أسماء عبدالوهاب: الشرع لا شرع له
أسماء عبدالوهاب
في عالمٍ مليءٍ بالتناقضات والأحداث المتسارعة نجد أنفسنا دائمًا نقف أمام معسكرين هما الحق والباطل.. الخير والشر.. العدل والظلم.. المظلوم والظالم والمستضعف والمستبد.
إن كنت إنسانا سويا فستقدر أن تفرق بين معسكر الحق ومعسكر الباطل وسيبدوا أمامك جليا من هو الظالم ومن هو المظلوم . لقد اكتشفنا كما أثبتت لنا الوقائع مرارا أن الأمر ليس له علاقة بالدين ولا النوع ولا الانتماء ولا حتى من اي دولةٍ انت. حتى لو كنت نصرانيا أو مجوسيا.!
لقد رأينا بأم أعيننا كيف وحدت غزة العالم من أقصاه إلى أقصاه حتى لدرجة أن البعض من اخوتنا في الإنسانية أخذوا مواقف شجاعة أكثر حتى من كثير من العرب والمسلمين وقد عرضوا أنفسهم بذلك لخطر محقق أمام حكومات علمها اليهود جيدا كيف تعبدهم من دون الله.!
إذن فالإنسانية لا تتجزأ. هذا ما قلناه قبل زمن وهذا ما سنظل نردده ونقوله إلى آخر الزمن. فالناس صنفان إما أخٌ لك في الدين او نظيرٌ لك في الخلق كما قال الإمام علي عليه السلام.
شاهدنا كيف استنفرت البشرية وهي تجوب الشوارع وتدين الإجرام ومجازر الإبادة بحق اهلنا في غزة وتستغيث لها. وقد صرخت فيها إنسانيتها ان السكوت خزيٌ وعار. وان الكلمة والموقف هي أقل ما قد يوهب لأخوك في الإنسانية.
إذا كانت هذه المواقف من قبل الغرب الذي لا يدين بديننا ولا تجمعه معنا اواصر العروبة والدين واللغة والكثير غيرها من الاواصر المشتركة. فما هو المفترض ممن تجمعنا بهم كل هذه الاواصر، ومن أمة أمرها الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقيام بالقسط وقول كلمة الحق وأخذ الموقف الحق.
لكنهم اليهود الأشد مكرا و دهاءا وخبثا. فالمتأمل في سنوات خلت يجد انه كل ما اسرف اليهود في الدماء وارتكبوا أقبح المنكرات هرعوا إلى عمليات التجميل. ومع الأسف فإن هذه العمليات يجريها تلامذة بارعون ومتخصصون تخرجوا من مدارس اليهود والصهاينة أنفسهم. وكلما وجد اليهود أنفسهم قد تورطوا أكثر اوعزوا إلى تلامذتهم ان يبتكروا ويبتدعوا منكرات وجرائم ويرتكبوا إبادات ومجازر اسوأ من التي عملها الصهاينة أنفسهم. ولا بد للممارسات الشيطانية الماسونية ان تكون أشد بشاعة وقبحا وأكثر دموية وان تكون هناك ابتكارات أثناء ممارسة طقوس القتل والتعذيب الشيطانية لم يسبقهم إليها أحد.
اعتقد انه لم يعد خافيا على احد؛ إنها داعش التكفيرية الصناعة والهندسة الصهيونية بإمتياز. وما الذي يمكن له أن يلفت الانظار عن جرائم الصهوينة في غزة إلا جرائم داعش في سوريا. وهكذا يحقق الصهاينة والأمريكان عددا من الأهداف؛ نذكر منها:
_ الاستمرار في تشويه الإسلام والترسيخ في عقول الناس لا سيما الغرب بإن الإسلام يعني الإرهاب والإسراف في القتل واستباحة الدماء والأعراض والاموال لأسباب غير منطقية ولا مقبولة.
_ التغطية على جرائم الصهاينة في فلسطين وغيرها بابتداع جرائم أشد بشاعة وقبحا وابتكار أساليب في التعذيب والقتل لم يسبق إليها أحد من العالمين، مع عدم مراعاة حرمة لأي شيء. فلم يسلم من شرهم حتى الحيوانات وكان استهداف الأطفال من أبشع ما حصل خلال عمليات الإبادة الجماعية لآلاف المدنيين السوريين العزل بأقبح أنواع الإجرام على مر التاريخ الذي لم يفرق بين احد ولم يراعِ اي شيء. وكان الدواعش التكفيريون يرفعون السكين في وجه الأطفال الصغار ويطلبون منهم أن يختاروا من سيذبحون منهم أولا وسط حالة من الذعر والهلع والبكاء وحسبنا الله ونعم الوكيل.
_ تقديم خدمة عظيمة للصهيونية المتعطشة لدماء المسلمين وقتل أكبر عدد بالنيابة عنهم. حتى يأتي دورها لتقضي على ما تبقى؛ إن لم يكن من بينهم الدواعش المتأسلمون أنفسهم.
_ الاستمرار في اللعب على أعظم فتنة يستخدمها الصهاينة للتفريق بين المسلمين وإضعافهم وصرف انظارهم عن العدو الحقيقي المغروس في قلب الأمة. وهي الفتنة الطائفية والمذهبية.
فكما نرى لا يمكن للدواعش التكفيريين أن يتخذوا اي موقف أمام الصهاينة ولو احتلوا أرضهم واعتدوا عليهم وقاموا بقتلهم وارتكاب المجازر بحقهم وحق اخوتهم. وكيف يجرؤ التكفيريون على ذلك وهم الحذاء الطوعى واليد الطولى للصهاينة في المنطقة.
قد تكون هذه بعض النقاط المهمة لكن الأهم أن الحكومة السورية الجديدة بقيادة الجولاني أو الشرع قد أثبتت معمّدةً ذلك بدماء أبناء شعبها ومرتكبةً مجازر إبادة جماعية لم يسبقها إليها أحد في التاريخ بأنها الوجه الأقبح للصهيونية والأداة الأبشع للماسونية. وإن كانت قد جاهرت بذلك و وثقته بعشرات الصور والفيديوهات بالصوت والصورة مفاخرةً ومباهيةً به. او أدركت حجم حمقها مؤخرا فأمرت بعدم التصوير والتستر على جرائم يندى لها جبين الإنسانية. فإنه لن يتأتى لها في نهاية المطاف أن تتستر عن عين الله ولا أن تغسل عارا لن يكفيه كل بحار ومحيطات العالم.
وتبقى الكلمة الأخيرة مفادها ان الإنسانية لا تتجزأ يا سادة. وان السكوت عن أي ظلم وجرم وطغيان بحق أي إنسان هو انتهاك لحقوق الناس جميعا. وإخلال بالإنسانية التي تتغنى بها وتدافع عنها.
وان من وقف مع اخوه في غزة ولم يقف معه في سوريا أو أي مكان آخر. ولم يستنكر ولم يشعر بالغضب ولم يحاول أن يتخذ اي موقف إزاء ذلك فعليه أن يراجع نفسه هل هو إنسان حقا ام مدعٍ للإنسانية!
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: