سميحة المناسترلي ترصد بعض ايجابيات دراما رمضان 2025

 

رصدا لبعض من إيجابيات دراما رمضان ٢٠٢٥م، قالت الكاتبة والباحثة الثقافية سميحة المناسترلى، إن هناك علامات مبشرة في اختيار بعض من النصوص الرمضانية هذا العام – هذا لا ينفي استمرار تراجع في مضمون البعض الآخر – دلالة على ان العملة الأصيلة بدأت تأخذ طريقها في إزاحة العملة الرديئة، من على ساحة الدراما الرمضانية، بالطبع جاء هذا استجابة للمطلب الجماهيري من المشاهد السوي، والأقلام الشريفة التى ظلت، ومازالت تعارض المنتج الردئ، بعد ما تسبب فيه من تأثير سئ وكارثي على المجتمع، خاصة على الأطفال، وأجيال المستقبل، داخل الأسرة والمدارس، وفي الشارع والنوادي وغيره، مما أدى إلى انتشار الجرائم بأنواعها، وكيفية تعاطي المخدرات، التقليل من احترام الكبير، والاستهانة بالقدوة والسلوكيات القويمة المتوارثة التى تحث عليها جميع الأديان، والرسالات الربانية والمجتمعات المتحضرة.

وتابعت : ظهرت بشائر الإستجابة في ما نشاهده من عملية تطعيم وتنوع للمنتج الدرامي في رمضان ببعض الأعمال الدرامية التى تحاكي الواقع المجتمعي، ذكرت منها سابقا دراما “وتقابل حبيب” الذي تصدر التريند وهو مازال على رأس القائمة في بداية النصف الثاني من رمضان، اليوم نسلط الضوء على بعض الأعمال الكوميدية مثل: رجوع النجم محمد هنيدي للشاشة الصغيرة بمسلسل “شهادة معاملة أطفال” بفكرته الكوميدية التى تحتوي على المواقف الساخرة التى تتوافق مع احتياجات المشاهد النفسية والمعنوية اليوم، تأليف محمد سليمان عبد المالك، ومن إخراج سامح عبد العزيز بطولة صبري فواز – سما ابراهيم – نهى عابدين – محمود حافظ – وليد فواز- ألحان مهدي- خالد أنور- نهى صالح وإلهام وجدي- وبمشاركة الفنان أشرف زكي – هناء الشوربجي- علاء مرسي – مصطفى الرومي- محمد لطفي- محمد رضوان – ياسر علوان – عبد الله مشرف – ومجموعة كبيرة من الفنانين والوجوه الجديدة من الصعب حصرهم هنا، مما يبشر برجوع نخبة رائعة من الفنانين افتقدهم الجمهور بالسنوات الأخيرة ( وهذا يحسب لصالح الإنتاج والقائمين على العمل).

واستكملت المناسترلي حديثها قائلة : نأتي للمسلسل الكوميدي والذى تم عرضه بالنصف الأول من رمضان بنجاح شديد بالرغم من أنه سبق عرضه على شاشة إم بي سي مصر 2024م، الفكرة تمس الواقع المصري وأزمة عاملات المنازل والمربيات، وما يواجهه الزوجان من مساخر في تعاملهم مع المربيات باختلاف جنسياتهم سواء كن مصريات أو أجنبيات، في مواقف وتنوع ساخر، ونجد توافق بين الخط الدرامي لحياة الزوجين، وتباين المواقف بالعمل، وشخصية الصديق صانع المتاعب بالعمل كأطباء شرعيين، وطموح الزوجة في دخول مجال التمثيل، وتمسك الأم بعدم سفر ابنها للخارج، دارت الأحداث في مناخ أسري محبب صانع بهجة للمشاهد، والمسلسل بطولة هشام ماجد – أسماء جلال – مصطفى غريب – شيرين – سلوى محمد على – محمد عبد العظيم – انتصار وغيرهم، تأليف وإخراج خالد دياب .

وأشارت الكاتبة سميحة المناسترلي، إلى أنه هناك عودة مجددة للثنائي “ايمي سمير غانم” و”حسن الرداد” وحلقات “عقبال عندكم” مجتمعان بعد غيبة لعدة سنوات، مواقف كوميدية منفصلة متصلة، تأليف أحمد سعد والي وعلاء إسماعيل، إخراج علاء إسماعيل، وهو يعتمد عى مواقف ومطبات ساخرة بين الثنائي كان من الممكن أن يكون أقوى وأكثر ترابطاً كفكرة، وبعيداً عن افكار النصوص المتكررة وإحقاقاً للحق علينا أن نرصد الأداء المتفوق لنخبة من النجوم في بعض الأعمال الرمضانية هذا العام، وأولهم النجم” ماجد المصري” بأدائه المتفرد، و” إدوارد” أداء مبهر لنمط جديد في مسلسل “إش إش” رغما عن ما تلاقيه الحلقات من أراء سلبية وتحفظات من جمهور المشاهدين لسوء اختيار الفكرة بهذا الشهر الكريم، أيضاً كان هناك فرصة لأداء أقوى وأكثر احترافية من نخبة الأسماء اللامعة المشاركة، ولكنها للأسف أخذت مسار لم يعد مقبولا لدى المشاهد المصري .

وأكدت المناسترلي على تطور أداء النجم “مصطفى شعبان” في “حكيم باشا” بصورة أكثر نضوجاً وتعمقاً للشخصية والأداء القوي، والتنافس المتصاعد مع” سهر الصايغ” التى تفوقت على نفسها في أداء قوي ذكرنا بنجوم الزمن الجميل، يتسم بعظمة الأداء للشخصية الناقمة الشرسة التى تتغذى على حب السيطرة والتحكم بالآخرين، وأمتاز العمل بأداء احترافي محبب من خلال النخبة المشاركة، فهو عمل تجتمع حوله الأسرة المصرية وتستمتع به بلا حرج، تأليف محمد الشواف وإخراج أحمد خالد .

ووجهت المناسترلي التحية والتقدير للنجم “محمود حميدة ” على أدائه المتميز في مسلسل ” أولاد الشمس ” والوجوه الشابة أحمد مالك – طه دسوقي- معنز هشام، تأليف إيهاب طارق ومن إخراج شادي عبد السلام، ويتميز المسلسل بتجسيد حدث من الواقع مع إضافات للحبكة الدرامية، حيث عايشنا منذ فترة قريبة بعض المخالفات الكارثية داخل بعض الملاجئ والمشاريع الخيرية، وتم فضح ومحاكمة المسئولين عنها، وهو مضمون محترم بذل الجميع جهداً واضحاً لتجسيد مثل هذه المآسي، ومن الجيد أن يتعايش معها ويعيها المجتمع من خلال الدراما الجيدة .

وأكدت الكاتبة سميحة المناسترلي، أن شركات الإنتاج استجابت لرغبة الجماهير في الإرتقاء بالمنتج المعروض والمؤثر على وجدان ملايين المشاهدين، وأن رصدها لدراما رمضان 2025م، من خلال انتقاء بعض النماذج فقط نظراً لكثرة الكم المعروض، لافتة إلى أن الدراما عنصر جاذب قوي ويمتاز بسرعة التأثير على فكر وسلوكيات المجتمع، كسلاح وأداة توجيه جمعي خطيرة، وعلينا استخدامها لإنارة العقل، وتعديل السوكيات والحفاظ على استقرار المجتمع فكريا، وأمنياً بزرع الإنتماء، والمحافظة على القيم، والموروثات التى تقوم عليها نهضة الدول وتقدمها وليس العكس، لذا كان هناك استجابة جيدة من جهات الإنتاج المحترمة في استرجاع ما يراه نافعاً للمشاهد والمجتمع ككل، وتمنت المزيد من الإنتاج الراقي الهادف طوال العام .

ونوهت المناسترلي إلى أنه بالرغم من رصد إيجابيات الدراما الرمضانية هذا العام – على مستوى النماذج الراصدة لها- فهناك ملحوظة هامة وهي غياب المشهد التاريخي الكارثي لحرب الإبادة بغزة، وتداعياته التى يرصدها العالم على مدار الساعة، متمنية أن يكون لها هناك مكان في باقى الأعمال الرمضانية ولو من خلال حوار أو بعض لقطات كواقع حقيقي نعيشه فعليا .

close