الذهب يسجل أكبر مكسب أسبوعي في 2025 الآن

ارتفعت أسعار الذهب قليلاً اليوم مع توجيه الأنظار نحو تحقيق مكاسب أسبوعية هي الأفضل خلال ثلاثة أشهر، حيث عززت توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي من جاذبية الذهب، في انتظار صدور بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية التي تمثل مؤشراً حاسماً للمستثمرين.

تحليل تأثير بيانات الوظائف الأمريكية على اتجاهات أسعار الذهب

شهد سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% ليصل إلى 3561 دولار للأونصة بعد افتتاح التداول عند 3545 دولار، مع وصول السعر الحالي إلى 3548 دولار للأونصة. جاءت هذه الحركة بعد موجة هبوط بنسبة 0.4% يوم أمس، حيث سجل الذهب أدنى مستوى عند 3511 دولار للأونصة، رغم ذلك يتجه السعر لتحقيق أفضل أداء أسبوعي خلال ثلاثة أشهر، خاصة بعد وصوله لأعلى مستوى تاريخي يوم الأربعاء الماضي عند 3578 دولار للأونصة حسب تحليلات جولد بيليون.

ارتفعت طلبات إعانة البطالة الأمريكية أكثر مما كان متوقعًا الأسبوع الماضي، فيما أظهر تقرير وظائف القطاع الخاص الأمريكي من ADP نموًا أقل من التوقعات لشهر أغسطس، مما يعزز فكرة ضعف سوق العمل في الوقت الحالي. وفي هذا السياق، يترقب المستثمرون بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية المتوقعة أن تُظهر زيادة قدرها 75 ألف وظيفة في أغسطس مقارنة بـ 73 ألف وظيفة في يوليو، مما قد يلعب دورًا محوريًا في تحركات أسعار الذهب.

يعتمد أداء الذهب في المدى القصير بشكل كبير على نتائج تقرير الوظائف وتأثيره المحتمل على قرارات خفض أسعار الفائدة، إلى جانب تأثيرها على عوائد السندات وقيمة الدولار، حيث يؤدي ضعف بيانات الوظائف إلى دفع أسعار الذهب نحو مستويات أعلى تستهدف 3600 دولار للأونصة، تليها 3650 دولار للأونصة، مع وجود منطقة دعم مهمة عند 3450 – 3500 دولار لكل أونصة.

تصريحات مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع ركزت على مخاوف سوق العمل التي تُعد من العوامل الأساسية الداعمة لاحتمالية خفض أسعار الفائدة. وقد انعكست هذه التصريحات على توقعات التجار، حيث أظهرت العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي توقعات قوية تفيد بحدوث خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر بنسبة تتجاوز 96%.

عوامل أخرى مثل ارتفاع توقعات خفض الفائدة، قلق الأسواق بشأن استقلالية البنك الاحتياطي الفيدرالي، التوترات الجيوسياسية، انحدار منحنى العائد، إلى جانب ضعف الدولار، تُشير مجتمعة إلى استمرار المكاسب في المعادن النفيسة، وعلى رأسها الذهب.

من جهة أخرى، كشف مجلس الذهب العالمي عن زيادة بنوك مركزية عالمية احتياطاتها من الذهب بواقع 10 أطنان خلال يوليو، رغم ارتفاع السعر؛ حيث برز البنك الوطني الكازاخستاني بزيادة 3 أطنان، كما واصل كل من البنك المركزي التركي والصيني والتشيكي تراكم الذهب، مع استمرار مشتريات الذهب التركية لمدة 26 شهرًا متتالية منذ يونيو 2023، والبنك التشيكي لمشتريات متتالية لمدة 29 شهرًا منذ مارس 2023، والبنك المركزي الصيني الذي استمر في عمليات الشراء للمرة التاسعة على التوالي بإجمالي 36 طنًا خلال تلك الفترة.

تذبذب أسعار الذهب محليًا وتأثرها بتحركات السوق العالمي

تشهد أسعار الذهب المحلي حركات متقلبة خلال تداولات اليوم الجمعة، عقب الارتفاع الذي سجله الأسبوع الماضي، حيث يرتبط السعر المحلي بشكل مباشر بأسعار الذهب العالمي التي تلعب دورًا رئيسيًا في توجيه اتجاهات السوق المحلي.

افتتح الذهب عيار 21 الأكثر تداولاً اليوم عند 4820 جنيه للجرام، فيما يتداول حاليًا عند 4815 جنيهًا، بعد أن هبط أمس بمقدار 15 جنيهًا ليغلق عند 4810 جنيه للجرام، بعدما بدأ جلسة التداول بـ 4825 جنيهًا. ويبدو أن حركة الذهب المحلي تتسم بعرضية نسبية منذ جلسة أمس، تعكس تقلبات سعر الذهب العالمي الذي توقف عن الصعود بعد تسجيل مستوى تاريخي جديد قبل أيام.

يركز المستثمرون على صدور بيانات الوظائف الأمريكية المرتقبة، حيث سيؤثر هذا الحدث حتمًا على أسعار الذهب العالمية ومن ثم على تسعير الذهب محليًا، ما يفسر حالة التذبذب الحالية قبل صدور البيانات. من ناحية أخرى، استقر سعر صرف الدولار مقابل الجنيه خلال الأيام القليلة الماضية، ما جعل تأثيره على تسعير الذهب المحلي محايدًا مؤقتًا، لتبقى حركة أسعار الذهب العالمي هي العامل الأكثر تأثيراً.

توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية مع استمرار ترقب الأسواق

استدعى ارتفاع سعر الذهب العالمي قرب أعلى مستويات سجلها الأسبوع الجاري انتباه الأسواق التي تنتظر بيانات الوظائف الأمريكية بحذر، فتأثير هذه البيانات سيكون حاسمًا في توجيه مسار أسعار الذهب على المدى القصير.

يشهد الذهب المحلي تقلبات بسبب الترقب ذاته، إذ أن تسعير الذهب في السوق المحلية يتأثر بشكل مباشر بالتطورات في الأسعار العالمية. وعلى الرغم من الانخفاض التصحيحي للسعر العالمي من أعلى مستوى له عند 3578 دولار للأونصة إلى نحو 3500 دولار، ما زال الذهب يعاني من حالة تشبع شرائي قرب مستوياته القياسية، مما قد يحد من أي هبوط حاد في الأمد القريب.

أما سعر الذهب المحلي عيار 21 فيستقر حالياً فوق حاجز 4800 جنيه للجرام، مدعوماً بالزخم الإيجابي القادم من ارتفاعات السوق العالمي، ويسعى السعر لبناء قاعدة صلبة فوق هذا المستوى من أجل محاولة الوصول إلى 4850 جنيه للجرام.