خسوف كلي للقمر يُشاهد في المملكة الأحد المقبل مع تفاصيل المشاهدة المباشرة 2025

سيشهد سكان المملكة يوم الأحد المقبل خسوفًا كليًا للقمر، وهو حدث فلكي مميز يمكن رؤيته بالعين المجردة في السعودية والدول العربية، بالإضافة إلى معظم مناطق آسيا، وأستراليا، والأجزاء الوسطى والشرقية من أوروبا وأفريقيا. هذا النوع من الخسوف نادر وتأتي أهميته من مدة استمراره التي تجعل رصد الظاهرة أمرًا مثيرًا وشيقًا.

مدة الخسوف الكلي للقمر وأبرز مراحله المرصودة في المملكة

يُعتبر الخسوف الكلي للقمر القادم أطول خسوف منذ عام 2018، حيث تمتد مدة الظاهرة الكاملة إلى حوالي خمس ساعات و27 دقيقة، فيما تستغرق المرحلتان الجزئية والكلية معًا ثلاث ساعات و29 دقيقة؛ ومدة الخسوف الكلي وحده تبلغ 82 دقيقة، مما يوفر فرصة ذهبية لعشاق الفلك لمتابعة الظاهرة بالتفصيل. بحسب المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، فإن المرحلتين الجزئية والكلية تُعدّان الأسهل للرصد بالعين المجردة، حيث يظهر القمر تدريجيًا وهو يدخل منطقة الظل الأرضي، مما يبرز بوضوح هيئة الظل المقوسة على سطحه.

كيف يحدث الخسوف الكلي للقمر وأهمية رصده بدقة

الخسوف الكلي للقمر يحدث حين تصطف الشمس والأرض مع القمر بشكل مثالي؛ فتسقط الأرض ظلها الكلي على القمر، ويحدث ذلك قبل يومين من وصول القمر لنقطة الحضيض، التي تمثل أقرب مسافة بين الأرض والقمر. هذا يجعل حجم القمر الظاهري أكبر بنسبة 3.2% عند ذروة الظاهرة مقارنة بالمعتاد. مع بداية دخول القمر لمنطقة شبه الظل عند الساعة 06:28 مساءً، يظهر ضوءه خافتًا لكن يصعب ملاحظته بالعين دون أجهزة فلكية. عند الساعة 07:27 يبدأ الخسوف الجزئي، ويتناقص ضوء القمر تدريجيًا بعد دخوله منطقة الظل الكلي للأرض، مما يتيح ملاحظة تأثير الأرض على ضوء القمر، وهو ما استخدم قديمًا لإثبات كروية الأرض.

ظواهر فلكية تميز الخسوف الكلي للقمر وتأثيراته العلمية

مع بدء الخسوف الكلي عند الساعة 08:30 مساءً، يغمر ظل الأرض القمر بالكامل، ويمكن رؤية لون أخضر مزرق على حافة من حواف القمر في أول دقائق الخسوف. ينشأ هذا اللون بسبب مرور ضوء الشمس عبر طبقة الأوزون في الستراتوسفير، حيث تمتص هذه الطبقة معظم الضوء الأحمر وتسمح للأزرق بالمرور. يفضل استخدام منظار أو تلسكوب صغير لمشاهدة هذه التفاصيل بوضوح. ينتهي الخسوف الكلي عند 09:54 مساءً، ثم يبدأ القمر بالخروج من ظل الأرض تدريجيًا حتى الساعة 10:56 مساءً، مما يعيد له إضاءته الطبيعية. هذا الحدث يتيح فرصة علمية لدراسة الغلاف الجوي للأرض، إذ يسمح لون وسطوع القمر أثناء الخسوف بجمع بيانات دقيقة حول مكونات طبقة الستراتوسفير مثل الهباء الجوي والغازات والرماد الناتج عن البراكين؛ إضافة إلى أن سطح القمر يبرد بسرعة كبيرة أثناء الخسوف، حيث تنخفض حرارته بأكثر من 100 درجة مئوية خلال أقل من ساعة، مما يساعد العلماء على فهم أفضل للتركيب الحراري لتربة وصخور القمر.