رسميًا.. أوروبا تقترب من تأمين 79% من مخزونات الغاز تمهيدًا للاستغناء عن روسيا 2025

تمكنت أوروبا من تحصين نفسها بتأمين 79% من مخزونات الغاز الطبيعي استعدادًا لفصل الشتاء، رغم التراجع الحاد في الإمدادات الروسية، مما يعكس مدى مرونة السوق الأوروبية في مواجهة التحديات المتعلقة بقطاع الغاز الطبيعي في أوروبا.

خطط واضحة لتقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي في أوروبا

تسير أوروبا بخطى ثابتة نحو الاستغناء عن الغاز الطبيعي الروسي بحلول ديسمبر 2027، حيث أوقفت التوقيع على عقود جديدة للغاز الطبيعي المسال منذ صيف 2026، وتعمل على تجنب الاعتماد على مرور الغاز عبر أوكرانيا. وقد صادق البرلمان الأوروبي في أبريل الماضي على إجراءات تسمح للدول الأعضاء بمنع واردات الغاز الطبيعي المسال الروسية، عبر منع الشركات الروسية من حجز مساحات تخزين في البنية التحتية الخاصة بالغاز الطبيعي في أوروبا، ما يعزز من استقرار سوق الغاز الطبيعي الأوروبية ويحد من تدخلات موسكو.

اتفاقيات الغاز الطبيعي في أوروبا مع الشرق الأوسط لتعزيز المخزون

شهدت أوروبا تقدمًا ملموسًا في تأمين الغاز الطبيعي إقليميًا؛ حيث وقّعت في أكتوبر 2023 قطر ثلاث اتفاقيات طويلة الأمد لتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى فرنسا وهولندا وإيطاليا لمدة 27 عامًا تبدأ من عام 2026. وازداد حجم الغاز الطبيعي المسال المرسل إلى الشبكة الأوروبية ليصل إلى نحو 107 تيراواط/ساعة خلال الشهر الحالي، بزيادة بنسبة 58% مقارنة بالعام الماضي، مما يمثل خطوة عملية كبرى في تقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي في أوروبا، وتأكيدًا على نجاح الاستراتيجيات الأوروبية للتنويع.

تراجع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا مع تحديات سوق الغاز العالمي

شهدت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا انخفاضًا بنسبة 8% خلال الشهر الجاري، لتصل إلى نحو 33.90 يورو لكل ميجاواط/ساعة حسب مؤشر TTF الهولندي، وذلك نتيجة لزيادة تدفقات الغاز الطبيعي المسال وتهدئة التوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل، بالإضافة إلى ثقة الأسواق في تحقيق أهداف التخزين لمخزون الغاز الطبيعي في أوروبا. رغم ذلك، فقد حدّت عوامل مثل تراجع إنتاج طاقة الرياح وارتفاع الطلب على التبريد في ظل ارتفاع درجات الحرارة من انخفاض الأسعار بشكل أوسع. أما على الصعيد العالمي، فيتوقع أن يعاني سوق الغاز الطبيعي المسال من عجز مقداره 1.7 مليون طن هذا الشهر، خاصة مع الضغوط التي تواجهها الصين المستورد الأكبر في آسيا، جراء انخفاض أسعار الإنتاج المحلي واستمرار تدفقات الغاز عبر خطوط الأنابيب، مما يزيد من صعوبة تنافسية الغاز الطبيعي المسال على المستوى العالمي.