عمر نجيب: القومية الاقتصادية والحماية التجارية الصارمة معالم نظام عالمي جديد…. امتحان فعالية إستراتيجية الصدمة والترويع في غزة واليمن ولبنان وإيران
عمر نجيب
تسود حالة من عدم اليقين والترقب والقلق في العديد من مناطق العالم خاصة في الشرق الأوسط وأوروبا وشرق أسيا وكندا والمكسيك وأمريكا اللاتينية وحتى والولايات المتحدة الأمريكية بسبب التقلبات التي يرى اغلب المحللين أنها غير منطقية ولا تساير حتى ما تم التعهد به التي تشهدها السياسة الأمريكية بقيادة الرئيس ترامب الذي وصل عمليا إلى قيادة البيت الأبيض في واشنطن يوم 20 يناير 2025 بشعار جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى.
تعهد ترامب بإنهاء حروب واشنطن الأبدية وتفاخره بعد حوالي شهرين من ممارسته الفعلية قيادة الولايات المتحدة أنه لم يشعل حربا جديدة، سقط لأنه بدأ يوم السبت 15 مارس هجمات عسكرية جوية وصاروخية على اليمن توعد باستمرارها لأسابيع مما تحمل معه مخاطر توسع المواجهة إقليميا، وفي الشرق الأوسط طرح ثم سحب عدة مرات مشروع إخلاء غزة من سكانها وتهجيرهم إلى سيناء والأردن ثم إلى الصومال وأخيرا دول في غرب أفريقيا وفتح أبواب خزائن ومستودعات أسلحة أمريكا على مصراعيها لإسرائيل لتواصل حرب الإبادة في غزة، وبعد أن كسر محظور واشنطن بالتفاوض مباشرة مع حماس وترك لدى البعض انطباعا بأنه لا يجاري حكومة نتنياهو في كل مشاريعها التوسعية دعم توسعها عسكريا في سوريا ولبنان بل وأطلق العنان لمشاريع المخابرات المركزية القديمة الجديدة لتقسيم سوريا إلى دويلات طائفية وذلك بعد أن نسي خططه لسحب القوات الأمريكية من شرق الفرات.
وفي إيران يتنقل بين التفاوض مع طهران على برنامجها النووي ثم يوسع الأمر ليتضمن برنامج صواريخها وتسليحها وعلاقاتها مع الفلسطينيين واليمنيين وغيرهم، وفي نفس الوقت يفرض مزيدا من العقوبات السياسية والاقتصادية على إيران ويتوعد بمعاقبة الدول التي تتعامل معها وحتى مهاجمة سفنها في أعالي البحار، وبين هذا وذاك يبقي مشروع شن حرب على إيران لتدمير قدراته النووية والعسكرية.
في وسط شرق أوروبا حيث تدور حرب للناتو بالوكالة بين روسيا وأوكرانيا، تنتقل السياسة الأمريكية بين التخلي تارة عن كييف ووقف الدعم العسكري والإستخباري عنها وبعد أقل من 72 ساعة يلغى هذا التوجه ويعود التهديد بممارسة الضغوط.
واشنطن تفرض في الصباح ضرائب وتعريفات جمركية كبيرة على منتجات وسلع كندية ومكسيكية، وبعد ساعات يتم الغاؤها وبعد ساعات أخرى تجدد، نفس السلوك والتقلب يتم ممارسته مع الاتحاد الأوروبي. داخل الولايات المتحدة وفي نطاق تخفيض الإنفاق يأمر ترامب بطرد آلاف الموظفين ويضيفهم إلى طوابير العاطلين، ويسعى إلى خفض ميزانية البنتاغون التي تقترب من حدود الأف مليار دولار ولكنه يطلب من دول الناتو رفع ميزانياتها العسكرية إلى ما يساوي 5 في المئة من دخلها القومي.
تضغط واشنطن على العديد من حلفائها وأصدقائها ليشتروا أسلحتها وخاصة طائراتها اف -35 التي تكلف أكثر من 80 مليون دولار للطائرة الواحدة ثم تكشف أنها تتحكم الكترونيا في استخدام هذه الطائرات والأسلحة فتخاف دول وتتراجع عن الصفقات ويخسر المركب الصناعي العسكري الأمريكي مداخيل ضخمة والقوى العاملة وظائف.
يوم الثلاثاء 4 مارس وخلال ساعات قليلة خسرت الأسهم الأمريكية 3.4 تريليونات دولار من قيمتها ومحت مكاسبها منذ انتخابات ترامب للرئاسة.
تنسحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية، وهناك حتى اقتراح للخروج من الأمم المتحدة.
اعتبر عدد من الخبراء، أن تناقض رؤية الإدارتين الأمريكيتين الأخيرتين تجاه عضوية واشنطن بالمنظمات والاتفاقيات الدولية ينتج عنه فقدانها جزءا كبيرا من نفوذها الدولي، كما أنه يهز ثقة المجتمع الدولي بها، ويوفر فرصة لتمدد النفوذ الصيني فيها رغم أن هدف واشنطن الرئيسي المعلن هو تكريس كل طاقتها لمواجهة صعود بكين.
بالنسبة لكثير من الأمريكيين المحافظين كما يذكر محلل، يبدو ترامب “بطلا منقذا” في مواجهة وضع أمريكي متدهور، وتبدو قراراته وإجراءاته ضرورية لتحقيق شعاره الذي رفعه: “جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”، وهي إجراءات منهجية واعية، وليست مزاجية متخبطة مستفزة كما يتهمه خصومه.
كما أن اتخاذ نحو 200 قرار رئاسي وأمر تنفيذي خلال الأيام الأولى لولايته الرئاسية الثانية، يعكس بالنسبة لهم قدرته على الحسم ومواجهة التحديات ووضوح الرؤية، وحاجة الولايات المتحدة الماسة لشخصية مثله صاحبة قرارات ومستعدة لتحمل النتائج، إذ إن التدهور الداخلي بحسبهم أخذ في الاستفحال، بطريقة تجعل من علاجه بالوسائل الرتيبة التقليدية أمرا محكوما بالفشل.
مدرسة “القومية الشعبوية”، هي مدرسة العلاقات الدولية التي يتبناها ترامب للاستجابة لتحدي التراجع الأمريكي العالمي.
ولكن، هل يستطيع ترامب مواجهة التحديات ولعب دور “المنقذ”، أم أنه سيسرع من تدهور الوضع الأمريكي داخليا وخارجيا؟ وهل عقليته بما هي عليه، تصلح لتحسين الأمور أم تفجيرها؟.
الحرب الجديدة
يوم السبت 15 مارس 2025 أعلن الرئيس الأمريكي شن ضربات عسكرية على اليمن ردا على الهجمات على حركة الشحن الإسرائيلية في البحر الأحمر. وحذر ترامب الحوثيين من أنهم إن لم يتوقفوا عن شن الهجمات، “فستشهدون جحيما لم تروا مثله من قبل”.
وفي منشور عبر منصة تروث سوشيال، حذّر ترامب إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين، من استمرار دعمها للحوثيين، قائلا إنه إذا هددت إيران الولايات المتحدة، “فإن أمريكا ستحملكم المسؤولية الكاملة، ولن نكون لطفاء في هذا الشأن”.
والضربات، التي قال أحد المسؤولين إنها قد تستمر لأيام وربما لأسابيع، هي أكبر عملية عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط منذ تولي ترامب منصبه، وتأتي في الوقت الذي تصعد فيه الولايات المتحدة ضغوط العقوبات على طهران بينما تحاول جلبها إلى طاولة المفاوضات على برنامجها النووي.
وشن الحوثيون أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن منذ نوفمبر 2023، في حملة جاءت في إطار التضامن مع الفلسطينيين في الحرب التي تشنها إسرائيل على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس في غزة. فيما أعلن البيت الأبيض أن الحوثيين استهدفوا السفن الأمريكية أكثر من 300 مرة منذ سنة 2023.
وفي الوقت الذي تراجعت فيه المواجهات بين إسرائيل وكل من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس وجماعة حزب الله اللبنانية بعد 15 شهرا من المواجهات، وتمت فيه الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد من السلطة في 8 ديسمبر 2024، ظل الحوثيون في اليمن صامدين طوال تلك الفترة وواصلوا الهجوم في حملة أدت إلى شل ميناء أيلات وإلى تعطيل حركة الشحن العالمية نحو إسرائيل، مما أجبر شركات الشحن على تغيير مسارها إلى رحلات أطول وأكثر تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية.
وسعت الإدارة الأمريكية السابقة للرئيس جو بايدن إلى إضعاف قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن قبالة السواحل اليمنية، لكن إجراءاتها فشلت واضطرت إلى سحب حاملة طائراتها من خليج عدن والبحر الأحمر.
تعثر المفاوضات
يوم السبت 15 مارس 2025 صرح مسؤولون فلسطينيون لبي بي سي البريطانية بأن محادثات وقف إطلاق النار في غزة قد فشلت، مشيرين إلى وجود فجوات واسعة بين إسرائيل وحماس، رغم سلسلة من الاجتماعات مع الوسطاء القطريين والمصريين.
واتهمت الولايات المتحدة حماس بأن مطالبها غير عملية على الإطلاق في ردها على المقترح الأمريكي الأخير، بتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار حتى منتصف أبريل.
وكانت حماس قد عرضت الجمعة إطلاق سراح الأسير الإسرائيلي-الأمريكي عيدان ألكسندر الجندي في الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى رفات أربعة آخرين، إذا ما بدأت إسرائيل محادثات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب بشكل دائم وانسحاب القوات الإسرائيلية من المواقع الرئيسية في غزة.
ورفضت إسرائيل العرض الذي وصفته بأنه “ألاعيب وحرب نفسية”، على الرغم من موافقتها في البداية على أن يكون ذلك جزءا من المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار، كما تطالب بالإفراج عن المزيد من الرهائن والجثث، وترفض مغادرة ممر فيلادلفيا، الشريط الحدودي الفاصل بين غزة ومصر.
ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن مسؤول كبير في حماس قوله إن المحادثات التي طال انتظارها بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار يجب أن تبدأ يوم الإفراج، وألا تستمر لأكثر من 50 يوما.
وأضافت الصحيفة نقلا عن المسؤول الذي لم تسمه، أنه يتعين على إسرائيل التوقف عن منع دخول المساعدات الإنسانية والانسحاب من الممر الحدودي، موضحا أن حماس ستطالب أيضاً بالإفراج عن المزيد من السجناء الفلسطينيين مقابل الرهائن.
انحياز
في الولايات المتحدة وصف الرئيس الأمريكي ترامب مفاوضات وقف النار في غزة وإبرام اتفاق تبادل أسرى بأنها “معقدة للغاية”، معربا عن أمله في التوصل إلى اتفاق.
وفي تصريحات للصحافيين خلال مؤتمر صحافي مساء الأحد، ردا على سؤال حول ما إذا كان لديه أمل في إطلاق سراح المزيد من الرهائن، قال ترامب: “آمل أن تسير الأمور على ما يرام. نحن منخرطون بشكل كبير في المفاوضات المتعلقة بالرهائن وإسرائيل، وعلينا أن نرى ما سيحدث. إنه وضع معقد للغاية”.
وأضاف: “كراهية هائلة هنا بمستويات لم يشهدها أحد من قبل”، في إشارة إلى عمق الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين وانعكاساتها على الساحة الأمريكية مع تزايد التوتر جراء قمع السلطات الأمريكية للاحتجاجات في جامعة كولومبيا.
المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف رفض عرض حماس التي يرى أنها “تدعي” المرونة في العلن، “بينما تقدم سرا مطالب غير عملية بتاتا دون وقف إطلاق نار دائم”.
وقال بيان صادر عن مكتب ويتكوف، إن “حماس تراهن بشكل سيء للغاية على أن الوقت لصالحها، وهو ليس كذلك”، مضيفا أن الولايات المتحدة “سترد بما يتناسب إذا لم تلتزم حماس بالموعد النهائي”، مشيرا إلى أن ترامب كان قد تعهد بالفعل، بأن الحركة الفلسطينية “ستدفع ثمنا باهظا” لعدم إطلاق سراح الرهائن.
ومع ذلك، يرى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية “لن يكون هناك استئناف للحرب برغم ما يذاع عن أن إسرائيل تستعد لتوجيه ضربات نوعية” بعد انتهاء المهلة المحددة.
وأشار في حديث لبي بي سي إلى وجود “خلافات عميقة” داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، لاسيما الشاباك، تجاه رؤية نتنياهو للحل، لاسيما بعد أن ألقت الإدارة الأمريكية “حجرا في المياه الراكدة” بالتفاوض المباشر مع حماس، ما أزعج الجانب الإسرائيلي الذي يسعى إلى الاستمرار في المفاوضات “خوفا من أن تفرض الإدارة الأمريكية الحل من أعلى”.
وأضاف فهمي أن هذا الأمر الذي ربما يدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى القبول بسيناريو “نصف الحل” للتعامل مع المشهد، تخوفا من اتجاه الإدارة الأمريكية لفتح مسار تفاوض جديد مع حركة حماس.
في المقابل، أفاد المتحدث باسم حماس الدكتور عبد اللطيف القانوع، بأن وفد الحركة عاد إلى القاهرة الجمعة، و”يتابع المقترحات المطروحة لتثبيت وقف إطلاق النار”.
وأضاف في تصريحات للتلفزيون العربي أن الحركة “صنعت أجواء إيجابية في مسار المفاوضات الجارية، وتعاملت بمسؤولية عالية، وقبلت مقترح الوسطاء”، بإطلاق سراح ألكسندر، في “تعبير عن مرونتها وتعاطيها الإيجابي مع المقترحات التي يطرحها الوسطاء”.
وشدد القانوع على أن موافقة حماس على ذلك ليس بديلا عن المرحلة الثانية، بل تمهيد لمفاوضاتها، كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار والمفاوضات الجارية لإتمام مراحله الأخرى.
