«القمر الدموي».. يلوّن سماء مصر غدًا.. خسوف كلي نادر يُرى دون أدوات

يستعد عشاق الفلك في مصر لمشاهدة ظاهرة فلكية نادرة تُعرف باسم “القمر الدموي” مساء غدٍ، وهي واحدة من أطول خسوفات القمر الكلي التي شهدها العالم منذ سنوات، حيث يمتد لمدة 5 ساعات و27 دقيقة ويصل الخسوف الكلي ذروته لمدة ساعة و22 دقيقة، وتُتيح هذه الظاهرة فرصة استثنائية للعلماء والمهتمين لدراسة الغلاف الجوي للأرض وتحليل تشتت الضوء الأحمر عبره.

ظاهرة القمر الدموي في مصر وأهميتها العلمية

أكد الدكتور محمد الصادق، الباحث بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن القمر الدموي هو نتيجة مرور القمر في ظل الأرض، مما يؤدي إلى تحول لونه إلى الأحمر القرمزي بسبب تشتت الضوء في الغلاف الجوي، وهو أمر طبيعي تمامًا ولا يمثل أي خطر على الإنسان، كما لا يحتاج لمشاهدة الخسوف إلى أي أدوات خاصة أو نظارات حماية.

يمثل القمر الدموي فرصة مهمة لدراسة الغلاف الجوي، إذ يمكن للعلماء تحليل الشوائب والملوثات من خلال الضوء المنكسر أثناء مرور أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي إلى القمر، كما يُعد الخسوف الكلي وسيلة للتعرف على ديناميكيات الغلاف الجوي والألوان الناتجة عن تشتت الضوء الأحمر والأزرق.

تفاصيل خسوف القمر الدموي في القاهرة والمحافظات

ينتظر الجمهور المصري هذا الحدث الفلكي في مختلف المدن، حيث يبدأ القمر بدخول شبه ظل الأرض عند الساعة 4:28 مساءً، يليها بداية الخسوف الجزئي عند الساعة 5:35 مساءً، ثم مرحلة الخسوف الكلي عند 6:44 مساءً لتبلغ ذروتها عند 7:11 مساءً وتنتهي عند 7:37 مساءً، ويخرج القمر تدريجيًا من ظل الأرض حتى الساعة 9:53 مساءً.

وقد دعا المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الجمهور المصري والمقيمين في العاصمة للمشاركة في الرصد الجماهيري بالمعهد في حلوان أو في المرصد الفلكي بالعاصمة الإدارية، لمتابعة القمر الدموي بأقرب طريقة علمية وآمنة.

فرصة نادرة لهواة الفلك والمصورين

يمثل القمر الدموي حدثًا مميزًا لهواة الفلك والمصورين، إذ يمكن توثيق اللحظة النادرة التي يتحول فيها القمر إلى اللون الأحمر النحاسي، وتُعد هذه الظاهرة أيضًا وسيلة للتأمل في الكون وفهم الظواهر الفلكية، بالإضافة إلى تعزيز المعرفة العلمية والفضول العلمي لدى الطلاب والمهتمين بالكون.

يُشاهد الخسوف الكلي للقمر الدموي في مصر بوضوح، كما يمكن رؤيته في معظم الدول العربية وآسيا وأفريقيا، ويُمثل فرصة للتعليم العلمي وتطبيق التجارب الفلكية العملية لمراقبة تفاعل الضوء مع الغلاف الجوي، مع إمكانية استخدام كاميرات احترافية أو الهواتف الذكية لالتقاط الصور الرائعة للقمر الدموي.