أسعار الكاجو اليوم وتأثيرها الاقتصادي على حركة التجارة العالمية عبر القارات

الكاجو كمحصول استراتيجي وتحولاته الاقتصادية تسلط الضوء على دوره الحيوي في شبكة التجارة العالمية التي تربط بين مزارعي أفريقيا، ومصنّعي آسيا، وأسواق أوروبا وأمريكا، حيث يلعب هذا المنتج دورًا محوريًا في تحريك مليارات الدولارات عبر سلاسل معقدة من الإنتاج والتوزيع

الكاجو كمحصول استراتيجي في الاقتصاد العالمي: الإنتاج والتحديات في أفريقيا

تشير بيانات منظمة الأغذية والزراعة (FAOSTAT) إلى أن إنتاج الكاجو العالمي تجاوز 3.9 ملايين طن في عام 2023، مع تصدّر ساحل العاج القائمة بإنتاج أكثر من 1.04 مليون طن، تليها الهند وفيتنام، لكن الغالبية العظمى من هذه الكمية تُصدّر من الدول الأفريقية كمواد خام دون معالجة، مما يحول دون تحقيقها أرباحًا متزايدة رغم امتلاكها لنسبة 55% من الإنتاج العالمي؛ واعتماد هذه الدول على السوق الخارجي لمعالجة الكاجو يحد من القدرة على احتفاظها بالقيمة المضافة وبالتالي تقليص العائدات المالية، وهو ما يشكل تحديًا رئيسيًا يفرض إعادة التفكير في سياسات الإنتاج والتصنيع المحلي داخل القارة السمراء

دور آسيا في تصنيع وتصدير الكاجو المُعالج وتأثيره على السوق العالمي

تعتبر آسيا، لا سيما فيتنام والهند، المحرك الرئيسي في تحويل الكاجو الخام إلى منتجات نهائية ذات قيمة عالية، فقد صدّرت فيتنام في عام 2024 أكثر من 730 ألف طن من الكاجو المعالج، بقيمة إجمالية بلغت 4.37 مليار دولار، مُسجلة ارتفاعًا سنويًا يتجاوز 20%، وبمتوسط سعر للطن يناهز 6003 دولارات؛ يعكس هذا الفارق الكبير بين قيمة الكاجو الخام والمُعالج كيف تمكنت هذه الدول من تحقيق أرباح ضخمة من خلال القيمة المضافة، كما يُبرز قدرة آسيا على التأثير في ديناميكيات السوق العالمي وتلبية الطلب المتزايد على المكسرات المعالجة والبدائل الصحية

التحديات الجمركية واتجاهات التصنيع المحلي في سوق الكاجو العالمي

شهد عام 2025 فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 46% على واردات الكاجو من فيتنام، مما أثّر بشدة على دول مثل ساحل العاج التي كانت تعتمد على فيتنام في تصنيع وتصدير كاجوها، حيث انخفضت مشتريات فيتنام من الكاجو الإيفواري من نحو 700-800 ألف طن إلى 200 ألف طن فقط، مما تسبب في تراكم المخزونات وركود الأسعار؛ هذه التوترات دفعّت بعض الدول الأفريقية مثل نيجيريا وتنزانيا وغانا إلى بدء الاستثمار في إنشاء مصانع محلية لمعالجة الكاجو وتركيزها على التقشير والتعبئة، مدعومة ببرامج تنموية ومنظمات دولية لضمان احتفاظها بأكبر قدر من القيمة المضافة وتعزيز تنافسية المنتج

  • تحويل الكاجو الخام إلى منتجات ذات قيمة مضافة
  • إنشاء مصانع معالجة محلية للكاجو في الدول الأفريقية
  • دعم من منظمات وبرامج دولية لتطوير قطاع التصنيع
  • تجاوز التحديات الجمركية وتعزيز الصادرات المستدامة

الكاجو لا يقتصر استخدامه على المكسرات التقليدية فقط، بل أصبح يدخل في صناعات عدة متنوعة مثل الحليب النباتي، الجبن والزبدة النباتية، الحلويات الصحية، ومستحضرات التجميل والعناية بالبشرة؛ وتُشكّل هذه الاستخدامات فرصًا مهمة لتعزيز قيمة المنتج في أسواق متعددة، حيث تُقدر قيمة سوق الكاجو كوجبات خفيفة بما يقارب 3.23 مليار دولار في 2024، مع توقعات بنمو السوق إلى 5.01 مليار دولار بحلول عام 2035، بحسب تقرير “Spherical Insights”؛

العام قيمة سوق الكاجو (بالمليارات دولار)
2024 7.78 – 8
2033 11.67 – 15.87
2035 (وجبات خفيفة) 5.01

إن الكاجو مثال تعكسه قوة تحول منتج زراعي بسيط إلى رافد أساسي في اقتصاد عالمي متشعب، حيث تمتد رحلة هذا المنتج من مزارع أفريقيا إلى مصانع آسيا، مرورًا بالسوق المحلي ووصولًا إلى سلاسل التجزئة العالمية، ويتجسّد في هذه الرحلة انتعاش سوق المليارات؛ إذ تبرز الحاجة الملحة للدول النامية لاستثمار الجهود في تعزيز التصنيع المحلي وتطوير الابتكار في التوزيع لضمان الاستفادة القصوى من هذا القطاع، كما أن التحول نحو مزيد من التصنيع يتضمن القدرة على مواجهة التحديات الاقتصادية وفتح آفاق أوسع للنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة في قارات العالم المختلفة