وترى حماس أن الإشكالية تكمن في إصرار نتنياهو على “المماطلة لإنقاذ مستقبله السياسي”، مؤكدة أنها لم تضع شروطا تعجيزية، وإنما لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وإلزام إسرائيل ببنوده بضمانة الوسطاء.
ورجح الدكتور طارق فهمي، أن تقبل حماس حاليا بـ”نصف حل وشبه خيار”، حيث ستتعامل مع المنطق السياسي بالإفراج عن عدد من الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الأمريكية.
وأكد في الوقت ذاته أن المفاوضات ماضية في إطارها، لكننا أمام عدة مسارات في هذا الإطار، أحدها الخاص بالمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ويتكوف، ومبعوث المفاوضات آدم بوهلر، اللذين يرى فهمي أنهما “يصبان في إطار واحد وهو المفاوضات على أرضية جديدة”.
وأضاف فهمي، المتخصص في الشأن الفلسطيني، أن الحديث الآن يدور عن “حلول جزئية بمفاوضات جزئية وأطر جزئية لتقليل الفجوة بين المرحلة الأولى والثانية”، وذلك بترحيل الاتفاق إلى ما بعد عيدي الفطر والفصح من ناحية، وهو ما تسوق له الإدارة الأمريكي في إطار “استراتيجية الأمر الواقع”.
من جهة أخرى، ردت الرئاسة الفلسطينية على ما ورد في بيان وزراء خارجية مجموعة السبع (G7) الصادر يوم الجمعة، مؤكدة أن الأفق السياسي المبني على حل الدولتين، هو الحل السياسي الذي يحقق السلام والاستقرار والأمن للجميع في المنطقة.
وكان بيان مجموعة السبع قد أشار إلى أن “وجود أفق سياسي للشعب الفلسطيني، يتحقق من خلال حل تفاوضي للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني” من دون ذكر لحل الدولتين.
عنف المستوطنين
يأتي ذلك في الوقت الذي تستمر فيه التوترات الضفة الغربية المحتلة، مع استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية لأكثر من شهر في طولكرم ومخيم جنين، اللتين شهدتا نزوح 20 ألف فلسطيني، أي ما يقارب 90 في المئة من سكان المخيم، وتفجير عدد من المنازل ومداهمات.
في الوقت نفسه، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، الجمعة من تصاعد عنف المستوطنين في بعض مناطق الضفة الغربية، ما يسبب خسائر بشرية وأضرارا في الممتلكات، ويعرض المجتمعات لخطر التهجير.
وأشار المكتب في تقريره اليومي، إلى تهجير عائلتين في منطقة نابلس، بينهما رضيع وطفل صغير، بعد أن أشعل مستوطنون النار في منزليهما.
وقال المكتب، إنه وثق على مدار العامين الماضيين، تهجير أكثر من 2000 فلسطيني في جميع أنحاء الضفة الغربية، بسبب تصاعد عنف المستوطنين.
كما أشار المكتب إلى أن القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية لا تزال تمنع آلاف المصلين الفلسطينيين من الوصول إلى الأماكن المقدسة.
على صعيد آخر، أدانت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، قرارا أوروبيا أمريكيا بحظر بث قناة الأقصى عبر الأقمار الاصطناعية.
وكانت قناة الجزيرة القطرية قد أفادت الجمعة بأن القمر الصناعي الفرنسي يوتلسات أوقف بث قناة الأقصى التابعة لحماس، بناء على قرار أوروبي أمريكي مشترك صدر عقب شكوى إسرائيلية ضد القناة.
وأفادت شبكة القدس أن القرار يتضمن فرض غرامات باهظة على أي قمر اصطناعي يستقبل بث القناة، بالإضافة إلى تهديدات بمواجهة تهم “رعاية الإرهاب” ضد إدارات الأقمار التي تستضيف القناة.
ولاحظت هيئة الرصد التابعة لبي بي سي أن القناة متوقفة عن العمل، بينما لا يزال موقعها الإلكتروني متاحا، ولا يزال رابط البث المباشر للقناة على الموقع يعرض البث المباشر.
جيش منهار وتحديات كثيرة
ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية يوم 13 مارس إن إسرائيل أصبحت خاضعة بشكل كامل للأجندة الأمريكية وتنفذ مطالب الرئيس الأمريكي بكل خنوع، وسط مخاوف من أن يلقى رئيس الوزراء نتنياهو المعاملة نفسها التي تلقاها زيلينسكي في البيت الأبيض إذا تجرأ على قول لا.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما كان يوصف بـ”شهر العسل” بين إدارة ترامب والحكومة الإسرائيلية قد انتهى، حيث تحطمت آمال تل أبيب في وجود شريك استراتيجي في البيت الأبيض.
