جولدمان ساكس يكشف 3 سيناريوهات متوقعة لأسعار الذهب في 2025

شهد سعر الذهب توقعات متباينة من بنك جولدمان ساكس مع احتمالات صعود قوية قد تدفع الأونصة إلى مستويات غير مسبوقة، وذلك في ظل ضغوط محتملة على مصداقية بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما يزيد من جاذبية الذهب كملاذ آمن ويدفع المستثمرين لإعادة توجيه استثماراتهم بعيدًا عن السندات.

توقعات سعر الذهب المرتقب في ظل الضغوط الاقتصادية العالمية

حدد بنك جولدمان ساكس ثلاثة سيناريوهات محتملة لتحرك سعر الذهب، حيث يتوقع السيناريو الأساسي أن يرتفع السعر إلى 4000 دولار للأونصة في منتصف العام المقبل، وهو تصوّر يعتمد على استمرار الظروف الحالية. في سيناريو أكثر تفاؤلًا، قد تصل الأسعار إلى 4500 دولار، نتيجة تزايد طلب المستثمرين الباحثين عن حماية أصولهم. أما السيناريو الأكثر تشاؤمًا، فيتضمن ارتفاعًا حادًا لسعر الذهب إلى 5000 دولار للأونصة، في حال انخفضت مصداقية الاحتياطي الفيدرالي بشكل كبير، ما يدفع نحو انتقال 1% فقط من السوق الخاص بسندات الخزانة الأمريكية إلى السوق الذهبية.

يشهد الذهب خلال هذا العام أداءً مبهرًا، حيث ارتفعت أسعاره بأكثر من 30% منذ بداية 2025، متجاوزة مستويات قياسية في ظل موجة بيع قوية في سوق السندات العالمية، وتعكس هذه الزيادة دور الذهب كملاذ آمن في مواجهة تقلبات الأسواق المالية.

الطلب العالمي على الذهب ودوره في تعزيز استقراره الاقتصادي

ارتفع الطلب على الذهب بشكل ملحوظ من جانب البنوك المركزية حول العالم، ليصل لمستويات غير مسبوقة لم تُسجل منذ عام 1996، متجاوزًا حجم حيازات هذه البنوك من سندات الخزانة الأمريكية. ويرجع هذا الارتفاع إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية ومخاوف اقتصادية دفعت الدول إلى تعزيز أصولها الذهبية كوسيلة تحوط فعالة.

أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي وشركة كريسكات كابيتال أن حيازات البنوك المركزية من الذهب وصلت إلى 27% من إجمالي الاحتياطيات الأجنبية، وهو أعلى مستوى منذ أكثر من ثلاثين عامًا. بالمقابل، تراجعت حيازات سندات الخزانة الأمريكية إلى 23%، وهو أدنى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، مما يعكس تحولًا واضحًا نحو تعزيز الأصول الذهبية.

عوامل تؤثر على تحركات أسعار الذهب في الأسواق العالمية

يشكل الذهب في ظل هذه التوقعات عنصرًا رئيسيًا لموازنة المخاطر الاقتصادية العالمية، إذ تؤثر عدة عوامل في ارتفاع أو انخفاض أسعاره، أبرزها:

  • مصداقية واستقلالية بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وتأثير ذلك على السياسات النقدية
  • معدلات التضخم وتأثيرها على قيمة العملات الورقية وسوق الأسهم
  • التوترات السياسية والجيوسياسية التي تزيد من المخاوف الاقتصادية
  • توجهات البنوك المركزية في إدارة احتياطياتها بين الذهب والسندات الحكومية

تستمر تحركات سعر الذهب بالارتباط الوثيق مع هذه المؤشرات، مما يجعل متابعة هذه العوامل ضرورية للمستثمرين الراغبين في استثمار آمن وفعّال ضمن الأسواق العالمية، وسط حالة عدم اليقين الحالية التي تعزز من جاذبية المعدن النفيس كعقار آمن للاستثمار.