غياب “شي” المحتمل عن القمة الصينية الأوروبية يثير التساؤلات

أفادت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، أن الرئيس الصيني، شي جين بينج، قد يتغيب عن القمة المقرر عقدها في بروكسل للاحتفال بمرور 50 عامًا على العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي، مما أثار شكوكًا حول جدية الانفتاح الصيني المعلن.

وذكرت الصحيفة أن رئيس الوزراء لي كيانج سيقود الوفد الصيني بدلاً منه، ما يثير تساؤلات حول مدى التزام بكين بتحسين العلاقات.

علاقات في مهب الريح وسط توترات جيوسياسية

تأتي القمة في وقت حساس، إذ تصاعدت التوترات بين الجانبين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.

يتهم الاتحاد الأوروبي الصين بدعم موسكو، إلى جانب فرضه رسومًا على السيارات الكهربائية الصينية بسبب الدعم الحكومي.

كما يرى مسؤولون أوروبيون أن بكين لا تقدم ما يكفي لإعادة التوازن التجاري، بعد تسجيل الصين فائضًا تجاريًا ضخمًا بلغ 304.5 مليار يورو العام الماضي.

دبلوماسية “الذئب المحارب” تزيد من حدة التوتر

لعب المبعوث الصيني لو شايي، المعروف بدبلوماسيته الحادة، دورًا بارزًا في إثارة الجدل بتصريحات سابقة شكك فيها بسيادة أوكرانيا على القرم، ما أثار غضبًا في أوروبا.

ومع ذلك، يرى البعض أن الصين تحاول تنفيذ “هجوم دبلوماسي ساحر” لكسب أوروبا إلى صفها، خاصة مع استمرار المحادثات حول مبادرات السلام في أوكرانيا.

محاولات أوروبية لاغتنام الفرص رغم الخلافات

رغم التوترات، يتبنى بعض المسؤولين الأوروبيين نهجًا عمليًا، حيث شدد وزير الخارجية الإسباني خوسيه ألباريز على أن الاتحاد الأوروبي “يرى فرصًا متاحة” مع الصين.

بينما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على ضرورة تحقيق توازن بين حماية الصناعات الأوروبية وتوسيع العلاقات التجارية مع بكين.

تحقيقات تجارية تزيد من تعقيد المشهد

بالتزامن مع القمة، فتح الاتحاد الأوروبي تحقيقًا جديدًا في “ممارسات الإغراق” ضد صادرات صينية من حمض الأديبيك، المستخدم في صناعة النايلون.

وهذا التحقيق هو الحادي عشر ضمن سلسلة قضايا تشمل منتجات مثل الذرة الحلوة والمسامير والشموع.

رغم الجدل، ما زالت المحادثات مستمرة لتحديد موعد القمة ومستوى التمثيل. فيما التزمت وزارة الخارجية الصينية بالصمت، قائلة إنه “ليس لديها معلومات لتقديمها” حول حضور الرئيس شي.

close