ورحب نتنياهو بترامب كشخص يتخذ القرارات نيابة عنه، بدءا من فرض المرحلة الأولى من صفقة التبادل عبر مبعوثه ستيف ويتكوف، وهي خطوة لم يكن نتنياهو ليقوم بها.
وأفادت الصحيفة بأن الولايات المتحدة تجبر إسرائيل حاليا على تطبيق اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان الذي سبق أن وصفه نتنياهو بـ”اتفاقية خيانة واستسلام” حين وقعها يائير لابيد، ورغم تعهده بإلغائها إلا أن نتنياهو بات الآن يذعن لتنفيذها.
وأوضحت أنه عندما وافق نتنياهو على وقف إطلاق النار مع حزب الله اللبناني استسلم للرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، وتحول الآن إلى استسلام لترامب، وعمليا سيطبق نتنياهو الاتفاق الذي أنكره على لبيد بالضبط، وفقا للصحيفة.
وكانت يديعوت أحرونوت بتاريخ 6 مارس 2025، قد نشرت مقالا للكاتب يوسي يوشع بعنوان “جيش منهار وتحديات كثيرة تنتظر رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي الجديد”. ذكر فيه إنه “بعد تسعة أشهر من توليه منصبه، يترك رئيس الأركان المنتهية ولايته هيرتسي هاليفي وراءه جيشا يتصارع مع أحلك لحظاته، وسوف يحتاج رئيس الأركان الجديد إيال زامير إلى التعامل مع مؤسسة ممزقة واستعادة الثقة العامة التي تآكلت بشكل كبير بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023”.
ويوضح الكاتب أن “فترة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي المنتهية ولايته هرتسي هاليفي ليست الأقصر في تاريخ جيش الدفاع الإسرائيلي، ولكنها الأكثر إيلاما”، إذ بدأت فترته كما يقول يوشع “بوعد عظيم، وضع على أكتاف شخص كان معروفا بالعظمة قبل وقت طويل من وصوله إلى هيئة الأركان العامة، ومع ذلك، انتهى الأمر بأشد فشل عسكري في تاريخ إسرائيل”.
نهج الوصاية
قال أستاذ العلاقات الدولية الإسرائيلي، البروفيسور يوسي شاين، إن الرئيس ترامب، يعتبر الكيان دولة واقعة تحت الوصاية، وإسرائيل تتقبل ذلك بخنوع، وعمليا، اختارت حكومة نتنياهو تبني نهج (الوصي – ومن تحت الوصاية) كاستراتيجية قومية، وأن تخضع للوصي عليها، لم تعد هناك دبلوماسية، أو سياسة مستقلة، نحن ننتظر ما سيقوله ترامب، أو توجيهات من مبعوثه الخاص ويتكوف.
وتابع في مقال نشره على موقع القناة الـ 12 بالتلفزيون العبري يوم 12 مارس “يردد نتنياهو وشركاؤه المعزوفة التالية: ترامب يحمينا من إيران، ويمكن أن نتفرغ لاغتيال الأعداء من الداخل: أولا، رئيس الشاباك ورئيس المحكمة العليا والمستشارة القضائية للحكومة”.
وأردف في مقاله، الذي نقلته للعربية مؤسسة الدراسات الفلسطينية: “ترامب أيضا لا يتعامل مع حلفاء آخرين على أنهم شركاء في القيم، إنما كجهات يتم دعمها، ويجب أن تكون شاكرة. إنه يحترمهم ما داموا يأكلون من يد السيد، وأحيانا، من أحد أتباعه”.
وشدد على أنه “هكذا يفكر ترامب. والأغلبية الأمريكية تصفق للإمبراطورية التي تفرض الضرائب، بشرط ألا تنهار البورصة. يعتقد ترامب أن أمريكا فقط هي المهمة، والوحيدة، ومن دونها، لا وجود للعالم، ولا غنى عنها والحلفاء ليسوا سوى ملحقين موقتا، وفي حال لم يكونوا شاكرين، فإنهم لا يستحقون الدعم، ستتم معاقبتهم كالأولاد، ويجلسون بخجل أمام الأهالي خلال المحاضرات الأخلاقية”.
ورأى أن “ترامب يمكِن أن يتحول من وصي إلى عدو في أي لحظة استفزاز، مثل المافيا، وهذا النهج في التعامل مع الحلفاء، عبر الوصاية – المافياوية، يكسر كليا البنية التاريخية القيمية للغرب. إن هذه الوصاية تسمح بصفع الولد وإذلاله، ثم منحه حضنا صغيرا، وبعدها الاستخفاف به، وتسمح أيضا بتوزيع الشهادات الجيدة على الإنجازات، ومعاقبة الولد والإشارة إلى أنه يتوجب عليه دائما إبداء الاحترام للوالد الكبير، ترامب”.
