تقرير مشترك.. «التخطيط» و«جايكا» يرسمان خارطة جديدة للعلاقات المصرية اليابانية

أبرزت العلاقات المصرية اليابانية المشتركة ما يزيد عن 70 عامًا من التعاون المثمر الذي عزز التنمية في مصر عبر مجالات متعددة، وتُعد هذه الشراكة نموذجًا فريدًا في مجال التعاون الإنمائي بين الدول. يأتي تقرير وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي مع وكالة التعاون الدولي اليابانية (جايكا) ليُسلط الضوء على تاريخ هذه العلاقات، ويرصد أهم المشروعات التي ساهمت في بناء مستقبل أفضل حسب رؤية مصر 2030.

دور التعاون الإنمائي في تعزيز العلاقات المصرية اليابانية المشتركة

تُعتبر العلاقات المصرية اليابانية المشتركة ثمرة عقدين من العمل المشترك الذي تميز بدعم قطاعات استراتيجية حيوية، حيث شاركت وكالة جايكا في تمويل وتنفيذ مشاريع ضخمة تركزت على التعليم، الصحة، النقل والطاقة، بالإضافة إلى بناء القدرات البشرية. وقد شملت هذه الجهود إنشاء الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، والمتحف المصري الكبير، ودار الأوبرا المصرية، فضلاً عن التوسع في شبكة مترو القاهرة من خلال الخط الرابع، ما يعكس التنوع والعمق في أوجه الشراكة المستدامة. تقرير التعاون يظهر كيف أن محفظة التعاون الإنمائي بين الجانبين تجاوزت 9.6 مليار دولار في المنح والتمويل الميسر، ما يعكس التزام اليابان بدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر، مؤكدًا أن هذه الشراكة تنطلق من تراكم ثقة متبادلة وعقود من الخبرات.

الشراكة الاستراتيجية والتزام رؤية مصر 2030 في العلاقات المصرية اليابانية المشتركة

تأتي العلاقات المصرية اليابانية المشتركة كركيزة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة والتنمية المستدامة التي تتماشى مع رؤية مصر 2030، حيث أوضحت وزارة التخطيط والتنمية أن التعاون مع جايكا يركز على توطين التكنولوجيا، وتطوير رأس المال البشري، بجانب دعم البنية التحتية الحيوية التي تتطلبها أولويات الدولة. كما يؤكد التقرير أن الاستراتيجية المصرية في التعاون تستهدف استغلال الشراكة لتعزيز دور القطاع الخاص وزيادة مساهمته في تنفيذ المشروعات، وهو ما يعكس اتجاهًا جديدًا يُعزز التكامل الاقتصادي بين البلدين. ويبرز هذا التطور أهمية الحفاظ على هذه الشراكة كقوة إقليمية ودولية بالدليل على التناغم بين سياسات التنمية على المستوى الوطني والسياسات الإنمائية اليابانية.

مشروعات رائدة وتعميق أوجه التعاون في العلاقات المصرية اليابانية المشتركة

يتضمن التقرير تفاصيل بارزة حول مشروعات تعاون مصر واليابان المتنوعة، التي تشمل مشروعات البنية التحتية الكبرى مثل كوبري السلام على قناة السويس ومحطات الطاقة المتجددة كمحطة خليج الزيت لطاقة الرياح، بالإضافة إلى دعم المستشفيات التعليمية مثل مستشفى أبوالريش للأطفال. كما يشمل التعاون تحقيق إنجازات في مجالات التعليم والتمكين الشبابي من خلال برنامج الشراكة التعليمية المصرية اليابانية ومبادرة Abe الموجهة لدعم الشباب من مصر وأفريقيا للدراسة والعمل في اليابان. كما تسهم جايكا في برامج التطوع التي تجاوز عدد متطوعيها في مصر 350 متطوعًا منذ تأسيسها عام 1996، مغطية مجالات التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية. وقد ركز التقرير على أن محاور التعاون تنقسم إلى ثلاث نقاط رئيسية، منها دعم النمو الاقتصادي من خلال تطوير النقل والطاقة والبنية التحتية، وتحسين جودة الحياة عبر دعم التعليم والصحة، بالإضافة إلى تعزيز الاستدامة البيئية عبر برامج الطاقة المتجددة والزراعة ومكافحة التغير المناخي.

المحور مجالات الدعم
النمو الاقتصادي المستدام النقل، البنية التحتية، الطاقة
جودة الحياة والشمول الاجتماعي التعليم، الصحة، إدارة المياه
التحول الأخضر والاستدامة البيئية الطاقة المتجددة، الزراعة المستدامة، مكافحة التغير المناخي

تعكس العلاقات المصرية اليابانية المشتركة نموذجًا ناجحًا للتعاون الإنمائي يقدم قيمة حقيقية لكل من الشعبين وللمنطقة، مع استمرار تطوير هذه الشراكة من خلال تبني مشاريع جديدة ترتكز على التكنولوجيا الحديثة وتعزيز مشاركة القطاع الخاص، ما يفتح آفاقًا واعدة لتحقيق التنمية المستدامة التي تطمح إليها مصر.