بدأت مشكلة تملُّك الأراضي في مخطط شرق الخياطية منذ أكثر من خمسين عامًا، ولم تتمكن عشرات العائلات من البناء على أراضيها رغم حصولها على الصكوك قبل سنوات؛ بسبب غياب البنية التحتية، مما يعكس معاناة طويلة يعانيها ملاك الأراضي في صفوى وحي المخطط (ز).
معاناة ملاك أراضي مخطط شرق الخياطية من تأخر تطوير البنية التحتية وأثرها على إمكانية البناء
يشكو السكان من سنوات الانتظار التي تجاوزت نصف قرن للاستملاك الحقيقي لأراضيهم، فقد دفعت العائلات مبالغ كبيرة وأحيانًا استلفت أموالًا من أجل شراء أسهم في المخطط قبل عقود طويلة، ظنّا منهم أنها استثمار آمن ومستقبل مضمون، لكنهم تلقوا الصدمة بعد أن تحولت تلك الأسهم إلى مجرد أوراق بلا قيمة، لغياب الصكوك الرسمية التي استخرجت عام 2018 بعد تدخل لجنة المساهمات العقارية. مع ذلك، رغم إصدار الصكوك، لم يسمح لهم بالبناء بسبب غياب الطرق والكهرباء وخدمات المياه، مما يجعل الأرض صحراء قاحلة بلا حياة. هذا الوضع المتكرر دفع الملاك لمراجعة البلدية التي تتحجج بعدم وجود ميزانية كافية لتطوير المخطط، ما أدى إلى ترك آلاف العائلات بين انتظار لا نهاية له وتعطيل حياتهم.
التنافس على مسؤولية تطوير مخطط (ز) وتأثير قانون تطوير المخططات على تملك الأراضي
تتنازع جهات متعددة بين البلدية والملاك ومكاتب العقار مسؤولية تطوير البنية التحتية، فقد كان القانون القديم يلزم البلدية بتوفير الطرق والكهرباء والماء قبل البيع، لكن القانون الجديد أوجب على مالك المخطط تنفيذ هذه المطالب قبل التداول والاستثمار، ما سبب حيرة واستنزافًا للوقت بين الأطراف الثلاثة. يقول محمد رضا آل داوود إن الأمر غير منصف، فهم لم يقصدوا الاستثمار فقط بل بناء مساكن لعائلاتهم، مستغربًا وجود مخططات أخرى غير مطورة لكنها تسمح للبناء فيها دون تعقيدات. بحسب المختصين، هذا النص القانوني أحد أسباب تأخر تنفيذ خدمات المخطط (ز)، خاصة وأن مكان المخطط ملاصق للعمران ولا يتطلب جهودًا هندسية كبيرة لجعله صالحًا للبناء، لكنه بقي أسير روتين الأولويات والميزانيات.
قصص واقعية لأصحاب أراضي مخطط شرق الخياطية تكشف حجم الانتظار واليأس
كثيرٌ من الملاك سردوا تجربتهم مع المخطط وكيف قضوا سنوات طويلة بين أمل وأسى:
- محمد عبدالله بداح، الذي استثمر في المخطط منذ أكثر من 40 سنة، شارك أن المشكلة بدأت عندما توقف البناء بسبب اعتراض جهات حكومية، وبعد تدخل لجنة المساهمات المتعثرة تم إصدار الصكوك، لكنه لم يحصل على تراخيص البناء ولهذا ما زال ينتظر رغم بلوغه السبعين.
- محمد المعلم ركز على إشكالية غياب البنية التحتية في ظل وجود نظام بلدي يشترط التطوير قبل السماح بالبناء، مع استمرارية البلدية في تأجيل الميزانيات المخصصة لهذا الغرض، رغم تقديم الطلبات المتكررة.
- علي الملا وأصحاب الأراضي اشتكوا من تداول الأراضي كعقارات سكنية رغم عدم إصدار تراخيص البناء، وشعروا بالغربة لامتلاكهم أرضًا لا يمكن البناء عليها، وسط أخبار متضاربة عن أولوية التطوير وغياب وضوح في التنفيذ.
- الأخوان حمزة وحسين عباس المير يرويان قصة مخططهما الذي امتدت مأساته لأربعة عقود، مرورًا بإصدار الصكوك وانتهاءً بحظر البناء بسبب غياب التصاريح، مما عمّق خيبة الأمل لديهم.
- خضر مبارك تحدث عن محاولاته لتسريع حل أزمة البنية التحتية، لكن التفاهات مثل رفض المكاتب العقارية التحمل والمسؤوليات المتداخلة حالت دون ذلك، ما دفعه لشراء منزل بعيدًا عن العائلة لظروف اقتصادية.
- علي المرهون دفع مبالغ إضافية لأحد المكاتب لتنفيذ البنية التحتية بشكل جزئي لكن دون جدوى، وبالرغم من المراجعات المستمرة للبلدية لا يزال الوضع على حاله دون حلول.
اسم المالك | مدة الانتظار منذ الشراء | الوضع الحالي |
---|---|---|
محمد عبدالله بداح | 40 سنة | صكوك صادرة عام 2018، لا تصاريح بناء |
محمد المعلم | 14 سنة | صكوك صادرة، تجميد التراخيص بسبب غياب البنية التحتية |
خضر مبارك | 8 سنوات | صكوك إلكترونية، لا تطوير خدمات حتى الآن |
الأخوان حمزة وحسين عباس المير | 40 سنة | صكوك صدرت مؤخراً، حظر بناء مستمر |
علي المرهون | عدة سنوات | دفع مبالغ لتطوير جزئي، دون نتائج |
تُجمع حكايات الملاك على مشاعر مختلطة بين الحسرة على سنوات الانتظار، واليأس المتسلل مع كل سنة تمر دون تقدم، وبين أمل ضعيف ينبع من الالتماس المستمر لمسؤولين لا يبدون أولوية حقيقية لحل الأزمة. على الرغم من امتلاكهم رسميًا لأراضيهم، يبقى الحلم مؤجلاً بانتظار قرار واضح بحل أزمة البنية التحتية وتحريرها من القيود الإدارية التي تعيق البناء، وأمام تجاهل الميزانيات وتراكم الأولويات، لا يرى الكثيرون سوى استمرار المماطلة وتفاقم المعاناة.
هذه القضية لم تكن مجرد ملف عقاري، بل تعكس أمانيًا بشرية ضاعت وسط قوانين متغيرة وسلوكيات إدارية مترددة، لتبقى أراضيهم كذكريات مؤجلة لأحلام لم تحقق حتى اليوم.
تريزيجيه يتصدر تشكيل الأهلي المعلن لمواجهة مودرن سبورت اليوم في الدوري – ما هو التشكيل النهائي؟
اليوم في بطولة أمم أفريقيا للمحليين: من سيتابع مباراة الجزائر وجنوب أفريقيا على القنوات؟
«رد قوي» والد زيزو يرد على هتافات جماهير الزمالك ضد لاعب الأهلي بشكل مفاجئ
«ثبات مذهل» سعر الذهب اليوم في مصر الثلاثاء 12 أغسطس 2025 وعيار 21 مستقر عند 4595 جنيهًا
ارتفاع جديد في أسعار الذهب بمصر.. تعرف على سعر اليوم الثلاثاء 22 يوليو 2025
خطوات التقديم للمدن الجامعية بجامعة الجلالة 2025.. تعرف على الشروط والمساحات المتاحة