ولفت إلى أنه “في عهد ترامب، انهيار إسرائيل وشيك دائما. صحيح أنهم يمدحون دولة الابتكار، لكنهم يفهمون أيضا أنه يمكن أن يتم احتلالها وتشتعل بالنار خلال ساعات، إن لم تصل أمريكا للمساعدة. الدولة تحت الوصاية تستجدي، وتشرح أن أعداءها في المنطقة هم أعداء أمريكا، وستصل الأمور إلى الشكر على محاربة ترامب لمعاداة السامية في الجامعات الأمريكية، وأيضا على سياساته ضد اليهود الليبراليين الخونة”.
واختتم: “إن صهيونية بايدن التي أنقذتنا بعد السابع من أكتوبر، نسيت. إذا، ماذا ينتظرنا؟ النتيجة هي استمرار هدم الرواية الصهيونية الليبرالية الرسمية، وكراهية إسرائيل في أوساط كثيرة تنتظر نهاية ولاية ترامب، سيتذكرون أننا صوتنا ضد أوكرانيا، ومصر ستتذكر أننا عاملناها باستخفاف، وسيعاني اليهود جراء مزيد من موجات الكراهية. لكن المهم الآن، هو أن الأب ترامب يحافظ علينا في الأزمة المقبلة، من دون إستراتيجية، ومن دون تعريف للهوية الإسرائيلية. وبعد أن يذهب ترامب؟ لا، سيبقى لدينا عامان إضافيان”.
انتشار السلاح النووي
في الوقت الذي تقارن فيه بعض الأوساط بين صراع واشنطن قبل سنوات وفي عهد ولاية ترامب الأولى مع كوريا الشمالية على سلاحها النووي والخلاف الحالي حول نووي إيران، أكدت مجلة “فورين بوليسي” في تحليل لها خلال الثلث الأول من شهر مارس 2025 أن تصرفات إدارة ترامب، أججت حالة من انعدام الأمن في جميع أنحاء العالم.
وأضافت نحن على شفا تحول عالمي نحو عدم الاستقرار النووي، حيث ستحفز دول عديدة على بناء ترساناتها الخاصة، مما يزيد من خطر الاستخدام النووي، والتخريب الإرهابي، والإطلاق العرضي. دول مثل كوريا الجنوبية واليابان وإيران والمملكة العربية السعودية تعتبر جميعها دولا نووية كامنة، ويمكنها بناء أسلحة نووية بسرعة – وكذلك ألمانيا وبلجيكا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا.
من المهم أيضا أن تدرك الدول التي يحتمل أن تطور أسلحة نووية أن امتلاكها للأسلحة النووية قد لا يزيد من أمنها.
حتى بعيدا عن احتمال وقوع حوادث نووية ومخاوف التصعيد غير المقصود، فإن امتلاك الأسلحة النووية لا يؤدي بالضرورة إلى بيئة أمنية أكثر استقرارا أو سلما.
تثبت تجربة الهند وباكستان أن الحروب التقليدية والعمليات العسكرية والهجمات شبه التقليدية لا تزال واردة بين الدول المجاورة المسلحة نوويا. وينطبق هذا على سبيل المثال على بولندا النووية ضد روسيا وكوريا الجنوبية النووية ضد كوريا الشمالية.
لقد أججت تصرفات إدارة ترامب حالة من انعدام الأمن في جميع أنحاء العالم. ونتيجة لذلك، أصبح العالم أكثر خطورة بكثير مما كان عليه قبل بضعة أسابيع.
ضمان السيادة
جاء في تقرير نشرته بلومبرغ نهاية سنة 2024:
أعاد الصراع المتزايد بين إيران وإسرائيل تسليط الضوء على الطموحات النووية للبلاد، وما إذا كانت تقترب من القدرة على تطوير سلاح نووي.
في السنوات الأخيرة، بدأت إيران في تعزيز إنتاج المواد القابلة للانشطار بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي كانت بموجبه طهران تقلص أنشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات. واليوم، قد تتمكن من إنتاج كمية كافية من اليورانيوم المخصب لتصنيع قنبلة نووية في أقل من أسبوع. ومع ذلك، لا تزال بحاجة إلى إتقان عملية تحويل هذا الوقود النووي إلى سلاح فعال قادر على استهداف أهداف بعيدة.
يقدر مراقبون أن ساسة إيران وبعد تجارب العراق وليبيا في الرضوخ للضغوط الأمريكية ادركوا أن السلاح النووي هو الضمانة الضرورية للحفاظ على سيادة بلادهم رغم نفيهم السعي لصنع قنبلة نووية
يوم الاربعاء 12 مارس 2025 رفض الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي فكرة إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن اتفاق نووي في وقت وصلت فيه رسالة من الرئيس الأمريكي تدعو إلى مثل هذه المحادثات.
