقديم أدوار صعيدية درامية مختلفة من عمق المجتمع الذي يزخر بالكثير من الشخصيات البارزة»، ومؤكدة أن «الناس هناك تعلم جيداً أن ما يعرض مؤخراً بعيد كل البعد عن عاداتهم وتقاليدهم وما يميزهم».

close