2.2 مليار دولار.. تجارة غير نفطية بين الإمارات وأنغولا تعزز شراكتهما التنموية

زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، إلى جمهورية أنغولا الصديقة، تعكس عمق العلاقات الإماراتية الأنغولية وتعزز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات الحيوية بما يخدم أولويات التنمية ويعود بالفائدة على شعبيهما. منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية عام 1997، شهد التعاون بين دولة الإمارات وجمهورية أنغولا تطورًا متزايدًا، وجاءت الزيارات الرسمية والمحافل المشتركة لتعزز هذا المسار بشكل واضح ومستمر.

تعزيز التعاون الاقتصادي وتنمية الاستثمارات بين الإمارات وأنغولا

شهدت العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وأنغولا نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث بلغ حجم التجارة غير النفطية 2.2 مليار دولار أمريكي في عام 2024 بنمو بلغ 36.3% مقارنة بعام 2019، ما يعكس مدى اهتمام الإمارات بتوسيع شراكتها الاقتصادية مع أنغولا. وتعكس الاتفاقيات المتعددة التي تم توقيعها في قطاع الاستثمار، والطيران، والطاقة، واللوجستيات، هذا التوجه الذي يركز على دعم مشاريع تنموية مستدامة. ومن أبرز هذه الاتفاقيات اتفاقية إلغاء الازدواج الضريبي لعام 2018، واتفاقية تعزيز وحماية الاستثمار لعام 2017، وكذلك الاتفاقيات الأخيرة التي تربط شركات إماراتية كبرى مع مؤسسات أنغولية للاستثمار في مجالات الطاقة والنقل والتحول الرقمي.

مشروعات استراتيجية في الطاقة والتقنية تعزز الشراكة الإماراتية الأنغولية

تتطلع دولة الإمارات إلى توسيع استثماراتها في الطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات داخل أنغولا، حيث شهد عام 2023 توقيع مذكرات تفاهم عدة تهدف إلى تطوير مشاريع طاقة شمسية وبرامج تخزين الطاقة. وفي أبريل 2024، جاءت اتفاقية الامتياز مع سلطة موانئ لواندا لتشغيل محطة متعددة الأغراض بمثابة خطوة استراتيجية تعزز موقع الإمارات في قطاع الخدمات اللوجستية البحرية. كما تقوم شركة “أبوظبي لبناء السفن” بتنفيذ عقد بقيمة مليار يورو لتزويد البحرية الأنغولية بأسطول جديد من الفرقاطات المتطورة، مما يعكس اهتمام الإمارات بتطوير القدرات الدفاعية والتقنية في أنغولا بطريقة مستدامة ومتطورة.

مبادرات إماراتية تنموية في الصحة والتعليم والتحول الرقمي داخل أنغولا

لا تقتصر الشراكة الإماراتية الأنغولية على الجانب الاقتصادي فقط، بل تشمل دعم القطاعات الاجتماعية الحيوية، حيث أرسلت الإمارات في يناير 2024 حزمة مساعدات صحية تحتوي على 25 سيارة إسعاف ومعدات طبية لتعزيز البنية التحتية الصحية في أنغولا، ضمن مبادرة إماراتية بقيمة 220 مليون دولار لدعم قطاع الصحة في أفريقيا. وعبر مبادرات مثل مؤسسة “دي بي ورلد الخيرية” ومبادرة “المدرسة الرقمية” التابعة لـ”محمد بن راشد آل مكتوم العالمية”، تم تنفيذ برامج لتجديد المدارس وبناء مكتبات وتوفير أدوات تعليمية بالتعاون مع السلطات المحلية، إضافة إلى إطلاق شراكات رقمية تهدف لتمكين الأطفال في المناطق الريفية من الحصول على التعليم عبر تقنيات حديثة، مما يعكس التزام الإمارات بدعم التنمية البشرية والتحول الرقمي في أنغولا.