وقال ترامب قبل أيام إنه بعث برسالة لخامنئي تقترح إجراء محادثات بشأن اتفاق نووي، محذرا من تبعات عدم الاستجابة لذلك. وأضاف “هناك طريقتان للتعامل مع إيران، عسكريا أو من خلال إبرام اتفاق” يمنع طهران من امتلاك أسلحة نووية.
وسلم أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات الرسالة لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يوم الأربعاء.
وبالتزامن مع اجتماع عراقجي وقرقاش، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن خامنئي قال لمجموعة من طلاب الجامعات إن عرض ترامب لإجراء محادثات “خداع يهدف إلى تضليل الرأي العام”.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن خامنئي قوله “عندما نعلم أنهم لن يلتزموا، فما جدوى التفاوض؟ وبالتالي، فإن الدعوة للتفاوض… هي خداع للرأي العام”.
وقال خامنئي إن التفاوض مع إدارة ترامب، التي قال إن مطالبها مبالغ فيها، “سيؤدي إلى استمرار العقوبات وزيادة الضغوط على إيران”.
وانسحب ترامب في 2018 من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين إيران وقوى عالمية وأعاد فرض عقوبات على طهران. وردت طهران بالتخلي عن التزاماتها النووية بعد عام.
وقال خامنئي، صاحب القول الفصل في شؤون الدولة، إن طهران لن تجبر على التفاوض “بمطالبات مبالغ فيها” وتهديدات.
استعادة قوة الردع
جاء في معلومات واردة من العاصمة الألمانية برلين نقلا عن مصادر رصد أن تقديرات المخابرات الغربية عن أن عمليات تصفية قادة حزب الله وتوغل قوات إسرائيلية في بعض أرجاء جنوب لبنان وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين بيروت وتل أبيب نهاية سنة 2024 ثم سقوط حكم البعث في دمشق، أدت إلى شل قدرات حزب الله اللبناني لم تتحقق وأن الحزب استعاد أغلب قدراته وهو على وشك اتخاذ قرار بالعودة إلى الحرب ضد إسرائيل إذا تطلبت الظروف ذلك.
يوم الأحد 9 مارس أكد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، رفضه التخلي عن سلاح الحزب، وفي مقابلة تلفزيونية على قناة “المنار”، أكد قاسم أن “رئيس الجمهورية اللبنانية تحدث عن حصرية السلاح، ونحن أيضاً مع حصرية السلاح بيد قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني لضبط الأمن والدفاع، ولسنا ضد أن يكونوا هم المسؤولين. نرفض منطق الميليشيات ونرفض أن يشارك أحد الدولة في حماية أمنها، لكن نحن لا علاقة لنا بهذا الموضوع، نحن مقاومة”.
في واشنطن اعتبر هذا التصريح تجاهلا واضحا لالتزامات الدولة اللبنانية وتعهداتها الرسمية، بما في ذلك اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، الذي وافق عليه الحزب عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري والحكومة اللبنانية.
فيما يخص الموقف الحكومي من مسألة نزع سلاح حزب الله، صرح نائب رئيس مجلس الوزراء، طارق متري، في حديث مع “الحرة”، يوم الاثنين 10 مارس، بأن “الحكومة لم تحدد بعد متى وكيف سيتم نزع سلاح حزب الله، وأن الشرط الأساسي لفرض سيطرة الدولة هو تمكين الأجهزة العسكرية وتعزيز قدراتها”.
كما أكد أنه “عند الخوض في نقاش استراتيجية الأمن القومي، يتم البحث في مسألة السلاح ومستقبله. لكن من المستحيل أن يكون لدينا جدول زمني محدد أو ادعاء بإمكانية نزع سلاح حزب الله بالقوة”.
يذكر أنه في 14 يناير 2025 أكد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة أن حزب الله لا يزال يشكل “تهديدا خطيرا لإسرائيل واستقرار المنطقة”، مشيرا إلى أن الحزب “يسعى لإعادة بناء قوته بدعم من إيران”.
وذكرت “إذاعة أوروبا الحرة” في تقرير لها أن داني دانون كتب يوم الاثنين 13 يناير، في رسالة وجهها إلى مجلس الأمن الدولي: “رغم التراجع الكبير في القدرات العسكرية لحزب الله خلال الحرب الأخيرة، فإنه الآن يحاول إعادة بناء قوته والتسلح مجددا بمساعدة إيران”.
وذكر دانون بأن إسرائيل وحزب الله توصلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما في 28 نوفمبر، بعد 15 شهرا من المواجهات التي تصاعدت بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، وذلك بوساطة الولايات المتحدة.
وكالة “أسوشيتد برس” تحدثت في 12 يناير عن دعم مالي تقدمه إيران لإعادة بناء المنازل المتضررة في لبنان، مشيرة إلى أن حزب الله بدأ بتوزيع أموال على سكان جنوب لبنان.
