وجدت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة ولاية أريزونا الأميركية، أن الطيور، على الرغم من أطوال أعمارها مقارنةً بالثدييات والزواحف المماثلة في الحجم، إضافة إلى ارتفاع مستويات سكر الدم لديها بشكل ملحوظ، فإن معدل انتشار السرطان لديها أقل.
وتشير النتائج المنشورة، الأربعاء، في دورية «نيتشر كومينيكيشين»، إلى أن بعض الأنواع الحيوانية طورت دفاعات بيولوجية طبيعية ضد السرطان، وأنه يمكن لهذه الدفاعات أن تُلهم مناهج جديدة للوقاية من السرطان وعلاجه لدى البشر.
في الوقت الحالي، تظل النصيحة الأفضل للبشر متوافقة مع توصيات الصحة العامة: اتباع نظام غذائي متوازن، وتجنب الإفراط في تناول اللحوم المُصنّعة والحمراء، والتحكم في مستوى السكر في الدم من خلال نمط حياة صحي، بما في ذلك ممارسة الرياضة بانتظام.
ويعرف الباحثون منذ فترة طويلة أن النظام الغذائي يمارس تأثيراً عميقاً على الصحة، بما في ذلك خطر الإصابة بالسرطان. من أجل ذلك، سعت هذه الدراسة لاستكشاف العلاقة بين النظام الغذائي وسكر الدم، خصوصاً الغلوكوز وانتشار السرطان لدى مجموعة واسعة من أنواع الفقاريات.
وقال كارلو مالي، الأستاذ في كلية علوم الحياة ومدير مركز تطور السرطان في أريزونا، والمؤلف المشارك في الدراسة في بيان صادر الأربعاء: «كنا نعلم أن الطيور تُصاب بالسرطان أقل من الثدييات، كما أن مستويات الغلوكوز في دمها مرتفعة جداً. وهذا ما دفعنا إلى التساؤل عما إذا كانت هناك صلة ما».
فحصت الدراسة بيانات ما يصل إلى 273 نوعاً من الفقاريات، وحللت أنظمتها الغذائية، ومتوسط مستويات السكر في البلازما، ومعدلات الإصابة بالسرطان.
وأظهرت النتائج أن هذا يشير إلى أن الطيور ربما طورت آليات بيولوجية فريدة تحميها من السرطان على الرغم من ارتفاع مستويات السكر في الدم – وهي آليات غائبة لدى الثدييات والزواحف.
ولعل أحد التفسيرات التى قدمتها الدراسة هو أن الأنواع المختلفة قد طورت آليات مميزة لإدارة سكر الدم، بغض النظر عن النظام الغذائي.
على سبيل المثال، تحافظ الطيور على ارتفاع مستوى سكر الدم لديها رغم تنوع أنظمتها الغذائية، والتي تتراوح بين الغنية بالرحيق واللحوم.
وعلى الرغم من تركيز هذه الدراسة على الأنواع غير البشرية، فإن نتائجها قد تُقدّم رؤى جديدة حول الوقاية من السرطان لدى البشر، وفق الباحثين.
قال كابسيتاكي، المشارك في الدراسة: «إن الدراسات المستقبلية التي تبحث في التاريخ التطوري والآليات التي تربط النظام الغذائي ومستويات الغلوكوز في البلازما وانتشار السرطان لدى الفقاريات ستوفر أدلة إضافية حول التنوع الملحوظ بين تلك الأنواع، وستُرشدنا إلى استراتيجياتٍ للوقاية من السرطان وعلاجه بفاعلية أكبر لدى الفقاريات».