إسراء إبراهيم
نافس مسلسل “النُص” من بطولة الفنان أحمد أمين في النصف الأول من السباق الرمضاني 2025. والعمل يضم نخبة من الفنانين، من بينهم صدقي صخر، حمزة العيلي، أسماء أبو اليزيد، دنيا سامي، عبد الرحمن محمد، وسامية طرابلسي.
يستند العمل إلى معالجة درامية مستوحاة من وقائع تاريخية، حيث يستلهم أحداثه من كتاب “مذكرات نشال” للباحث التاريخي أيمن عثمان، وهو من تأليف شريف عبد الفتاح، عبد الرحمن جاويش، ووجيه صبري، بإدارة محتوى من شركة Pensell، ومن إنتاج شركة أروما والمنتج محمد جبيلي.
العناوين
أحمد أمين.. الموهبة المتجددة
– اختيار الفنان أحمد أمين لبطولة العمل كان موفقًا للغاية، إذ منح الشخصية روحًا مرحة تنبض بالحياة، واستطاع أن يأسر انتباه المشاهدين بحضوره المميز وأدائه العفوي. في كل ظهور له على الشاشة، كان يضفي لمسة خاصة تجذب الأنظار، ليؤكد مجددًا موهبته وقدرته على التألق في الأدوار التي تتطلب توازنًا بين الكوميديا والأداء الدرامي العميق.
– ظهر أحمد أمين بشخصية البطل الفقير، حيث أتقن تغيير ملامحه ليبدو أكبر سنًا، ولم يتردد في خوض المغامرة بأداء مختلف يُبرز قدرته على التلون الفني. كما قدم خلال الأحداث عدة شخصيات، ظهر في كل منها بأسلوب مميز يتماشى مع تحولات القصة، وهو ما يعكس براعته في تقمص الأدوار منذ انطلاقه على الساحة الفنية.
– تميزه بتعدد المواهب أضفى لمسة ساحرة على الشخصية، حيث لم يكتفِ بالأداء التمثيلي، بل قام بالغناء بنفسه، ليعيد تقديم أغنية “دنجي دنجي” بصوته بأسلوب خاص.
– قدرته على تحقيق التوازن بين الأداء الكوميدي والمشاهد الدرامية العميقة، لا سيما مشهد السجن ولقائه بدرويش، تؤكد موهبته الفريدة في تجسيد المشاعر الإنسانية بأبعادها المختلفة.
نرشح لك: ميشيل ميلاد: “إسماعيل” مستوحى من شخصية حقيقية واستلهمت طريقتها من “الهاكر”
تناغم فني وبراعة في الأداء
– شهد العمل تناغمًا واضحًا بين أبطاله، حيث نجح كل من حمزة العيلي، صدقي صخر، أسماء أبو اليزيد، ميشيل ميلاد، وعبد الرحمن محمد في تقديم شخصياتهم بأسلوب مميز، فكان لكل منهم بصمته الخاصة التي جعلته حاضرًا بقوة على الشاشة، رغم تعدد الأدوار والأسماء.
– أما حمزة العيلي، فقد قدم أداءً استثنائيًا في تجسيد شخصية درويش، حيث أبدع في إتقان كل تفاصيل الدور النفسية والجسدية، فتمكن من إيصال مشاعر الشخصية وتعقيداتها بلغة العيون قبل الكلمات. تميزت الشخصية بتلعثم ناتج عن رهاب اجتماعي مرتبط بماضيها المضطرب كنشّال سابق انتهى به المطاف عاملًا في مخزن ملابس تابع لفرقة مسرحية، رغم حلمه بأن يصبح فنانا مشهورا. بمهارة لافتة، جسّد “العيلي” هذه الحالة الدقيقة، فانعكست على لغة جسده وحركاته اللاإرادية في بعض المشاهد، كما ازدادت اللعثمة كلما تعرض لضغط نفسي، مما أضفى على أدائه مصداقية.
– أبدع صدقي صخر في تقديم شخصية الصاغ علوي بإتقان كامل، حيث نجح في تجسيد هيبة ضابط الشرطة بأسلوب يجعله يبدو وكأنه رجل أمن حقيقي على الشاشة. تميز أداؤه بالدقة في التعبير عن روح حقبة العشرينيات والثلاثينيات التي تدور فيها أحداث المسلسل، مع إضافة لمسة كوميدية خفيفة زادت من جاذبية الشخصية، دون أن تفقدها جديتها.
– قدمت أسماء أبو اليزيد شخصية مختلفة تمامًا عن أدوارها السابقة، مستثمرة موهبتها في الغناء وتقمص الشخصيات المتعددة خلال الأحداث. وباعتبارها العنصر النسائي الوحيد في العمل، كان دورها يتطلب جاذبية خاصة تؤثر في الشخصيات الأخرى، وهو ما نجحت في إظهاره بمهارة. حضورها كان لافتا على الشاشة، فتبدو وكأنها تخطف الأنظار بطلتها، ممزوجة بين الرقة والقوة بأسلوب متوازن.
