نوال عايد الفاعوري: ترامب.. وتشتيت الانتباه عن القضايا الجوهرية
نوال عايد الفاعوري
لا تستغربوا مجيئه ولا جراته ولا الاجراءات التي اعتمدها ترامب الثاني المختلف عن الاول.
لان البشرية من 248 سنه قد ابتليت بشيء اسمه اميركا. نظام اقيم على اشلاء أهلها، واستعباد المهاجرين الافارقة، دولة شركات لا دولة امة، لم تولد بالتراكم التاريخي.
لتستمر كل هذا الزمن، وتنفذ مشاريعها، عاشت على الحروب والدماء وتدميرالعمران وافناء الشعوب والامم والدول.
بعد أن هيمنت امريكا بشركاتها المتوحشة على العالم، أوقدت أكثر من 500 حرب وبؤرة توتر في العالم، ابادوا مئات الملايين بالحروب المحلية والعالمية. ناهيكم عن الآفات والجوائح التي صنعوها.
هذه الأمريكا، نهكت العالم واوصلته الى مكان لم يتخيله احد من قبل، يريدون قسرا منافسة الله في ما خلق في الطبيعة وفي الفطرة.
سيستم بلغ ذروته من الهيمنة المتفرده المتعسفه، انكشفت كل عناصره وقيمه، بات عبئا على اميركا وعلى كل شعوب الارض. قوة عاتية ليس من السهل اسقاطها، لديها وسائط تأثير هائلة الأهمية، لديها الطائرة والمدفع والدولار وتتحكم بالفيس وجوجل والذكاء الصناعي. طغت كثيرا.
بالمقابل هناك قوى وشعوب تريد ان تعيش كما خلقها الله، ترفض بلطجة ذاك السيستم. ولكن السيستم يتشبث بالحياة وهو يموت، لا يقبل الموت قبل ان يميت كل شيء، لذا نحن على عتبة ابادة حرب نووية.
هذه البيئة الرجراجة تفسرظهورالترامبية في نسختها الاولى، في الاعوام 2014 و2015، جاءت تعبيرا عن حاجه بعض قوى امريكا الساعية للتغيير والا فاميركا نفسها في خطر.
لأن جل الناس يؤمنون بان الدولة العميقه في امريكا، هي وحدها من يختار الواجهات السياسية من الديمقراطيين او الجمهوريين.، ظن الناس ان ترامب احمقا بلا خبرة، وان امريكا لن تتحمله، لانه جاء من خارج السياق الذي تعرفه امريكا.
ولأنه جاء من خارج السياق،عملت عناصر القوة العميقة في السيستم، دولة الشركات بلوكا في مواجهته. ومنعوه من ان يحكم في المرحلة الاولى .
بعد أن تعلم ان يكون أكثر جرأة ، حلم بالعوده لولاية ثانية، جرب، ولكن السيستم الذي يتامرعلى الكون وعلى الله، تآمرعليه فاسقطوه مقابل بايدن الموظف.
من موقع المرشح للرئاسة من خارج السيستم، المهزوم، خاض معركته في الولايات المتحدة،حتى سيطر على الحزب الجمهوري، وفرض نفسه قائدا لاميركا التي لا قادة فيها، بل موظفين لدى الشركات.
جاء ترامب الثاني عارفا للقوى العميقة التي اسقطته، جاء بنوازعه الثأرية ومعه مشروعا لاخراج اميركا من خطر الانهيار، باعادة صياغة السيستم الذي اسقطه.
من اركان مشروعه
لا عولمة شركات بل أميركا اولا، لسنا شرطة العالم، لن نحمي احدا ما لم يدفع. وسعى لتحقيق شعاراته بتكتيكات بارعة وبذكاء. كيف.
يسعىى لاجهاض الدولة العميقة التي تقوم ركائزها على صناعة السلاح والعولمة، واشغال الاعلام الذي اسهم في اسقاطه:
شد عمليا الكثيرمن انتباهم عبر حملة من الشعارات وال عناوين من خارج السياق، لا هي عالبال ولا الخاطر، كندا بنما جرين لاند، ولجم اليواس ايد. وما ادراك ما هي اليو اس ايد؟! ولمن لا يعرف نقول: هي الاداة الناعمة للحرب الاعلامية والثقافي والقيمية التي تعتمدها الدولة الناعمة لشراء النخب واختراق الشعوب، وتعهيرها.
