«وعي متجدد» شيخ الأزهر يدعو لوضع استراتيجية تعليمية لرفع وعي الشعوب بالقضية الفلسطينية

الإمام الأكبر شيخ الأزهر يؤكد أهمية استراتيجية تعليمية لزيادة وعي الشعوب بالقضية الفلسطينية

انعقد لقاء حضره فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مع وفد وزراء الأوقاف والمفتين ورؤساء المجالس الإسلامية العليا وممثلي الهيئات الإسلامية، وذلك بمقر مشيخة الأزهر مساء الأربعاء، ضمن فعاليات مؤتمر دار الإفتاء المصرية بعنوان «صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي»، بحضور كل من الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، والدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر.

أهمية استراتيجية تعليمية لرفع وعي الشعوب بالقضية الفلسطينية وتاريخ القدس

أكد شيخ الأزهر على الدور المحوري للمؤسسات الدينية والتعليمية في الوطن العربي والإسلامي، مشيرًا إلى ضرورة وضع استراتيجية تعليمية شاملة تهدف إلى رفع وعي النشء والشباب بتاريخهم، وبخاصة بالقضية الفلسطينية وتاريخ القدس، لا سيما في ظل العدوان المستمرّ على غزة الذي استمر لنحو عامين؛ إذ أشار إلى أن الكثير من أبناء الأمة يفتقرون لمعرفة أبسط الحقائق التاريخية المتعلقة بفلسطين، داعيًا إلى تطوير برامج تعليمية تتصدى لمحاولات تزييف التاريخ التي تُروَّج خارج إطار الحقائق، معززا ذلك بأهمية ترسيخ الاعتزاز بالهوية العربية والإسلامية بين الشباب. وأكد الأزهر استعداده الكامل للتعاون مع الدول الإسلامية لتطبيق هذه الاستراتيجية التي تعزز وعي الأمة وفكرها بقضاياها المحورية.

دور الأزهر في مواجهة التشويه الإعلامي للإسلام وأهمية دعم المراكز الإسلامية في الغرب

شدد الإمام الأكبر على ضرورة التصدي للحملات المنظمة التي تهاجم الإسلام وتشوه صورته الزائفة كدين العنف، مما أدى إلى تفشي مشاعر الخوف وكراهية الإسلام والمسلمين نتيجة الجهل بتعاليمه السمحة ورسالة السلام التي يحملها، موضحًا أن الأزهر يلتزم بدعم الهيئات الإسلامية في الغرب لكشف هذه الأكاذيب، مستندًا إلى قول الله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾، مؤكداً على المسؤولية الكبيرة لهذه الهيئات في تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تنتشر هناك.

مبادرات الأزهر في تعزيز وحدة الصف الإسلامي وتوظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة فقهاء الأمة

رحب شيخ الأزهر بالمشاركين في مؤتمر «صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي»، داعيًا إلى توظيف التقنيات الحديثة مع وضع ميثاق أخلاقي ينظم استخدامها بما يحفظ كرامة الإنسان وخصوصيته، مؤكدًا أن التطورات التكنولوجية يجب استثمارها لتسهيل أعمال المفتين ودعمهم علميًا وأخلاقيًا. وأضاف أن جهود الأزهر المبذولة لتعزيز وحدة الصف الإسلامي ومواجهة الأفكار المتطرفة تلقي إشادة عالمية، معتبرًا أن المؤسسة تمثل ضمير الأمة الإسلامية ومرجعيتها التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة.

• الإمام الأكبر يؤكد على المسؤولية الجماعية للمؤسسات الدينية في التعريف بالقضية الفلسطينية.
• الأزهر يقدم الدعم الكامل للمراكز الإسلامية في الغرب لمواجهة التشويه الإعلامي للإسلام.
• التأكيد على ضرورة الأخلاقيات في استخدام الذكاء الاصطناعي لخدمة الفتوى والعلماء.
• نداءات لتعزيز الهوية العربية والإسلامية لدى الشباب لمواجهة تزييف التاريخ.

عبّر وزراء الأوقاف والمفتون عن احترامهم العميق لجهود الإمام الأكبر، مشيرين إلى أن مواقف الأزهر تمثل مرجعية موثوقة لجميع المسلمين عبر مذاهبهم، وتحظى بقدر عالٍ من التقدير والثقة، بينما أشاد وفد الإفتاء العالمي بالدور الحيوي للأزهر في توحيد الصف الإسلامي ومواجهة التطرف، معربين عن اعتزازهم بالمبادرات الفكرية والعلمية التي تم إطلاقها من قِبله، والتي تعكس خبرة فريدة تمتد لأكثر من ألف عام في نشر علوم الشريعة وتصحيح المفاهيم حول الإسلام.