أمام العاصفة التي أحدثها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يعيش الديمقراطيون أياماً مضطربة عكست انقساماتهم وسلطت الضوء على اختلافاتهم. فبدلاً من اعتماد استراتيجية موحدة للحزب بوجه القرارات التنفيذية المتلاحقة والأجندة التشريعية الجمهورية، يتخبط الديمقراطيون في موجة من التجاذبات العلنية والانتقادات الحادة التي طفت على السطح بعد إعلان زعيمهم في مجلس الشيوخ تشاك شومر، تأييده مشروع التمويل الفيدرالي الجمهوري، مما أنقذ فعلياً حزب الرئيس من خسارة فادحة في المجلس التشريعي وأدى إلى إقرار المشروع.
فرصة نادرة ضائعة
وقد دفع هذا الموقف المفاجئ لشومر بزملائه إلى توجيه انتقادات حادة إليه، وصلت إلى دعوات إلى تنحيه عن منصبه. ويقول هؤلاء إن شومر ضيَّع فرصة ذهبية ونادرة لحزبه بتحدي ترمب وأنه ألقى بسترة نجاة للجمهوريين الذين ما كانوا ليتمكنوا من إقرار المشروع من دون أصوات ديمقراطية في «الشيوخ»، وهو ما قدمه لهم شومر على طبق من فضة.
لكنَّ زعيم الديمقراطيين وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه، فبعد إعلانه الأوّلي عن دعم المشروع، سارع ترمب وحزبه إلى توظيف استراتيجيتهم المفضلة: استراتيجية إلقاء اللوم على الديمقراطيين بشكل عام وشومر بشكل خاص في حال إغلاق المرافق الحكومية، فتصدر هاشتاغ «إغلاق شومر» منصة «إكس»، في تغريدات متلاحقة للرئيس الأميركي والمشرعين الجمهوريين. حينها علم شومر جيداً أنه يخوض معركة خاسرة مع الجمهوريين، وربما مع الأميركيين، فقرر تغيير موقفه مُعلناً انه سيؤيد المشروع لأن ترمب سيلوم حزبه على الإغلاق، وقد يُقنع الأميركيين فعلياً بأن الديمقراطيين هم المسؤولون عن ذلك.
وللحزب الديمقراطي أكثر من تجربة مؤلمة في هذا الإطار، أثبتت لهم مع مرور الزمن أن ترمب بارع في فن إلقاء اللوم وناجح أكثر منهم بكثير في استراتيجية التواصل مع الأميركيين. وفسّر شومر موقفه قائلاً: «إذا دخلنا في مرحلة الإغلاق الحكومي فلن يكن هناك مخرج، فالمخرج يقرره الجمهوريون في مجلسي الشيوخ والنواب، وهم أظهروا الطاعة العمياء لترمب و(دوج) وقد يُبقوننا في مرحلة الإغلاق لأشهر طويلة».
دعوات للتنحي

لكنَّ القيادات الديمقراطية الأخرى لا توافق على استراتيجية شومر، وتحدثت عن معارضتها له علناً، فدعت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، شومر إلى اعتماد طرح ديمقراطي آخر، والسعي للتفاوض مع الجمهوريين للحصول على تنازلات، ووصفت المشروع، الذي أُقرَّ، بأنه مشروع مضرّ للولايات المتحدة. أما نظير شومر في مجلس النواب، الزعيم الديمقراطي حكيم جيفريز، فقد رفض تأكيد ثقته بزميله، كما أصدر بياناً قال فيه: «النواب الديمقراطيون لن يكونوا متواطئين. نحن نعارض بشدة المشروع الحزبي الموجود في (الشيوخ)».
ورغم هذه الانتقادات العلنية التي زعزعت البيت الديمقراطي وأظهرت هشاشة التنسيق بين قياداته، فإن شومر أصر على موقفه، فالزعيم المخضرم البالغ من العمر 74 عاماً، لا يزال قادراً على رص صفوف حزبه في «الشيوخ»، كما أنه لن يخوض الانتخابات للدفاع عن مقعده قبل عام 2028، مما يجعله أقل قلقاً من غضب القاعدة الديمقراطية الشعبية بسبب قراره.

إلا أن حزبه ليس في موقع القوة نفسها، إذ يواجه الديمقراطيون في «النواب» انتخابات نصفية بعد نحو عامين، يدافعون فيها عن كل مقاعدهم، كما يخوض بعض أعضاء الحزب في «الشيوخ» السباق نفسه، ويعول الديمقراطيون على أن تنسى القاعدة الشعبية موقف شومر مع مرور الوقت، آملين أن تؤدي قرارات ترمب العشوائية المتعلقة بتسريح الموظفين الفيدراليين، وإغلاق بعض المرافق الحكومية، وربما دخول البلاد في مرحلة ركود، إلى قلب الرأي العام الأميركي، ومكافأتهم بفوز ساحق بالأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب في الانتخابات النصفية، كي يستعيدوا توازنهم المفقود.
«الصحة»: تحصّنوا ضد «الشوكية» قبل أداء العمرة - أخبار السعودية
رجل مباراة الأهلي وطلائع الجيش في الدوري المصري
خبطة العربية بسيطة ومش مستاهلة اللي عملوه ده كله
فانوس رمضان.. سر تسميته وتطورات صناعته وأنواعه واستخدامته
اتساع الكون.. حقيقة علمية أشار إليها القرآن قبل 1400 عام
لوجه لامع مثل البدر.. أقوي روتين يومي للعناية بالبشرة والحفاظ عليها مدي الحياة
معلومات الوزراء: السلاسل اللوجستية بمثابة حجر الزاوية لضمان نمو اقتصادى مستدام | الأخبار