رباب طلعت
في تجربة تفاعلية لموقع «إعلام دوت كوم»، صمموا مجموعة بطاقات على شكل رسالة إلكترونية تحمل عبارة «ممكن نكون صحاب» تفاعلًا مع أحداث مسلسل «أثينا»، من بطولة ريهام حجاج، وإخراج يحيى إسماعيل، وتأليف محمد ناير، وهو أحد أكثر الأعمال التي لاقت إشادات واسعة في النصف الأول من رمضان. نالت تلك التجربة استحسان الجمهور وتجاوبه، حيث كان يريد أن يكون جزءًا من تجربة مشروع أثينا، وهو لا يدرك أنه أحد الضحايا بالفعل!
«أثينا».. قطار رامي قشوع!
في أحد أكثر مشاهد فيلم «بطل من ورق» الكوميدية شهرة، وقف ممدوح عبدالعليم (رامي قشوع) على باب القطار الذي يوشك على حادث مروع، ولوّح بيده صارخًا: «مبيعرفش يوجفها مبيعرفش يوجفها»، وهو المشهد الذي يمكن إسقاطه على واقعنا الحالي؛ واقعنا المتصادم مع التطور السريع للذكاء الاصطناعي، والذي يشبه قطار «بطل من ورق» إلى حد كبير، فهو قطار يسير دون تحديد وجهة أو نقطة توجه. إنه تطور يتصاعد بسرعة كبيرة قد تعجز القدرة البشرية عن التأقلم معه، بل وعن الحماية من تبعات تطوره واستيعابه. وتلك الفكرة تحديدًا هي ملخص مسلسل «أثينا».
تدور أحداث المسلسل حول مشروع يحمل اسم أحد أهم الآلهة المؤثرة في الأساطير الإغريقية «أثينا»، وهي رمز الحكمة والعدالة والقوة، ويتم ربط اسمها بمشاريع ذكاء اصطناعي كبرى لتشابه صفاتها مع ما يسعى الذكاء الاصطناعي إلى تحقيقه. يتوافق ذلك مع فكرة العمل، حيث يتمثل المشروع في تطبيق ذكاء اصطناعي تمت برمجته لفرز الطلاب المُخطئين ومواجهتهم بحقائقهم، مما يدفعهم إلى الانتحار. ويبقى السؤال: «هل أثينا مجرد فكرة عمل وانتهى، أم أنه ناقوس خطر؟»
الخطر الأول.. أنت مراقب
لتفنيد الإجابة على السؤال السابق، أجب في عقلك على هذه الأسئلة: «كم مرة تحدثت عن شيء، وفتحت حسابك على أحد منصات التواصل الاجتماعي فوجدت إعلانًا له؟»، وأيضًا: «كم مرة تفاجأت بما تفكر به يقفز أمامك دون الحديث عنه؟». تجد نفسك تجيب بـ«الكليشيه» الدارج: «احنا متراقبين»، دون أن تعي خطورة ذلك.
في «أثينا»، كان التطبيق يتجسس على الطلاب وأجهزتهم، نجح في اختراق حياتهم ونفسياتهم إلى الحد الذي وضعهم على حافة الانهيار والانتحار. وفي واقعنا، منصات التواصل الاجتماعي تفعل الشيء ذاته. فأنت سلعة، يتم مراقبة كل شيء تفعله لبناء نموذج ذكاء اصطناعي لك يمكنه التنبؤ حتى بأشياء لم تفكر فيها بعد، لدرجة أنه بات يُظهر إعلانات لسيدات عن منتجات للحوامل قبل معرفتهن بحملهن، لمجرد أنه راقب تغيرات منشوراتهن ولاحظ تغيرات هرمونية قد تنبئ بحمل جديد، خاصة للمتزوجات حديثًا! تذكر قليلًا، ستجد أمامك منتجًا لم تكن قد فكرت فيه بعد، لكنك بمجرد أن رأيته أمامك تذكرت أنه هو ما تحتاجه بالفعل! في وثائقي لنتفليكس أنتجته عام 2020 باسم The Social Dilemma، تم الكشف عن كيفية عمل ذلك الأمر، وكيف أن لك نسخة ذكاء اصطناعي قد تتحكم فيك وفي قراراتك، لأنك غذّيتها بكل المعلومات التي تحتاجها لتعرف من أنت! إذن «أثينا» تراقبك.
