من “أعاق” ضخ فائض الكهرباء الأردنية ؟..2 مليون لتر غاز قطري يوميا إلى سورية عبر ميناء العقبة ..لماذا وما هي الخلفيات ؟:  الدوحة قررت ضخ الكهرباء في “كامل التراب” ولا معلومات عن مصير “تصدير” الفائض” من المملكة إلى لبنان

من “أعاق” ضخ فائض الكهرباء الأردنية ؟..2 مليون لتر غاز قطري يوميا إلى سورية عبر ميناء العقبة ..لماذا وما هي الخلفيات ؟:  الدوحة قررت ضخ الكهرباء في “كامل التراب” ولا معلومات عن مصير “تصدير” الفائض” من المملكة إلى لبنان

بيروت – رأي اليوم- خاص
لم تعرف الظروف ولا الإعتبارات الإقتصادية والمالية ولا حتى السياسية التي أملت الإعلان عن توقيع إتفاق بين الاردن وقطر يقضي بان تستخدم الدولة القطرية الأراضي  الاردنية في نقل كميات كبيرة من الغاز يوميا الى الأراضي السورية بهدف الحرص على تشغيل مولدات إنتاج الكهرباء في كامل التراب السوري كما صرح وزير الكهرباء في دمشق.

هذه العملية التي أعلنت  تمت المصادقة عليها  والإتفاقية حسب صالح الخرابشة وزير الطاقة الاردني تقضي بان ترسل قطر عبر البحر كميات كبيرة من الغاز المسال و يتم إيداعها في مخزن متخصص بالغاز على مياه خليج العقبة ثم تنقل الى سوريا عبر ما يسمى بأنبوب الغاز العربي.
وهذا يعني ان حركة الغاز القطري عبر الأراضي الاردنية مجرد ترانزيت.
 ووافقت الحكومة الاردنية على ذلك على الأرجح مقابل ترتيب وصفقة خاصة لم يتم الاعلان عن نتائجها.
 لكن الوزير الخرابشة صرح مساء الخميس بان بلاده وقعت على هذه الاتفاقية في اطار مسؤولياتها المعلنة والتوجيهات المرجعية لدعم البنية التحتية السورية.
 وهذا يعني ان إستخدام الأراضي الأردنية لنقل الغاز الذي تتبرع فيه دولة قطر للشعب السوري مسألة حظيت بالأضواء الخضراء المرجعية في البلدين علما بان الاردن نفسه يحتاج لكميات كبيرة من الغاز ولم يسبق له ان  إستورد او زود  بالغاز القطري .
اللافت جدا في هذا الأمر ان الاردن كان يراهن وفقا للخرابشة نفسه في وقت مبكر بعد الثورة السورية على ضخ كميات من فائض الكهرباء المنتجة في الاردن الى الاراضي السورية وبكلفة أقل من نقل الغاز المسيل القطري .
 لكن  واضح تماما ان الجانب القطري تعهد بتزويد سوريا بنحو مليوني متر مكعب يوميا من الغاز عبر خليج العقبه وعبر الأراضي الاردنية.
وبالتالي اسرار وخلفيات ودوافع هذا الاتفاق لم تظهر بعد علما بان حكومة الاردن تظهر حرصها الشديد وفي كل التفاصيل والأبعاد والمساحات والمسافات على توفير كل التسهيلات اللازمة لدعم الإستقرار وخدمة وتطوير وإعادة تشغيل  البنية التحتية في القطر السوري  الجار.
وبالتالي لم يعرف بعد ما اذا كان الأردن قد حظي بتعويض بعدما أصبحت كميات الغاز القطري المجانية التي ترسل لسوريا عائقا عمليا دون تصدير كميات من الكهرباء الفائضة في الاردن الى سوريا علما بان بعض الخبراء يقولون ان التمكن من تصدير الكهرباء الاردنية الى الجانب السوري يحتاج الى صيانة شبكة  بمئات الكيلومترات .
وكان الاردن قد حصل على موافقة في وقت سابق من الإدارة الأمريكية لإستخدام الأراضي السورية في نقل الكهرباء عبر الشبكة السورية الى لبنان .
لكن المشروعان اصبحا خلف مسار الأحداث الان  .
والواضح والمرجح ان حكومة الاردن قدمت تضحية ما في هذا السياق عندما وافقت على عبور الغاز القطري الى سوريا مع ان الاردن نفسه يحتاج لكميات كبيرة من الغاز و يحصل عليه من مصر وأحيانا من إسرائيل وبأسعار أقل كلفة طبعا من الغاز القطري .
لكن ظروف و خلفيات و اسرار وألغاز هذه الاتفاقية تحتفظ  بها كل الاطراف والاردن يتصرف أخلاقيا وقيميا  في سياق رغبته في  أمن وإستقرار سوريا ودعم الامن والاستقرار فيها حتى لو كان على حساب منع تحقيق انجازات ومكاسب للجانب الاردني.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم:

close