رسميًا.. «السلامة الغذائية» توصي بترشيد الاستهلاك لتعزيز استدامة الأمن الغذائي في 2025

تُعدّ تقليل هدر الطعام خلال مراحل السلسلة الغذائية من أهم الاستراتيجيات للحفاظ على الموارد وضمان الأمن الغذائي، حيث تحث هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية على تبني سلوكيات تعزز من حفظ الأغذية والحد من الفاقد، خاصة في المراحل من الحصاد حتى البيع بالتجزئة التي تشهد أكبر نسب الهدر.

أهمية تقليل هدر الطعام وتأثيره على الموارد البيئية والاقتصادية

يشكل هدر الطعام خسائر كبيرة لا تقتصر على فقدان الغذاء نفسه فقط، وإنما تمتد لتشمل مصادره الأساسية كالماء والطاقة والأراضي الزراعية والعمالة ورأس المال؛ ما يؤثر سلباً على البيئة والاقتصاد على حد سواء، فالطعام الذي يتعرض للتلف أو يُهدر يساهم في زيادة انبعاث غاز الميثان، مما يفاقم من ظاهرة الاحتباس الحراري، وهي مشكلة بيئية كبيرة لا يمكن تجاهلها، بالإضافة إلى التكاليف الاقتصادية الضخمة التي تُقدّر بنحو تريليون دولار أمريكي سنوياً حول العالم. هذه الأرقام تعكس الحاجة الماسة إلى تطبيق سلوكيات واعية تقلل من الهدر، الأمر الذي يمكن أن يسهم في توفير الغذاء لما يقارب 870 مليون شخص يعانون من الجوع.

أساليب فعّالة لتقليل هدر الطعام في مراحل السلسلة الغذائية المختلفة

توجه الهيئة جهودها لتعزيز ثلاث خطوات رئيسية للحد من هدر الطعام تبدأ بالتخطيط المسبق للتسوق، إذ يُنصح بإعداد قائمة دقيقة بالكميات اللازمة حسب عدد أفراد الأسرة واستهلاكهم الفعلي، يلي ذلك التسوق بما يتناسب مع هذه الاحتياجات فقط، وأخيراً التخزين السليم للمواد الغذائية وفق شروط محددة تحافظ على جودتها وصلاحيتها، منها:

  • حفظ الطعام في درجات حرارة مناسبة، بحيث تكون درجة حرارة التخزين 20 درجة مئوية في أماكن بعيدة عن أشعة الشمس والرطوبة أقل من 15%
  • تخزين المواد بعيداً عن الجدران مع تطبيق مبدأ التدوير بحيث يُستخدم المنتج الأقرب للصلاحية أولاً
  • تحديد درجات الحرارة للثلاجات بحيث تكون أقل من 5°C والفريزر بين -15 إلى -18°C مع تجنب التكديس لتمكين مرور الهواء
  • إذابة المنتجات المجمدة بطريقة صحيحة للحفاظ على سلامتها

هذه الإجراءات وغيرها تساعد على إطالة عمر المواد الغذائية وتقليل فرص تلفها أو التخلص منها بشكل غير ضروري.

توجيهات الهيئة والممارسات الموصى بها لترشيد الاستهلاك والحد من الهدر

دعت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية جميع المستهلكين والمنتجين إلى الالتزام بسلوكيات إيجابية عند التعامل مع الغذاء من خلال:

  • الشراء بمقادير مناسبة وعدم التسوق في أوقات الجوع لتفادي الإفراط في الشراء
  • تخطيط الوجبات الأسبوعية بناءً على الحاجة الحقيقية لتفادي التحضير الزائد
  • الانتباه لتواريخ انتهاء صلاحية المنتجات، وخاصة المعلبة وسريعة التلف
  • إعداد الطعام بكميات تكفي دون إفراط، وتجنب ملء أطباق الطعام بشكل زائد
  • حفظ بقايا الطعام وإعادة استخدامها ضمن وجبات لاحقة
  • تبرع الفائض من الطعام للمحتاجين أو من خلال الجهات المعنية، كما يمكن استغلال البقايا لتغذية الحيوانات أو السماد الزراعي

تؤكد الهيئة على أهمية هذه الخيارات العملية كونها تسهم في الحد مِن الفاقد الغذائي وترشيد الموارد، وتنسجم مع جهودها المستمرة في تنظيم دورات تدريبية للعاملين في قطاعات الإنتاج والتوزيع الغذائي، بالإضافة إلى حملات التوعية التي تركز على نشر ثقافة حفظ الغذاء واستهلاكه بحكمة.

تم تأسيس حزمة تشريعات واضحة من قبل هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية لتغطية مختلف مراحل السلسلة الغذائية، بالإضافة إلى إطلاق أدلة سهلة الفهم للمنشآت الغذائية، تساعد في تقليل الهدر خلال الحصاد والنقل والتخزين عبر اتباع الممارسات الزراعية الجيدة. كما يشمل الدليل الإرشادي قطاع خدمات الطعام، حيث يتم توجيه الجهود للحد من الهدر بالمطاعم والجهات المرتبطة، واعتماد نهج علمي شامل لتحليل المخاطر يضمن سلامة الغذاء ويحافظ على قيمته الاستهلاكية دون هدر.

تُبرز هذه الجهود المتضافرة الدور المحوري للهيئة في الحفاظ على الأمن الغذائي لأبوظبي، من خلال العمل على تنمية الوعي المجتمعي والممارسات الصحية، مما يعزز من استدامة الإنتاج واعتماد نماذج أكثر كفاءة تلبي حاجات السكان مع تقليل الأثر البيئي السلبي المترتب على هدر الطعام.