ويسعى للخروج وتكسير لوبي العولمة، معاهدة المناخ ومعاهدة باريس والاسواق المشتركه. طبعا تدرون ان هذا اللوبي مسؤول الى حد كبير عن بلاوينا وكوارث البشرية.
ثم تحول مباشرة للدولة العميقه مؤسسة الشركات. جاب صاحبه ماسك واعطاه سلطة في وزارة الخزانة، لتقليص الموظفين وتحفيزهم على الاستقالات المبكرة، وخاصة في الوكالات 18 المخابراتية، وكل من له علاقة بالشذوذ
ثم تحول الى دولة الشركات – للحكومة الاتحادية، اغرى شركات السلاح بفكرة حماية اميركا ، وشركات العقار هيا الى غزة نعمرها لناحتى لا يلتبس ما قلته الآن على احد، اود ان اختم بالقول:
أعرف ان ترامب تاجر عقارات، يدمر البيوت على اصحابها ليشتريها وأعرف انه من دولة قامت على الحروب وابادة الشعوب، ومع هذا تعالوا نتساءل معا:
اذا نجح في تدمير لوبي العولمة واقصى صناع السلاح وأذرع الحرب عن صناعة القرار، واذا كسر السي آي إيه، والاف بي آي، حد منا بخسر؟
طيب اذا نجح في اعادة هيكلة السيستم الذي يستخدم اميركا لتحقيق غاية الشركات وعمل سيستم لخدمة الشعوب، بنخسر شو؟
واذا اعاد صياغة امريكا من ان تكون قوة شرطة مهينة ومهيمنة وعمل منها قوة للانتاج المالي والمادي هل نتضرر؟
اذا فشل ترامب وعناصر فشله قوية وكثيرة بالتأكيد، توازي عناصرنجاحه، فهو يواجه قوة متمكنه تقاتل قتال حياة او موت، وحصلت مشاكل داخلية تفتت اميركا نفسها من الداخل، هل نخسر إشي؟!
لذلك نقول انتبهوا دققوا قد يكون هبة السماء. لن يلجمه احد الا انت
قد يقول البعض انه وقح استعلائي مستفز، مشروعه هو كسر دولة الشركات العميقة لاستعباد الكرة الامريكية برمتها وجعلها على القياس الامريكي. صديقا لاسرائيل وفتح مستودعات الاسلحة لها
هل قلت ان ترامب اصوله فلسطينية عربي اسلامي شيعي ولاية فقيه غزه
جاء تعبيرا عن حاجته وما يمثل، مش حاجتنا ولا كرمالنا، انه سليل دولة صديقة لاسرائيل طبعا وحكومته حليفة لها، ولكنه لن يقاتل معها كما فعل بايدن ولن يقاتلها بالنيابة عنا.
ونعلم ان بايدن لم يقصر في اسناد العدو والقتال الى جانبه، ولم يبق شيئا في ترسانة اميركا وغير اميركا من ادوات التدمير والقتل لم تستخدم بعد الا النووي.
لا تسلني هل انت واثق مما تقول؟ نعم هناك تحول في العقل الامريكي ولكن قد يكون كل هذا مناورة فترامب تعشش في راسه اوهام كثيره، منها ان قيادة الشعوب بالتخويف اسلس من قيادتها بالامل.
مجيؤه يمنحنا فرصة اذا ما استثمرناها نربح الرهان او بعض الرهان.
لا احد يخوفنا بما عنده وقد جربنا أسوأ ما عنده. إن عاد لينهل مما شرب بايدن فبالمرصاد سواعدنا، هي هي بل اصلب.
كاتبة اردنية
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم:
وزير الشباب والرياضة يشارك المتدربين ببرنامج الدبلوماسية الشبابية في يوم رياضي | الرياضة
عاجل.. الحكم اليوم فى دعوى تعويض عفاف شعيب ضد المخرج محمد سامى
«داخلية الكويت»: قرار منع ارتداء النقاب أو البرقع أثناء القيادة صدر عام 1984 - أخبار السعودية
هنا رابط سريع التسجيل في مسابقة توظيف الجمارك 2024 وما هي شروط التسجيل؟
فيديو | إبراهيم عادل يسجل هدف بيراميدز الأول أمام طلائع الجيش
انسي ألم المعدة والقولون امضغ دا علي الريق وشوف المفعول السحري في جسمك
عاجل.. ماذا يحدث فى حالة انهيار سد النهضة.. وزير الري يكشف التفاصيل