الصين تدعو واشنطن إلى «الحوار» لتخفيف التوتر التجاري

دعت بكين إلى «الحوار» مع واشنطن للتخفيف من حدة التوترات التجارية التي فرضت على أثرها أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم رسوماً جمركية على واردات الأخرى في الأسابيع الأخيرة.

وقالت الناطقة باسم وزارة التجارة الصينية، هي يونغ شيان، للصحافيين: «نأمل أن تعمل الولايات المتحدة والصين معاً للعودة إلى المسار الصحيح المتمثّل بحل المسائل عبر الحوار والتشاور».

وفي سياق منفصل، حصلت شركة «شيبو إيه آي» الصينية الناشئة للذكاء الاصطناعي على تمويل بقيمة 500 مليون يوان (69.04 مليون دولار) من مجموعة «هوافا» المملوكة للدولة، وذلك بعد أسبوع واحد فقط من إعلانها عن زيادة رأس مال منفصلة بقيمة مليار يوان.

وأعلنت مجموعة «هوافا»، وهي تكتل حكومي مقره تشوهاي بمقاطعة قوانغدونغ، عن استثمارها في «شيبو» في بيان يوم الأربعاء، في ظل تنافس المدن الصينية على دعم شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة الواعدة في قطاع تعدَّه بكين حاسماً في تنافسها التكنولوجي مع الولايات المتحدة.

وفي يناير (كانون الثاني)، أُضيفت «شيبو» والشركات التابعة لها إلى قائمة كيانات مراقبة الصادرات التابعة لوزارة التجارة الأميركية، مما منعها من شراء مكونات أميركية. وأوضحت «هوافا» في بيانها أن رأس المال الجديد سيُستخدم لتعزيز الابتكار التكنولوجي وتطوير النظام البيئي لنموذج «جي إل إم» الخاص بها.

واستقطبت شركة «شيبو إيه آي»، التي تأسست عام 2019 وتُعرف على نطاق واسع بأنها أحد «نمور الذكاء الاصطناعي» في الصين، استثمارات من شركات التكنولوجيا العملاقة «تينسنت» و«ميتوان» و«شاومي» عبر أكثر من 15 جولة تمويل، وفقاً لمنصة تسجيل الأعمال «كيتشاتشا». وبلغت قيمة الشركة 20 مليار يوان في جولة تمويلية في يوليو (تموز) 2024.

وبموازاة شبح حرب التجارة والسيطرة على التكنولوجيا، تعتزم المدارس الابتدائية والثانوية كافة في بكين تقديم حصص تعليمية حول الذكاء الاصطناعي اعتباراً من العام الدراسي المقبل، على ما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الأربعاء.

وذكرت وكالة «شينخوا» أن المدارس في العاصمة ستخصص ما لا يقل عن 8 ساعات من دروس الذكاء الاصطناعي لكل عام دراسي بدءاً من الفصل الدراسي الذي يبدأ في أوائل سبتمبر (أيلول). ويمكن للمدارس أن تدير هذه المواد حصص مستقلة أو أن تدمجها في مواد دراسية قائمة أساساً مثل تكنولوجيا المعلومات أو العلوم.

وأفادت لجنة التعليم التابعة لبلدية بكين، في بيان، بأنه «سيتم تقديم أساليب تدريس مبتكرة، باستخدام أجهزة مرافقة وأدوات مساعدة بحثية بالذكاء الاصطناعي، وغيرها من برامج المساعدة الذكية لتسهيل التعلم من خلال الحوار بين الإنسان والآلة».

وأشارت إلى أن بكين تخطط أيضاً لاستكشاف المزيد من الفرص للتعاون بين الجامعات والمدارس الثانوية لتنمية المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي.

ويتضمن ذلك تطوير سلسلة من «دورات التعليم المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي التي تركز على التطوير المبكر للمواهب المبتكرة الاستثنائية».

وفي الشهر الماضي، أجرى الرئيس الصيني، شي جينبينغ، محادثات مع كبار رجال الأعمال في قطاع التكنولوجيا الصيني، في حدث نادر أثار التفاؤل بشأن زيادة الدعم للقطاع. وعزز شي دور الشركات المملوكة للدولة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، كما تصدى للتوسع «غير المنظم» في العديد من القطاعات.

close