– أضفى عنصرا الشباب، ميشيل ميلاد وعبد الرحمن محمد، حيوية خاصة على العمل، حيث نجح كل منهما في تقديم شخصية مميزة بأسلوبه الخاص.
– ميشيل ميلاد تألق في دور مبتكر، مقدمًا شخصية جذابة ذات طابع كوميدي طريف، إذ استطاع بأسلوبه الفريد أن يمنح الشخصية هوية مختلفة عن بقية أفراد العصابة، مما جعله حاضرًا بقوة في المشاهد.
– أما عبد الرحمن محمد، فتميّز بخفة ظل طبيعية جعلت مشاهده مع أحمد أمين ممتعة، ورغم كونه في بداياته الفنية، فقد قدّم دورًا مميزًا.
– شكلت دنيا سامي وسامية الطرابلسي ثنائيًا مميزًا أضفى تنوعًا وجاذبية على أحداث العمل. تألقت دنيا سامي في تجسيد شخصية تحمل مزيجًا من خفة الظل والحزن العميق، حيث عبّرت بمهارة عن مشاعر امرأة تتوق لإنجاب وريث لزوجها، بينما كانت تعابير وجهها وكلماتها مشبعة بأسى دفين رغم طابعها المرح. أما سامية الطرابلسي، فقدمت دور عزيزة بشكل سلس ومتناغم، مما جعل الثنائي يشكل دويتو لطيفًا يضفي على المشاهد طابعًا إنسانيًا ممتعًا.
القصة والسيناريو
– يقدم العمل قصة مختلفة وجديدة على الدراما التلفزيونية، إذ تدور أحداثه في عشرينيات القرن الماضي، متتبعًا رحلة عبد العزيز النُص، ذلك النشال الذي قرر التخلي عن السرقة والسعي لحياة شريفة، لكنه يجد نفسه متورطًا في صراعات سياسية واجتماعية تقلب مسار حياته، ليصبح بطلًا شعبيًا دون أن يقصد.
– ما يميز القصة هو فتحها لأبواب عالم مجهول للمشاهد، وهو عالم النشالين، حيث تُمزج المغامرة والتشويق بحبكة درامية متماسكة، مما يجعلها تجربة فنية متكاملة. خروج النُص عن إطار عمليات النشل التقليدية واشتباكه في خط درامي مع الاحتلال الإنجليزي أضفى بُعدًا تاريخيًا مهمًا، مسلطًا الضوء على تأثير الاستعمار على الحياة السياسية والاجتماعية للمصريين في تلك الحقبة.
– تميز العمل أيضًا بمعالجة متميزة لرواية “مذكرات نشال” للكاتب أيمن عثمان، حيث استطاع فريق الكتابة (شريف عبد الفتاح، عبد الرحمن جاويش، وجيه صبري) تطويع القصة لتناسب الشاشة بأسلوب يجذب الجمهور. كما نجح السيناريو في تقديم شخصية النُص ومغامراته بشكل متوازن بين الإثارة، والتشويق، والإطار الكوميدي المستمد من المواقف، دون افتعال أو مبالغة.
– ظهر المسلسل في صورة أقرب إلى دراسة مجتمعية شاملة، عاكسًا الأحوال السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية لمصر خلال الاحتلال البريطاني، عبر قصة عبد العزيز النُص التي تشابكت مع هذه الأوضاع، مما أضفى على العمل عمقًا دراميًا وإنسانيًا لافتًا.
نرشح لك: بعد ظهوره في مسلسل “النُص”.. هل كانت صناعة “البلوبيف” موجودة في الثلاثينات؟
عناصر النُص.. دقة في التفاصيل وبراعة في التنفيذ
– تميز العمل بالعناية الفائقة بجميع تفاصيله، بدءًا من لغة الحوار وثراء الصورة، وصولًا إلى تنفيذ الديكورات والملابس بدقة تعكس الفترة الزمنية.
– المخرج حسام علي نجح في ضبط إيقاع العمل، مما جعله يظهر بصورة متكاملة ومتناسقة بصريًا، مع تكوين مرئي مميز يعكس روح العصر. كما لعبت الاستايلست ليلى ماجد دورًا مهمًا في تصميم الملابس والإكسسوارات، فجاءت ملائمة تمامًا للفترة الزمنية التي تدور فيها الأحداث.
– أما مصمم الديكور أحمد عباس، فقدم صورة نابضة بالحياة لشوارع القاهرة القديمة، مع إعادة بناء الترام والمقاهي الشعبية بدقة تجعلك تشعر وكأن الكاميرا التقطت مشاهد وثائقية من الماضي، مما عزز من المصداقية التاريخية للمسلسل.
