شجرة دائمة.. «الأوقاف» تطلق موضوعاً لافتاً لخطبة الجمعة المقبلة

إن خطبة الجمعة التي أعلنت عنها وزارة الأوقاف بعنوان «إِنَّ مِن الشَّجرِ شجَرةً لا يسقُطُ ورقُها» تركز على تعزيز الفكر وتنميته، خصوصًا الفكر النقدي، كوسيلة أساسية لإبداع المسلمين وتطوير مجتمعاتهم، حيث تتجسد هذه الفكرة من خلال تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم للمسلم بالنخلة التي لا تتوقف عن العطاء ولا يسقط ورقها.

تعزيز الفكر النقدي في خطبة الجمعة وكيفية تنميته

تركز خطبة الجمعة على أهمية الفكر النقدي كأداة لتنمية العقول في المجتمع الإسلامي، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم معلمًا للأفهام ومربيًا للأنام، يحث على الاجتهاد والتفكير المستقل، مما يجعل من العصف الذهني وسيلة فعالة لتحفيز الإبداع والتمييز بين الحق والباطل. من خلال تشبيه النبي للنخلة التي لا يسقط ورقها، يبرز الخطاب قيمة الاستمرارية في الخير والاجتهاد، ويؤكد على ضرورة غرس حب التفكير في أجيالنا ليصبح نهج حياة لا ينقطع.

موضوع خطبة الجمعة ودور حفظ النفس في بناء المجتمع

بينت خطبة الجمعة أن حفظ النفس مسؤولية عظيمة على كل فرد، تستند إلى النصوص الشرعية التي تحذر من التسبب في الهلاك سواء كان ذلك عن طريق الانتحار أو الإهمال أو السلوكيات المتهورة التي قد تؤدي إلى زعزعة أمن الفرد والمجتمع. كما أوضحت أهمية الحرص على الصحة الجسدية والنفسية والعقلية، وتأصيل مبدأ «لا ضرر ولا ضرار» كأساس لصون النفس من المخاطر المحدقة والمخفية، لتكون حياة المسلمين حافلة بالرقي والتوازن والنجاح في الدنيا والآخرة.

دور الحوار الهادئ والتفكير المنضبط في تحقيق رسالة خطبة الجمعة

تُبرز الخطبة كيف أن الدين الحنيف يحث على الحوار الهادئ والتفكير المنضبط كأساس في بناء الفرد والمجتمع، مستشهدة بمثال أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم مع الشاب الذي وعاه تجاهله للشهوة، إذ واجهه النبي بلغة الرحمة والحكمة لاستثارة فكره ووعيه، ممهدًا له طريق الرجوع إلى الرشد. كما يحث الخطاب على غرس هذه القيم في الأجيال القادمة، عبر تعليمهم الفكر الناقد وتركهم يتدبرون آيات الله بدقة، ليكونوا شخصيات واعية تغذى عقولهم بالعلم والهداية وليس بالجهالة والضلالة.

  1. تحفيز التفكير والإبداع عبر التشجيع على الاجتهاد وتقبل آراء الآخرين.
  2. التركيز على حفظ النفس من جميع الأخطار والالتزام بأسس الدين في التعامل مع الجسد والعقل.
  3. تبني الحوار الهادئ والرحمة كأسلوب تربية وتنشئة شخصية واعية ومنتجة.

تشكل هذه الخطبة دعوة صادقة لإعادة النظر في مفهومنا عن الإبداع والتفكير النقدي، بوصفهما أساسًا لاستمرارية الخير والعطاء في المجتمع الإسلامي، وتأكيدًا على أن الإسلام دين يدعو نحو العلم والفهم العميق بدلاً من الجمود والركود؛ فالمسلم الحق هو الذي يكون مثمرًا كال نخلة، مستمرًا في السعي والاجتهاد للوصول إلى الإيمان والاستقامة، وهذا منهج واضح ثابت يعينه على بناء نفسه ومجتمعه كل يوم.