مريم المعتمد هي عالمة فيزياء فلكية مغربية تبرز في مجال رصد الكواكب العملاقة، حيث قادت فريقًا بحثيًا لاكتشاف قمر صغير يدور حول كوكب أورانوس عام 2025 باستخدام التلسكوب العملاق “جيمس ويب” التابع لوكالة ناسا. هذا الإنجاز يعكس عمق خبرتها في ميكانيكا الأجرام السماوية وديناميكيات النظام الشمسي.
المولد والنشأة لمسيرة مريم المعتمد في الفيزياء الفلكية
وُلدت مريم عام 1984 في مدينة الصويرة المغربية التي تطل على المحيط الأطلسي، حيث تلقت تعلّمها الابتدائي والإعدادي والثانوي في المدارس العمومية بالمغرب، مما ساهم في صقل شخصيتها وطموحها العلمي في بيئة تجمع بين التراث والحداثة
المسار الأكاديمي والبحثي في مجال ميكانيكا الأجرام السماوية
في عام 2003، غادرت المعتمد المغرب إلى باريس لمتابعة دراستها الجامعية، حيث حصلت على الماجستير في الفيزياء الفلكية من مرصد باريس التابع لجامعة باريس للعلوم والآداب، متخصصة في ديناميكيات أنظمة الجاذبية، وهو تخصص حاسم في مسيرتها العلمية. استمرت في البحث حتى نالت شهادة الدكتوراة عام 2013 في ميكانيكا الأجرام السماوية. بعد ذلك، انتقلت إلى الولايات المتحدة عام 2014 للانضمام إلى جامعة كورنيل بنيويورك، وبدأت مشاركتها في مهمة كاسيني التي أطلقتها ناسا، حيث قضت ست سنوات كباحثة مشاركة، ثم تدرّجت إلى باحثة مشاركة أولى حتى 2024. في مارس من نفس العام، تولّت منصب عالمة رئيسية في معهد ساوث ويست للأبحاث بولاية كولورادو، حيث أشرفت على المشاريع المتعلقة بديناميكيات النظام الشمسي وتحليل النماذج الفلكية المعقدة
اكتشاف قمر صغير حول أورانوس وتوسيع المعرفة بديناميكيات المدارات
قاد فريق مريم المعتمد مهمة استطلاعية عام 2025 باستخدام تلسكوب “جيمس ويب” التابع لناسا، وأسفرت الجهود عن اكتشاف قمر صغير جديد يدور في فلك كوكب أورانوس، مما رفع عدد أقمار هذا الكوكب إلى 29 قمرًا معروفًا. هذا الجُسيم الفلكي يبلغ قطره نحو 10 كيلومترات، وهو أدنى حجم قمر تم رصده حتى الآن، وتم اكتشافه من خلال 10 صور دقيقة التقطتها كاميرا للأشعة تحت الحمراء، في منطقة لم تكن مغطاة سابقًا بمسبار “فوياجار 2”.
ينتمي أورانوس إلى مجموعة الكواكب العملاقة الجليدية، ويُعرف بلونه السماوي وتميله المحوري الشديد، حيث يتكوّن غلافه الجوي من الهيدروجين والهيليوم والميثان، وتحتوي أقمارُه الأكبر على مزيج متساوٍ تقريبًا من الجليد المائي والصخور السيليكاتية.
مشاريع علمية متنوعة لتعميق فهم النظام الشمسي والكواكب الخارجية
لم تقتصر أبحاث المعتمد على اكتشاف القمر الصغير فحسب، بل عملت أيضًا على عدة مشاريع أخرى منها دراسة حلقات وأقمار كوكب زحل والعلاقات الجاذبية المعقدة بينها، بهدف تسليط الضوء على البنية الداخلية للكوكب وأنماط دورانه التفاضلي. كما شاركت في أبحاث حول الاحتجاب النجمي الأرضي والكواكب القزمة للكشف عن أشكالها الفيزيائية وبيئاتها المحيطة، بالإضافة إلى توصيف الكواكب الخارجية من خلال تحديد كتلها وخصائصها المدارية لفهم أصولها وتطورها.
علاوة على ذلك، ركزت على تصميم البعثات الفضائية الصغيرة التي تلعب دورًا محوريًا في اختبار التنبؤات النظرية وتقديم ملاحظات دقيقة، إلى جانب البحث المكثف في تكوين وتطور أقمار أورانوس لتوسيع المعرفة بديناميكيات مداراتها والعمليات الفيزيائية المؤثرة عليها
- تنفيذ دراسات تحليلية عددية لمعالجة تحديات ديناميكيات النظام الشمسي
- المشاركة في تخطيط وإدارة البعثات الفضائية الرامية لاستكشاف الكواكب العملاقة
- استخدام تلسكوبات فضائية متطورة مثل “جيمس ويب” لتطوير رصد دقيق للأجرام السماوية الصغيرة الجديدة
- إجراء أبحاث تغطي الكواكب الخارجية مع التركيز على الرنين المداري والتقاط الأقمار الصناعية