قد يهدد البشرية.. مجموعة باحثين تكتشف فيروس كورونا جديدًا في الخفافيش

كتب- محمد أمين

اكتشف علماء في البرازيل فيروسًا جديدًا من عائلة كورونا في الخفافيش، يحمل تشابهًا وراثيًا مع الفيروس المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS).

ويُعد هذا الاكتشاف الأول من نوعه في أمريكا الجنوبية لفيروس وثيق الصلة بفيروس كورونا المرتبط بـ MERS. لكن، هل يشكل هذا الفيروس خطرًا على البشر؟ هذا ما سنتعرف عليه في التقرير التالي، وفقًا لما أورده موقع “تايمز ناو” و”سكاي نيوز عربية”.

وأشار الباحثون إلى أن التجارب المخبرية لتحديد إمكانية انتقال الفيروس إلى البشر ستُجرى في وقت لاحق من هذا العام.

هل هناك دليل على إصابته للبشر؟

وصرّح العلماء بأنه لا يوجد حتى الآن دليل قاطع على قدرته على إصابة البشر، لكن تم العثور على أجزاء من بروتين “سبايك” في الفيروس، ما يشير إلى احتمال تفاعله مع المستقبلات الخلوية التي يستخدمها فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، والذي تم اكتشافه لأول مرة في السعودية عام 2012.

من جانبها، أوضحت برونا ستيفاني سيلفريو، الباحثة الرئيسية في الدراسة المنشورة بمجلة علم الفيروسات الطبية، أن التجارب المخبرية ستُجرى في هونغ كونغ خلال العام الجاري.

وأضاف العلماء أن التسلسل الجيني للفيروس الجديد يشبه جينوم فيروس MERS-CoV بنسبة 72%، وهو ما يعزز الحاجة إلى مزيد من الأبحاث حول مخاطره المحتملة.

دراسات إضافية

وأكد الباحثون أنهم سيُجرون دراسات إضافية في مختبرات عالية الأمان البيولوجي بهونغ كونغ خلال هذا العام، وذلك لتقييم مدى خطورة الفيروس على البشر.

وفي هذا السياق، صرّح الدكتور ريكاردو دورايس كارفاليو، أحد مؤلفي الدراسة، بأن “هذه المراقبة الدورية تساعد في تحديد الفيروسات المنتشرة وتقييم مخاطر انتقالها إلى الحيوانات الأخرى، وربما إلى البشر أيضًا”.

وقد شملت الدراسة تحليل 423 عينة مأخوذة من الفم والمستقيم لـ16 نوعًا مختلفًا من الخفافيش، وتم تحديد سبعة فيروسات تاجية في خمس من العينات التي جُمعت من خفافيش في مدينة فورتاليزا، شمال شرق البرازيل.

وكشفت النتائج أن الفيروس الجديد يشترك في سمات وراثية مع سلالات MERS-CoV المكتشفة لدى البشر والإبل.

إعادة تركيب جيني داخل الفيروس

كما أظهرت الأبحاث أدلة على حدوث إعادة تركيب جيني داخل الفيروس، وهي عملية تساهم في تنوعه الجيني وظهور سلالات جديدة.

وأكد العلماء أن هذه النتائج تسلط الضوء على التنوع الجيني الواسع لفيروسات كورونا، وأهمية الاستمرار في مراقبة الخفافيش بوصفها مستودعات طبيعية لهذه الفيروسات الناشئة.

وفي هذا الإطار، شدد الدكتور دورايس كارفاليو على ضرورة تعزيز المراقبة الوبائية للخفافيش، نظرًا لدورها الحيوي في انتشار الفيروسات الجديدة.

وتؤكد الدراسة أن الخفافيش تظل مصدرًا رئيسيًا للفيروسات الناشئة، ما يستدعي مزيدًا من الأبحاث لمتابعة تطور هذه الفيروسات وتقييم مخاطرها على الصحة العامة.

close