– دقة التفاصيل التاريخية كانت أحد أبرز عناصر العمل، حيث تم تقديم معلومات تاريخية حقيقية في نهاية كل حلقة، ما ساهم في إضفاء بعد توثيقي فتح المجال أمام الجمهور للبحث والتعمق في تلك الحقبة.
– كما ركز العمل على استخدام مصطلحات لغوية كانت دارجة في تلك الفترة لكنها اختفت مع الزمن، مثل “أوباش”، “أبونية”، “نادورجي”، و”كروديا”، بالإضافة إلى انتقاء أسماء الشخصيات بما يتناسب مع العصر. وظهر هذا الاهتمام بالتفاصيل في أحد المشاهد المهمة، حيث ظهر العلم المصري الأحمر عندما كان “عبد العزيز النُص” صغيرًا، وهو العلم الذي كان معتمدًا قبل 1923، بينما استُخدم العلم المصري الأخضر في باقي الأحداث، وهو ما يعكس دقة البحث التاريخي.
الأغاني والموسيقى التصويرية
– لم يكن الأداء التمثيلي وحده عنصر الإبداع في “النُص”، بل لعبت الموسيقى التصويرية دورًا جوهريًا في تعزيز أجواء المسلسل وإبراز البعد الإنساني للشخصيات. استطاع أشرف الزفتاوي أن ينسج مقطوعات موسيقية تتناغم مع روح المشهد، مما أضفى عمقًا دراميًا خاصًا.
– تميزت الموسيقى بقدرتها على التعبير عن مشاعر الشخصيات، حيث بدت وكأنها امتداد طبيعي للأحداث، تعكس تفاعلات الأبطال وتُثري التجربة البصرية للمشاهد.
– تميز المسلسل بإعادة إحياء الطقاطيق، سواء من خلال استخدام أعمال قديمة أو تقديم طقاطيق حديثة كُتبت خصيصًا للعمل. هذا النمط الغنائي الذي كان منتشرًا خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي لم يعد شائعًا اليوم.
– كما كان سيد درويش حاضرًا على مدار الحلقات، حيث استُخدمت ألحانه وأغانيه في أكثر من سياق درامي، مما يعكس تأثيره الفني العميق في ذلك العصر. كذلك لم تغب منيرة المهدية، التي كانت إحدى أيقونات الغناء في تلك الفترة.
– جاء تتر المسلسل مميزًا وملفتًا، حيث تضمن كلمات حماسية عن مصر، مدعومة بموسيقى تتناسب مع الفترة الزمنية التي تدور فيها الأحداث.
التعبير عن الحقبة الزمنية بدقة
– التعبير الدقيق عن الفترة الزمنية التي تدور فيها الأحداث، سواء من خلال الديكورات، الملابس، اللغة، أو حتى التفاصيل الدقيقة التي تعكس الواقع الاجتماعي والسياسي آنذاك.
– استطاع المسلسل أن يكون نافذة حقيقية على تاريخ مصر في العشرينيات، مما جعله ليس مجرد عمل درامي، بل تجربة فنية وثقافية توثق حقبة مهمة بأسلوب مشوّق وجاذب للجمهور.
– استطاع “النُص” أن يجمع بين الحبكة الدرامية المتماسكة، والبراعة الإخراجية والتقنية، ليقدم تجربة متكاملة تلامس مختلف الأبعاد، من المغامرة والتشويق، إلى الكوميديا، والإسقاطات التاريخية والاجتماعية، مما يجعله أحد الأعمال في رمضان 2025.
بتروجيت: كنا نريد ضم هذا الثنائي من الأهلي
نورالدين برحيلة: نبوءة بوشكين.. أوكرانيا روسيةٌ أبد الآبدين..
عاجل.. خلال أيام قليلة.. موعد انتهاء الشتاء رسمياً
تزامنًا مع قرب شهر رمضان.. النعماني يقرر صرف مكافاة ١٥٠٠ جنيه للعاملين بجامعة سوهاج
الرئيس السيسي يطلع على الموقف التنفيذي لمشروعات الإسكان
تم الرفع بعموم المحافظات ✔️✔️ الاستعلام عن نتائج الصف السادس الابتدائي للدور الثاني برقم الجلوس
جمال شعبان يقدم نصائح لمرضى السكر خلال الصيام وهذا خطر
إنجاز جديد لطلاب الجامعة المصرية اليابانية في اختبار إجادة اللغة اليابانية
أيمن عبد العزيز: الزمالك يتعرض لظلم واضح ونريد العدالة
العراق يتنازل عن 256 مليون دولار من ديون موزمبيق لتوريد النفط