مفاجأة في أسعار الفراخ البيضاء رغم هبوط الكتكوت.. فكيف تحرك السوق؟

أسعار كتاكيت التسمين تراجعت بشدة في السوق المحلية خلال يوليو 2024، إذ شهد الكتكوت انخفاضًا بنسبة تقارب 82% مقارنة بشهر يونيو ليصل سعره إلى نحو 10 جنيهات مقابل 55 جنيهًا، مما يعكس مفارقة غريبة في أسعار الدواجن البيضاء رغم هبوط الكتكوت بشكل حاد وتراجع الطلب.

أسباب هبوط أسعار كتاكيت التسمين وتداعياتها على السوق

شهدت أسعار كتاكيت التسمين انخفاضًا كبيرًا في يوليو بعد ارتفاعات قياسية في الأشهر السابقة، حيث وصلت الأسعار لسوق السوداء إلى مستويات قياسية بين 60 و65 جنيهًا للكتكوت الواحد خلال الربع الأول من العام بسبب نقص حاد في المعروض. عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية بالقاهرة، أكد أن انخفاض أسعار كتاكيت التسمين جاء نتيجة عوامل عدة تشمل تراجع القوة الشرائية للمستهلكين وارتفاع درجات الحرارة التي أثرت سلبًا على رغبة المربين في الاستثمار بدورات تربية جديدة، خاصة في المزارع المفتوحة التي تخشى الخسائر بسبب نفوق الصيصان. أوضح السيد أن الأسعار عندما بلغت 60 جنيهًا كانت مبالغًا فيها وغير واقعية، وطالب بوضع سعر عادل يتراوح بين 15 و20 جنيهًا يلبي مصالح جميع الأطراف، لكن ما حدث بعد عيد الأضحى كان عكس المتوقع، حيث انخفضت الأسعار إلى أقل من تكلفة الإنتاج، وهو ما يضر بالمربين وينذر باختلال كبير في السوق.

تأثير تراجع القوة الشرائية على أسعار كتاكيت التسمين والدواجن البيضاء

يرجع عبد العزيز السيد الرئيسي لانخفاض أسعار كتاكيت التسمين بشكل خاص إلى ضعف الطلب، حيث تراجعت القوة الشرائية لمختلف الفئات، فالمستهلكون بدأوا يتجنبون شراء الدواجن بسبب ارتفاع الأسعار سابقًا والظروف الاقتصادية الصعبة. كذلك أدت درجات الحرارة المرتفعة خلال فصل الصيف إلى عزوف الكثير من المربين، خاصة أصحاب المزارع المكشوفة، عن الدخول في دورات تربوية جديدة خشية من نفوق الكتاكيت وخسارة رؤوس الأموال. هذه العوامل كلها أدت إلى اعتدال في العرض مقابل انخفاض الطلب، فكانت النتيجة هبوطًا غير مسبوق في أسعار كتاكيت التسمين والتراجع الحاد في حجم التوريد إلى الأسواق، مما ينعكس سلبًا على توازن السوق. ويُبرز هذا الوضع أزمة حقيقية في السوق، إذ الانخفاض الكبير في أسعار كتاكيت التسمين لا يعبر عن حالة اقتصادية صحية وإنما عن خلل بين الإنتاج والطلب، ما يضع المربين تحت ضغط متزايد.

مفارقة غريبة في أسعار الفراخ البيضاء رغم هبوط الكتكوت

رغم هبوط الكتكوت الحاد في الأسعار، إلا أن أسعار الدواجن البيضاء لم تشهد انخفاضًا مماثلًا، بل ما زالت تعاني من بعض الضغوط التي تسبب خسائر للمنتجين. حيث يتراوح سعر كيلو الدواجن في المزارع بين 60 و62 جنيهًا، وهو سعر بالكاد يغطي التكاليف، وهذا يطرح استفسارًا حول سبب استمرار ارتفاع سعر الفراخ البيضاء رغم تراجع أسعار كتاكيت التسمين. ويرجع رئيس الشعبة هذه المفارقة إلى تراجع الإقبال على الشراء من جانب المستهلكين، وكذلك ارتفاع تكاليف الإنتاج الأخرى غير المرتبطة بسعر الكتكوت، مثل الأعلاف والوقود والعمالة، وهو ما يخلق ضغطًا مضاعفًا على المنتجين وتجار الدواجن. ووفقًا لبيانات وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، تجاوز استهلاك الدواجن البيضاء في مصر 220 ألف طن شهريًا، فيما بلغ الإنتاج السنوي نحو مليوني طن خلال 2023، مع نسبة اكتفاء ذاتي تقارب 99.6%، مما يدل على قدرة السوق على الإنتاج، لكنه يعاني من عدم التوازن في الأسعار والطلب.

• ارتفاع درجات الحرارة يقلل رغبة المربين في تربية كتاكيت جديدة
• انخفاض القوة الشرائية يقلل الطلب على الدواجن والأسواق تتراجع
• انخفاض أسعار كتاكيت التسمين أقل بكثير من تكلفة الإنتاج
• مفارقة بين هبوط أسعار الكتاكيت واستمرار ارتفاع أو ثبات أسعار الفراخ البيضاء

تظل أسعار كتاكيت التسمين تعكس تقلبات شديدة بسبب تداخل عوامل اقتصادية وبيئية، ما يؤدي لحالة عدم استقرار في سوق الدواجن البيضاء، التي تشهد في المقابل مفارقة غريبة بين هبوط أسعار الكتاكيت وعدم انخفاض أسعار الفراخ البيضاء بنفس المستوى، مما ينعكس في خسائر كبيرة للمنتجين ومخاوف متزايدة من استمرار هذا الاختلال.