تأخر أمريكا.. هل تفقد الولايات المتحدة ريادتها في تطوير الجيل الخامس على يد الصين؟

تُعد شبكات الجيل الخامس المستقلة (5G SA) محورًا حيويًا في صناعة الاتصالات الحديثة، حيث تقدم إمكانيات غير مسبوقة مثل تقنيات زمن الاستجابة المنخفض وتقسيم الشبكة لتلبية احتياجات متعددة في آن واحد. لكن رغم أهمية هذه الشبكات، تعاني الولايات المتحدة الأمريكية من تأخر واضح في تبني ونشر هذه التقنية مقارنة بالصين التي تقود عالمياً هذا التحول.

التأخر الأمريكي في تبني شبكات الجيل الخامس المستقلة والاستراتيجية العالمية لشركة إريكسون

أكد بوريه إيكولم، الرئيس التنفيذي لشركة إريكسون، أن السوق الأمريكي يشكل أهم محطات الشركة عالميًا، لا لكونه الأكبر فقط بل لاحتضانه “عملاء روادًا” يقودون الابتكار. إلا أن إيكولم أشار إلى أن الولايات المتحدة ما زالت متأخرة عن الصين في مجال نشر شبكات الجيل الخامس المستقلة التي تُبنى بنواة خاصة تمثل الجيل الخامس في صورته الحقيقية، ما يجعله تحديًا كبيرًا يجب تداركه. وتحافظ إريكسون على تعاون وثيق مع شركات الاتصالات الأمريكية الكبرى مثل Verizon و AT&T و T-Mobile، مع اعتماد السوق الأمريكي كركيزة رئيسية في خططها المستقبلية.

أهمية الطيف الترددي المرخص لتطوير شبكات الجيل السادس

يرى إيكولم أن الولايات المتحدة تحظى بميراث مميز في إدارة الطيف الترددي كان له دور بارز في نجاح شبكات الجيل الرابع، مما أدى إلى بروز كبرى شركات المنصات العالمية. لهذا السبب، يؤكد على ضرورة تكرار هذا النجاح في عصر الجيل السادس عبر التركيز على استخدام الطيف الترددي المرخص. ويوضح أن الاعتماد على الطيف غير المرخص يحمل مخاطر كبيرة، خاصة مع تزايد الحاجة إلى اتصالات موثوقة للحلول التقنية الحساسة مثل الروبوتات البشرية والمركبات ذاتية القيادة التي لا تقبل انقطاع الاتصال ولو لفترة وجيزة.

دور الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة شبكات الجيل الخامس المستقلة ونصائح لتعزيز المنافسة في السوق الأمريكي

يشدد إيكولم على أن الذكاء الاصطناعي بدأ يلعب دورًا أساسيًا في قطاع الاتصالات، حيث تمكن من تحسين كفاءة استخدام الطيف الترددي بنسبة تصل إلى 10٪، مما يسهم في رفع أداء الشبكات بشكل عام. ورغم توقعه أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى فقدان بعض الوظائف التقليدية، فإنه يرى أن هذا التطور سيفتح آفاقًا جديدة لظهور فئات وظيفية مختلفة، كما سيغير جذريًا أساليب إدارة وتشغيل الشركات في قطاع الاتصالات. فيما يخص منافسة شركة EchoStar في السوق الأمريكي، نصح إيكولم بأن يكون دورها محفزًا ومزعجًا للسوق، مستدلاً على نجاح الاستراتيجية التي اتبعها الرئيس التنفيذي السابق لـ T-Mobile التي جعلت الشركة أسرع المستثمرين نموًا في الولايات المتحدة.