أول عربي.. السعودية تطلق تطبيق “هيوماين تشات” للمحادثات الذكية بنموذج متطور

أعلنت السعودية عن إطلاق تطبيق “هيوماين تشات” ليكون أول تطبيق محادثة ذكي عربي يعتمد على نموذج لغوي ضخم محلي باسم “علّام”؛ هذا التطور يعكس تقدم المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي ويُبرز مكانتها التنافسية بين كبريات الشركات العالمية في هذا القطاع التقني.

دعم شامل للغة العربية ولهجاتها المحلية في تطبيق هيوماين تشات

يمتاز تطبيق هيوماين تشات بدعمه المتنوع للغة العربية إلى جانب الإنجليزية، حيث يغطي أكثر من 26 لهجة محلية من بينها اللهجات الخليجية والمصرية واللبنانية؛ هذا التنوع يوضح الوعي الثقافي العميق بأهمية الحفاظ على الهوية اللغوية في عصر الابتكار التقني، ويمنح التطبيق تفوقاً في تقديم تجربة تواصل طبيعية ومتنوعة تناسب مختلف المتحدثين بالعربية.

هيوماين تشات.. مشروع وطني يعزز السيادة الرقمية والموثوقية التقنية

يُعد تطبيق هيوماين تشات أحد المبادرات الوطنية التي تجمع بين الأمان التقني والرؤية الاستراتيجية للملكة، حسب تصريحات عبد الله الغامدي، رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)؛ حيث يتم الاعتماد على دعم القيادة السعودية، وخصوصاً جهود ولي العهد محمد بن سلمان، لتأسيس المملكة كمركز عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي مع تعزيز حضور اللغة العربية في الفضاء الرقمي بطريقة فعّالة وذات تأثير.

رحلة تطوير نموذج علّام وأثره في بناء تطبيق هيوماين تشات المحادثة الذكي

انطلق مشروع “هيوماين تشات” من استحواذ شركة هيوماين على نموذج “علّام” الذي يمثل أول نموذج لغوي عربي محلي يتنافس مع النماذج العالمية الكبرى؛ شارك في تطوير النموذج أكثر من 120 متخصصاً في الذكاء الاصطناعي من ضمنهم نسبة عالية من النساء، مما يعكس حرص المشروع على تمكين المواهب الوطنية. تم تدريب النموذج على فهم السياقات الثقافية والاجتماعية المحلية بدقة، ما يمنحه ميزة تنافسية حقيقية أمام النماذج الغربية التي غالباً ما تفتقر لهذا العمق الثقافي في اللغة.

استثمار سعودي استراتيجي في بنية تحتية متطورة لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي

ضمن خطة وطنية طموحة يقودها صندوق الاستثمارات العامة، أبرمت “هيوماين” اتفاقيات مع شركات تكنولوجية كبرى مثل NVIDIA وAMD لتوفير شرائح إلكترونية متقدمة؛ هذه الشرائح ستُستخدم في بناء مراكز بيانات ضخمة بطاقة تصل إلى 1.9 جيجاواط بحلول عام 2030، مما يعكس توجهاً واضحاً لاستثمار الموارد بشكل كبير في البنية التحتية اللازمة لتمكين تقنيات الذكاء الاصطناعي محلياً.

تعزيز المحتوى العربي وتعليم اللغة بفصاحة ولهجات متعددة عبر هيوماين تشات

يلبي التطبيق حاجة ملحة في إثراء المحتوى العربي الرقمي من خلال تقديم محادثة ذكية تدعم اللغة الفصحى مع تنوع لهجات محلية متعددة؛ إضافة إلى ذلك، يوفر التطبيق فرصاً مميزة لغير الناطقين بالعربية لتعلم اللغة عبر التفاعل المباشر مع محتوى عربي متنوع نصياً ومرئياً ومسموعاً. كما يتحلى التطبيق بأبعاد دينية وثقافية من خلال تعزيزه للغة العربية التي تمثل لغة القرآن الكريم، مما يضفي على “هيوماين تشات” هوية متجذرة وروحانية مميزة.

تيسير التحول نحو الاقتصاد الرقمي وفق رؤية السعودية 2030 عبر تطبيق هيوماين تشات

يتوافق إطلاق التطبيق مع أهداف المملكة لتعزيز الاقتصاد الرقمي، حيث أعلنت شركة هيوماين نيتها تأسيس صندوق استثماري بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الشركات التقنية الناشئة؛ كما أكد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، عبد الله السواحه، أن المشروع يعكس التزام السعودية بأن تصبح مركزاً عالمياً للتقنيات الحديثة في إطار رؤية السعودية 2030، مما يدعم مسيرة التحول الرقمي بعيداً عن الاعتمادية الخارجية.

تطبيق هيوماين تشات أداة متعددة المجالات ومسؤولية في حماية البيانات

يتجاوز التطبيق كونه وسيلة تواصل، ليمتد استخدامه في عدة مجالات هامة مثل التعليم الذكي، والرعاية الصحية، والصناعة الذكية، والخدمات المالية، بالإضافة إلى دعم اتخاذ القرار الحكومي؛ كما يلتزم المشروع بالحفاظ على خصوصية البيانات بما يتوافق مع المعايير الأخلاقية والتشريعية الدولية، الأمر الذي يثبت جدية السعودية في دمج الابتكار التقني مع حماية الحقوق الرقمية.

• تسهيل التعليم التفاعلي
• تحسين الخدمات الصحية من خلال الذكاء الاصطناعي
• دعم الصناعات الذكية بعمليات ذكية وفعالة
• ابتكارات في المجال المالي وخدمات الدفع
• تشجيع اتخاذ قرارات حكومية مبنية على تحليل بيانات موثوق

منافسة عالمية ولكن برؤية عربية مستقلة مع تطبيق هيوماين تشات

بالرغم من وجود منافسين كبار في السوق مثل ChatGPT وGemini وClaude، يتميز “هيوماين تشات” بكونه موجهاً للناطقين بالعربية، وهي فئة شهدت نقصاً ملحوظاً في اهتمام النماذج الغربية؛ الدعم الحكومي والمالي الواسع يمنح التطبيق فرصاً قوية للنجاح، ويعزز من استمراريته في السوق خصوصاً مع توسع الاستثمارات الرقمية الهائلة بالمملكة، ما يجعله أحد أبرز المشاريع التقنية الوطنية.

نموذج ذكاء اصطناعي عربي مستقل ومبتكر يعزز دور السعودية في المشهد التقني العالمي

يُعد “هيوماين تشات” أكثر من مجرد تطبيق محادثة، فهو بداية لتأسيس نموذج ذكاء اصطناعي عربي مستقيم يطور ويصنع التكنولوجيا بدلاً من الاستخدام فقط؛ ينعكس ذلك من خلال الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية، وإدارة البيانات، وتنمية الموارد البشرية الوطنية، فضلاً عن التركيز على بناء منظومة متكاملة تؤهل السعودية لتبوء مكانة عالمية متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي.