«تراجع قوي» الذهب يواصل خسائره رغم الحماية الجمركية هل ينعش السوق قريبًا

واصل الذهب تراجع أسعاره في جلسات التداول هذه الأيام رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن واردات المعدن النفيس لن تُفرض عليها رسوم جمركية، وسط انتظار المتعاملين لتوضيح رسمي حول السياسة الأمريكية فيما يتعلق بهذا الملف بعد حالة من الارتباك شهدتها الأسواق الأسبوع الماضي.

تطورات أسعار الذهب اليوم وتفاعل الأسواق مع قرار الرسوم الجمركية

شهد الذهب الفوري استقرارًا نسبيًا قرب 3350 دولارًا للأونصة خلال افتتاح التداولات في آسيا، بعد أن انخفض بقوة بنسبة 1.6% في الجلسة السابقة؛ جاء ذلك بعد تغريدة لترامب على وسائل التواصل الاجتماعي أكد فيها أن الذهب لن يخضع للتعريفات الجمركية، بينما ظلت عقود الذهب الآجلة في بورصة نيويورك منخفضة بحوالي 2.5%؛ وكان قرار هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية قد أحدث صدمة الأسبوع الماضي حين أعلنت عن فرض رسوم جمركية على واردات سبائك الذهب، ما دفع أسعار العقود الآجلة في “كومكس” للارتفاع بأكثر من 100 دولار فوق الأسعار الفورية في لندن، قبل أن يقل الفارق تدريجيًا إلى حوالي 50 دولارًا.

التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على أسعار الذهب والتجارة العالمية

يحمل القرار الأمريكي المحتمل تداعيات واسعة على تدفقات المعدن النفيس عالميًا وسير تداول العقود الآجلة في الولايات المتحدة؛ فعلى الرغم من استثناء الذهب من الرسوم الجمركية في أبريل الماضي، يستمر الغموض حول السياسة التجارية الأمريكية على المدى المتوسط، مما يدفع المتعاملين إلى الحذر في تعاملاتهم؛ وارتفع الذهب بأكثر من 25% منذ بداية العام، مدعومًا بشكل رئيسي بالتوترات الجيوسياسية والصراعات التجارية إضافة إلى مشتريات مكثفة من البنوك المركزية، خصوصًا خلال الأربعة أشهر الأولى من عام 2025، وهو ما يؤكد الأهمية المتزايدة للذهب كأصل آمن في الفترات غير المستقرة.

دور أسعار الفائدة وصعود الدولار في تحديد اتجاهات أسعار الذهب

ترافق ارتفاع الدولار أمس مع اقتراب صدور بيانات التضخم الأمريكية، التي من المتوقع أن تعكس توجهات مستقبلية للسياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي؛ يؤثر ارتفاع أسعار الفائدة وسعر الدولار بشكل سلبي على الذهب الذي لا يمنح عوائد دورية، مما يزيد من ضغوط البيع على المعدن النفيس؛ في الوقت نفسه، أخذ المستثمرون في الاعتبار إعلان ترامب بتمديد هدنة الرسوم الجمركية على السلع الصينية لمدة 90 يومًا إضافية حتى نوفمبر المقبل، مما قد يخفف الطلب على الذهب كملاذ آمن؛ سجل الذهب الفوري ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.2% إلى 3348.54 دولارًا للأونصة، فيما انخفض مؤشر بلومبرج الفوري للدولار بنسبة 0.1%، بينما حققت الفضة والبلاديوم مكاسب طفيفة، وبقي البلاتين بدون تغير ملموس.