برشلونة العبر.. كيف يستعيد مشجعو إنتر شغفهم بعد المواجهة؟

انتر يدخل موسم 2025-2026 في ظل أجواء معقدة بعد موسم جاء بالكثير من الإخفاقات وخيبات الأمل، مما جعل جمهور الفريق يعاني من فقدان العلاقة الوثيقة مع “بينياماتا”، الاسم الذي كان يرشده دومًا إلى الأمجاد السابقة. منذ خسارة نهائي دوري أبطال أوروبا بخماسية نظيفة أمام باريس سان جيرمان، ظهرت سلسلة من المشاكل الرياضية والإدارية التي أثرت بشكل واضح على مسيرة النيراتزوري وتسببت في حالة من التراجع الكبير على جميع المستويات.

تداعيات موسم إنتر الماضي وأثرها على الفريق والحالة النفسية

موسم إنتر الماضي لم يكن موسمًا عاديًا، بل تحول من حلم تحقيق الثلاثية إلى كابوس خسارة جميع الألقاب، حيث لم يستطع الفريق تحقيق أي فوز يذكر أمام الغريمين ميلان ويوفنتوس، كما ودّع الكأس بعد الهزيمة في الديربي. إضافة إلى ذلك، جاءت خسارة الدوري نتيجة أخطاء ذاتية وضعت الفريق في موقف صعب، خاصة بعد سيناريوهات مثل “بيدرو” ضد لاتسيو، وصولًا إلى الهزيمة المهينة أمام باريس سان جيرمان في نهائي دوري الأبطال. هذا الموسم ترك جرحًا غائرًا مسّ إحساس الجمهور واللاعبين على حد سواء، وهو ما انعكس في الأجواء الداخلية والخارجية للنادي.

تغيير المدرب وأزمات الإدارة وتأثيرها على استقرار النيراتزوري

الأزمة لم تقتصر على الملعب فقط، إذ شهد الصيف الماضي رحيل المدرب إنزاجي بعد مفاوضات طويلة مع فريق الهلال السعودي، وهو الأمر الذي شكل صدمة لجماهير إنتر التي راهنت عليه لتحقيق إنجازات كبرى. الإدارة بدت في حيرة واضحة بعد ذلك، حيث فشلوا في استقطاب مدرب من الطراز العالي، رغم توافر أليجري الذي اختار الانضمام إلى ميلان، بينما وقع الخيار في النهاية على المدرب الروماني كيفو، الذي يفتقر إلى الخبرة الكافية في السيري آ مع الفرق الكبرى. هذا القرار أثار علامات استفهام حول رؤية الإدارة وقدرتها على الاعتناء بكيان الفريق مستقبلاً، خاصة مع الإخفاقات التي تراكمت والضغوط المتصاعدة من جماهير النيراتزوري.

صراع الفريق مع التجديد والدماء الشابة في ظل موسم مليء بالتحديات

على صعيد التشكيلة، لم يشهد الفريق تغييرات كبيرة إلا بإضافة بعض اللاعبين الشباب مثل لويس هنريكي وبيو إسبوسيتو، الذين رغم إمكانياتهم، يحتاجون إلى المزيد من الوقت للتأقلم والمنافسة مع النجوم القدامى مثل لاوتارو مارتينيز وباريلا وديماركو. المثير للقلق هو استمرار عدد من اللاعبين الذين يعانون من تراجع المستوى وكبر السن، مثل دارميان وأتشيربي ومخيتاريان، الذين من المتوقع أن يلعبوا أدوارًا أساسية في التشكيلة، وهو ما قد يعرقل رحلة التجديد التي يحاول النادي إحداثها. هذه التركيبة تختبر قدرة فريق إنتر على تجاوز تبعات الموسم الفائت والتوجه نحو بناء مستقبل أكثر تنافسية.

اللاعب الوضع الحالي توقعات الأداء
لاوتارو مارتينيز نجم الفريق منافس أساسي، يحتاج للدعم
بيو إسبوسيتو شاب واعد يحتاج لتطوير مستمر
دارميان مخضرم مستوى متراجع
أتشيربي لاعب قديم مشكوك في قدرته على المنافسة
مخيتاريان مخضرم بات أداءه غير واضح

التحدي الأكبر سيكون للمدرب كيفو الذي سيقود الفريق في موسم مليء بالاختبارات، حيث تنتظره مهمة شاقة لإعادة إنتر إلى سابق عهده، مع ضغط غير مسبوق من الجماهير التي لا تزال تعاني من آثار الموسم الماضي، بالإضافة إلى الحاجة لإدارة فريق يضم خليطًا من النجوم والوجوه الشابة، وسط رغبة مضطردة في تحقيق نتائج فورية تحمي النادي من الدخول في فترة مظلمة جديدة.

في هذه الأجواء، يعود إنتر اليوم لمواجهة تورينو على ملعب سان سيرو، وسط تحفّظات كبيرة من جمهور “الكورفا نورد” الذين يعتزمون مقاطعة اللقاء بسبب الخلافات الإدارية والقضائية، الأمر الذي يجعل مؤازرة الجمهور غير متاحة بشكل كامل كما في الماضي، وتلك قضية تؤثر على روح الفريق وتركيزه خلال المواجهات القادمة. مع بداية موسم جديد وظروف معقدة، يبقى الأداء داخل الملعب هو الحكم الحقيقي على قدرة النيراتزوري على مواصلة السعي نحو استعادة مكانته بين كبار أوروبا.