اكتشاف علمي جديد يكشف أسرار أصل الحياة على الأرض… فما التفاصيل؟

الحياة نشأت من الفضاء الخارجي: دليل جديد على وجود جزيئات عضوية معقدة في الفضاء

تدل الدراسات الحديثة على أن الحياة نشأت من الفضاء الخارجي، حيث اكتشف فريق من العلماء دليلًا قويًا يؤكد أن اللبنات الأساسية للحياة على الأرض لم تكن محصورة في كوكبنا فقط، بل تنتشر في مختلف أركان الكون، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم أصل الحياة وتوزيعها في الكون الرحب.

رصد جزيئات عضوية معقدة حول نجم حديث الولادة يعزز فرضية الحياة نشأت من الفضاء الخارجي

وفقًا لدراسة نشرت في مجلة The Astrophysical Journal Letters، تمكن الباحثون من رصد جزيئات عضوية معقدة داخل قرص غازي وغباري يحيط بنجم شاب يُدعى “V883 Ori”؛ وهذه الجزيئات تعد من المواد الأولية الأساسية التي تدخل في بناء السكريات والأحماض الأمينية، وهي مكونات رئيسية للكائنات الحية والنباتات على الأرض، وهي بذلك تشكل الدليل الذي يدعم أن الحياة نشأت من الفضاء الخارجي. يملأ هذا الاكتشاف الثغرة العلمية التي طالما كانت مجهولة؛ فقد سبق رصد جزيئات مماثلة في أماكن مختلفة من الفضاء، لكن الآن تم الكشف عن “الحلقة المفقودة” بين تكوين النجوم وظهور الحياة، مما يعزز الفكرة القائلة بأن الحياة قد تكون أكثر انتشارًا مما كان يُعتقد سابقًا.

ظروف النجم الأولي وتأثيرها على ثبات الجزيئات العضوية: قراءة جديدة للحياة نشأت من الفضاء الخارجي

تشير الدراسة إلى أن النجوم الأولية تمر بمراحل عنيفة تشمل انبعاثات إشعاعية قوية وطرد كثيف للغاز، وكان الاعتقاد السائد أن هذه الظروف القاسية تمحو أية بصمات كيميائية للجزيئات العضوية المحيطة، لكن النتائج الجديدة تعكس واقعًا مختلفًا؛ حيث ثبت أن هذه الجزيئات المعقدة قادرة على الصمود في وجه هذه الظروف العنيفة، مما يعني إمكانية انتقالها إلى الأقراص الكوكبية التي تتشكل منها الكواكب لاحقًا؛ وهذه النقطة تعزز الفرضية المركزية بأن الحياة نشأت من الفضاء الخارجي، إذ أنها قد تحمل تلك الجزيئات التي تمهد الظروف للكائنات الحية، داخل الأقراص الغازية المحيطة بالنجوم.

انعكاسات اكتشاف جزيئات عضوية معقدة في الكون على فرضية أن الحياة نشأت من الفضاء الخارجي

تفتح هذه النتائج المذهلة آفاقًا جديدة تضع فرضيات إمكانية وجود حياة في أماكن أخرى من الكون، مؤدية إلى استنتاج أن العوامل والظروف التي تساعد على نشأة الحياة قد تكون شائعة بشكل أكبر مما ظن عليه العلماء سابقًا. ويرتبط هذا الاكتشاف بعدة محاور علمية مهمة، منها:

• تمدد انتشار الجزيئات العضوية المعقدة عبر أرجاء الفضاء
• دور الأقراص الغازية حول النجوم في حماية هذه الجزيئات خلال مراحل التكوين النجمي العصيبة
• إمكانية انتقال هذه الجزيئات إلى تشكيلات كوكبية حديثة مما يتيح بيئات مناسبة لنشأة الحياة

تبرز أهمية هذا الاكتشاف في كونه يعيد صياغة فهمنا لأصل الحياة، ويؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الحياة نشأت من الفضاء الخارجي، وأن العناصر الأساسية للحياة لم تكن وليدة الأرض وحدها، بل إنها قد تكون متفرقة وموجودة في معظم أنحاء الكون، ما يزيد من فرص وجود حياة في كواكب أخرى ضمن مجرتنا وغيرها. مع هذا الكشف الجديد، تزداد الأدلة على أن الكون يعج بالبذور الحاملة للحياة، مما يضع الإنسان أمام احتمالات واسعة تتعلق بتاريخنا ومكاننا في هذا الكون اللامتناهي