ووفقا للوكالة، قام حزب الله بتشكيل 145 فريقا لإعادة الإعمار، تضم أكثر من 1200 شخص، وتم تكليفهم بتعويض الأضرار.
وأكد مواطنون لبنانيون تحدثوا إلى “أسوشيتد برس” أنهم تلقوا مبالغ مختلفة من حزب الله، تراوحت بين 200 دولار وحتى 14 ألف دولار كتعويض.
كما ذكرت وكالة “رويترز” أن وكالات الاستخبارات الأمريكية حذرت مؤخرا من احتمالية أن يبدأ حزب الله في استعادة قدراته وإعادة بناء قوته، ووصفت ذلك بأنه “تهديد طويل الأمد لواشنطن وحلفائها الإقليميين”.
انهيار النظام العالمي
بينما يرى أنصار ترامب أنه لا يمكن إعطاء تقدير موضوعي عن مدى فعالية سياسته إلا بعد مرور أشهر على توليه السلطة يختلف آخرون مع ذلك.
صحيفة الإندبندنت البريطانية قالت إنه في خضم البحث عن مستقبل الولايات المتحدة، يصر حلفاء ترامب على ضرورة الحكم عليه “من خلال أفعاله وليس أقواله”، ولكن – بحسب الصحيفة – “شهدنا الآن ما يكفي من الأفعال لفهم ما يعنيه كل ذلك”.
الصحيفة التي عنونت مقالها بـ”في عهد ترامب، ينهار النظام العالمي الذي ساعدت أمريكا في بنائه”، تقول إن “قطع أحجية ترامب واضحة بما يكفي للكشف عن الصورة الأكبر – وهي صورة صادمة ومهمة لدرجة أن قِلة من الناس يجرؤون على التحدث عنها”، موضحة أنه “إذا جمعنا بين تصرفات ترامب، والرواية التي يروج لها، والمطالب التي يفرضها الآن، فسوف تظهر رؤية مقلقة. إذ اختفى أي شعور بالواجب الوطني لدعم أو إصلاح النظام العالمي”.
ويشير المقال إلى ما سماها “الترامبية”، وهي ما يقول إنها مزيج “من القومية الاقتصادية والحماية التجارية الصارمة، تطبق عبر المواجهة، سواء مع الحلفاء أو الخصوم. وتستند إلى الاعتقاد بأن المصلحة الذاتية تأتي في المقام الأول، وأن أمريكا يمكنها التصرف دون عواقب”، لكن ذلك لن يحدث، بحسب الصحيفة، التي تشير إلى أن رؤية ترامب لـ “فجر عصر جديد حيث تعتمد الدول على نفسها”، هي رؤية للتخلي عن النظام الدولي القديم.
وتفسر الصحيفة أنه في هذه الرؤية يعاد توزيع القوة من خلال مجالات النفوذ الإقليمية، فيما وصفته بعالم من الفوضى، حيث يحكم عدد قليل من الوحوش المهيمنة أراضيهم بقوة. وبموجب هذا المنطق، تقع غرينلاند وبنما تحت سيطرة أمريكا، فيما تركت أوكرانيا لروسيا بحسب وجهة نظر الصحيفة.
ويرى المقال أنه “على الرغم من ميل الولايات المتحدة تاريخيا إلى العزلة، إلا أنها عملت منذ فترة طويلة على موازنة هذا الاتجاه بالالتزام بالأمن العالمي والتجارة الحرة.
وتختم الإندبندنت مقالها بالقول: “إننا نشهد نقطة تحول في التاريخ، وكلما طالت مدة إنكارنا لهذه التجربة السياسية الخطيرة التي تجري في أمريكا، قل الوقت المتاح لنا للرد”.
عمر نجيب
[email protected]
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم:
مروة ناجي تبدع بـ أم كلثوم في حفل جماهيري كامل العدد بلبنان
سعر الدولار اليوم السبت 8-3-2025 في البنك المركزي المصري
وزير البترول يبحث خطط شركة شيفرون لزيادة استثماراتها في مصر
الهلال يواصل نزيف النقاط بتعادل أمام الرياض
ما الذي دفع «غير النفطية» للنمو 4.3 % في 2024؟ - أخبار السعودية
اتحاد شركات التأمين يوصي بتطوير المنتجات وتعزيز التثقيف السلوكي للعملاء
حمزة علاء يحسم الجدل حول رحيله عن الأهلي
مخرج مهم لأزمة تهدد العالم كله والسر في بريكس.. إيه بدايل مصر للهروب من تبعات رسوم ترامب الجمركية؟
وزير الإسكان بعلن إطلاق التيار الكهربائي بآخر موزع في منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية