«تعليم متطور» نظام تعليمي عالمي جديد يهدف لتحقيق أفضل المعايير التعليمية

تسير المملكة العربية السعودية بخطى ثابتة نحو المستقبل عبر تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي عززت القطاع الإعلامي والتعليم بشكل خاص، واضعة الكلمة المفتاحية: تطوير منظومة التعليم والقطاع الإعلامي في قلب هذه التحولات الكبرى.

تطوير منظومة التعليم ورؤية المملكة 2030 في تعزيز بيئة تعليمية مبتكرة

شهد التعليم في المملكة تحوّلات مهمة انعكست في إطلاق برامج ومبادرات جديدة تسهم في رفع جودة المنظومة التعليمية، وتوفير بيئة تعلمية تشجع على الابتكار والتميز، مستهدفة تمكين الجيل الجديد لمواجهة تحديات المستقبل. مع بداية العام الدراسي الجديد 1447هـ، حرصت وزارة التعليم على تهيئة مدارس نموذجية حديثة عبر شراكات مع القطاع الخاص؛ لتوفير بيئة تعليمية متطورة، تشمل تجهيزات متقدمة وبرامج تعليمية تدعم التطوير المهني للمعلمين، وإدماج الذكاء الاصطناعي في المناهج، ما يعكس حرص المملكة على مسايرة التحول الرقمي وتقنيات المستقبل. كما بلغ عدد المشاريع الإنشائية التي تهدف للتوسع في البنية التحتية التعليمية حوالي 75 مشروعًا بقيمة تقارب 920 مليون ريال، إلى جانب صيانة وترميم أكثر من 15 ألف مبنى مدرسي، ضمن إطار تطوير منظومة التعليم وتحسين جودة التعليم بشكل مستمر.

دور القطاع الإعلامي في دعم رؤية المملكة وتحفيز الابتكار والريادة

يُعَد القطاع الإعلامي من الدعائم المحورية في إنجاح رؤية المملكة 2030، حيث شهد إطلاق مبادرات مثل “ابتعاث الإعلام” التي تهدف لرفد السوق الإعلامي بكفاءات مؤهلة تدريبًا وعلمًا، من خلال التعاون بين وزارتي التعليم والإعلام. هذه المبادرة تسعى لتحقيق ربط المعرفة بالتمكين، إذ تُعدُّ طلاب وطالبات المملكة للانخراط في سوق العمل بجودة تنافسية، عبر الابتعاث والتدريب في أرقى الجامعات والشركات العالمية المتخصصة. وتمثل هذه الخطوة تجسيدًا لرؤية المملكة في بناء اقتصاد معرفي متنوع، حيث يتزايد عدد السجلات التجارية في المملكة ليصل إلى أكثر من 1.7 مليون سجل خلال النصف الأول من 2025، بمعدل نمو سنوي يبلغ 13%، إلى جانب تحقيق قفزات نوعية في دعم ريادة الأعمال وظهور شركات سعودية واعدة على الساحة العالمية، بما يعكس التزام المملكة بالابتكار وتحفيز الطاقات الوطنية.

الارتقاء بقيم التعليم ومواكبة المعايير الدولية في تطوير المناهج التعليمية

تولي منظومة التعليم في المملكة اهتمامًا خاصًا بمواءمة المناهج التعليمية مع قيم الهوية الوطنية والمعايير الدولية، مع التركيز على مهارات القرن الواحد والعشرين. أسس المركز الوطني لتطوير المناهج نقلة نوعية في هذا المجال، حيث يدمج بين المعارف الحديثة والمهارات التطبيقية؛ بما يتواكب مع أهداف رؤية المملكة 2030. تُركّز المناهج على ترسيخ القيم الوطنية وربطها بالأنشطة التعليمية المختلفة، مع رفع كفاءة المعلمين من خلال برامج تطوير مهني مستمرة، فضلًا عن مشاركة أولياء الأمور عبر مجالس استشارية، لدعم منظومة تعليمية شاملة ومتوازنة. كما يتم اختيار التخصصات والجامعات في برامج الابتعاث بناءً على احتياجات سوق العمل ومتطلبات التنمية الوطنية، وبإشراف دقيق لضمان جودة المخرجات التعليمية وتأهيل طلاب وطالبات المملكة لمنافسة عالمية.

في القطاع غير الربحي، تجلت أهمية هذه المنظومة ضمن رؤية المملكة، حيث يشكل هذا القطاع قيمة مؤسسية حيوية، ويحفز الطاقات الكامنة عبر مسارات جديدة من العطاء، إذ نما القطاع بنسبة تقارب 252% منذ انطلاق الرؤية، مع وجود أكثر من 6400 منظمة غير ربحية بنهاية يوليو 2025. أما القطاع الصناعي، فقد شهد توسعًا كبيرًا، حيث ارتفع عدد المصانع من 7200 إلى 12,480 مصنعًا، ونمت الاستثمارات الصناعية إلى 1.2 تريليون ريال، مع تصاعد الصادرات غير النفطية إلى 607 مليارات ريال، وامتداد رقعة المنتجات السعودية إلى أكثر من 180 دولة حول العالم، دعمًا لبرنامج “صنع في السعودية” الذي وفر آلاف الفرص التصديرية.

هذا التقدم المتسارع يعكس بوضوح أن المملكة تتبع استراتيجية متكاملة في تطوير منظومة التعليم والقطاع الإعلامي، متكئة على طاقات وطنية شابة، ومستقبل مشرق يرتكز على الابتكار والمعرفة، مع بناء اقتصاد مستدام يقود إلى مزيد من الإنجازات على المستويين الإقليمي والعالمي.