الخطر الثاني.. لست حرًا
يتميز الإنسان عن بقية الكائنات بالعقل (التفكير المنطقي لحل المشكلات)، وهذا تحديدًا ما بُنيت عليه خوارزميات الذكاء الاصطناعي، التي تعمل على حل أي مشكلة من خلال تجميع المعلومات، تصنيفها، تحليلها، ثم الوصول إلى القرار السليم. ومع مزيد من التعليم والتدريب، يمكنها أن تصبح أمهر منك في اتخاذ قرارات حاسمة وشديدة الحساسية. على سبيل المثال، هناك مشروع يحمل نفس اسم المسلسل وهو Athena AI، طورته إحدى الشركات الأسترالية المتخصصة، ويعمل على دعم اتخاذ القرار للجنود باستخدام الذكاء الاصطناعي!
قد يبدو هذا المثال بعيدًا قليلًا، لذا لنعد إلى قراراتك التي تتخذها بناءً على بياناتك على مواقع التواصل الاجتماعي. فحاليًا، يمكن توجيهك بشكل كامل عبر تلك المنصات لتبني أفكار معينة، من خلال حملات مدفوعة لكيانات كبرى، تستخدم تلك المنصات كوسيلة للحروب الباردة، التي قد تكون على نطاق أضيق من الحروب بين الدول، مثل التأثير على عقول الشباب. فعلى سبيل المثال، يتم توجيهك كل يوم إلى ترندات لا تعرف حقيقتها، ومع من الحق فيها، فقط لأن هناك لجانًا إلكترونية تتحرك لصالح طرف معين. ارجع بالذاكرة قليلًا إلى جريمة نيرة أشرف، وتذكر كيف ظهرت نبرة تعاطف مع الجاني للضغط على القضاء لتخفيف الحكم عليه! إذن «أثينا» توجهك.
الخطر الثالث.. تماسك!
الكثير من الدراسات النفسية تشير إلى أن شباب جيلي «زد» و«ألفا» – وهم نفسهم الفئة التي تدور حولها أحداث مسلسل «أثينا» – هم الأكثر هشاشة نفسيًا مقارنة بالأجيال السابقة، وللتكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي دور كبير في ذلك. فرغم المكاسب الكبرى التي اكتسبتها هذه الفئة العمرية من تلك المنصات، مثل تعزيز الثقة بالنفس، وحرية التعبير عن الآراء، واكتساب مهارات تقنية مثل التصوير والمونتاج، إلا أن الانفتاح الكبير على تلك المنصات يؤثر على الصحة النفسية بشكل بالغ، مما يزيد من حالات الاكتئاب والانتحار، مع تصاعد مشاعر عدم الرضا، والتطلع إلى حياة الآخرين، وغيرها من العادات السلبية الناجمة عن انفتاح الثقافات والعوالم على بعضها. وهذا يعني أن «أثينا» تدفعك إلى الانهيار!
«أثينا» تراسلك
الخلاصة أن كل واحد منا، بطريقة أو بأخرى، هو ضحية أو هدف لـ«أثينا»، سواء كان ذلك عبر المراقبة، التوجيه، أو التأثير النفسي. هذه هي الرسالة الأوسع التي اختُتم بها المسلسل، عندما أكدت ريهام حجاج، بطلة العمل، على ضرورة الوقوف بحزم أمام سيطرة الذكاء الاصطناعي على حياتنا، وحماية عقولنا وقراراتنا من الوقوع تحت سيطرته.
نرشح لك: 10 أسباب لتميز “أثينا” في النصف الأول من رمضان
اكتشاف بئر ماء أثرية في «فيلكا» الكويتية تعود إلى ما قبل 1400 عام
مصر تخطو بثبات نحو العالمية.. هل تصبح مركزا رئيسيا لتصدير السيارات؟
الوطن سبورت | مدافع سموحة يدخل حسابات الأهلي.. ومفاضلة بين رباعي زد
بدءًا من يونيو.. زيادة الحد الأدنى للأجور لـ7000 جنيه (تفاصيل)
عمرة بلا معوقات - أخبار السعودية
فرح تتزوج جمال سليمان وإسلام جمال يبدأ في الانتقام من رانيا يوسف.. الحلقة الـ 5 "أهل الخطايا"
عاجل| كامل الوزير يُطلق إشارة أكبر قافلة مساعدات إنسانية إلى غزة
مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد يؤكد دعمه الكامل لقرارات القمة العربية غير العادية
خالد الغندور ينتقد شكوى الأهلي للجنة الأولمبية ضد اتحاد الكرة ورابطة الأندية: "دي جديدة"
خبير تغذية وضح فوائد شرب ماء الكركدية على صحة الكبد
أشخاص وُلدوا في سنوات معينة قد يعيشون 120 عاماً أو أكثر
وزير الصناعة يؤكد أهمية تأمين سلاسل الإمداد للمعادن الحرجة - أخبار السعودية