ارتفاع ملحوظ في حرارة سطح البحر خلال العقدين الماضيين.. ما تداعيات ذلك؟

عاصفة أبريل 2024 في الإمارات: الأسباب والتغيرات المناخية وتأثيرات الفيضانات

شهدت الإمارات عاصفة أبريل 2024 المطرية الاستثنائية، التي تسببت في فيضانات غير مسبوقة وغيّرت المشهد البيئي في المنطقة، ما يجعل فهم أسباب هذه العاصفة وتبعاتها من الأولويات لتقييم تأثير التغير المناخي ودعم أنظمة التنبؤ المناخي والبنية التحتية.

الظواهر الجوية المتداخلة وراء عاصفة أبريل 2024 في الإمارات

أكد فريق بحثي من جامعة خليفة في أبوظبي أن عاصفة أبريل 2024 جاءت نتيجة تلاقي عدة ظواهر جوية معقدة، من بينها تدفق الاضطراب الدوراني المحتمل ومنخفض البحر الأحمر والتيار النفاث العلوي الذي نقل الهواء الدافئ المشبع بالرطوبة من بحر العرب إلى الطبقات السفلى للغلاف الجوّي فوق الإمارات، إذ ساعد ارتفاع حرارة سطح البحر بمعدل يصل إلى درجتين مئويتين مقارنة بالمتوسط خلال 20 عاماً الماضية على تكثيف انتقال الحرارة بالحمل، ما أدى إلى هطول أمطار غزيرة في مدة قصيرة. وأوضح الباحثون أن هذه التداخلات الجوية الفريدة ساهمت في ولادة عاصفة مطرية استثنائية فاق هطولها 250 ملم خلال 24 ساعة، وهو ما يتجاوز كميات الأمطار السنوية في بعض مناطق الإمارات، ما يفسر شدة الفيضانات التي حدثت.

دور التغير المناخي في زيادة احتمالات حدوث فيضانات أبريل 2024

باستخدام نماذج المحاكاة المناخية، أظهرت الدراسة التي قادتها الدكتورة ديانا فرانسيس أن النشاط البشري المسبب للتغير المناخي رفع احتمالية حدوث فيضان أبريل 2024 بنحو 30 ضعفاً، مما يجعل هذا الحدث النادر الذي كان يحدث مرة واحدة كل 10 آلاف عام أقرب لأن يتكرر خلال عدة قرون. رغم أن زيادة شدة العاصفة كانت أقل وضوحاً، فإن ارتفاع تكرار هذه الظواهر يعتبر ذو دلالة إحصائية قوية، مما يشير إلى أن احتمالية تكرار عواصف مماثلة في المستقبل القريب في ازدياد. وأبرزت الدراسة أهمية تحسين أنظمة التنبؤ المناخي ومراجعة البُنى التحتية للمساعدة في تخفيف أثر الظواهر الجوية الشديدة.

التأثيرات البيئية والحضرية لعاصفة أبريل 2024 في الإمارات

كشفت الفيضانات التي صاحبت العاصفة عن تناقضات واضحة داخل المدن، حيث أظهرت بيانات الأقمار الصناعية أن المناطق ذات الكثافة السكانية العالية والأكثر تطوراً عمرانياً في دبي وأبوظبي كانت الأكثر تضرراً، متأثرة بعوامل تخطيط المدن، قربها من الساحل، وضعف البنية التحتية للصرف الصحي، التي لعبت دوراً محورياً في تأثيرات الفيضانات. إضافة إلى الأضرار الحضرية، تركت العاصفة أثراً بيئياً غير متوقع على الصحراء المحيطة؛ فقد رصدت الأقمار الصناعية خلال الأسابيع التي تلت العاصفة نموًا نباتيًا هائلًا، إذ تحولت المناطق القاحلة التي كانت موجودة حتى عام 2023 إلى مساحات خضراء متجددة، حيث سجلت بعض المناطق زيادة في الغطاء النباتي تزيد عن 100% بحلول يونيو 2024. ويُظهر هذا النمو الأخضر المؤقت كيف يمكن للأمطار النادرة أن تحدث تغيرات بيئية كبيرة حتى في المناطق الجافة.

  • تلاقي عدة ظواهر جوية ساعد في حدوث العاصفة
  • ارتفاع حرارة سطح البحر مكّن من تكثيف انتقال الحرارة والرطوبة
  • التغير المناخي بعوامل بشرية رفع احتمال حدوث فيضان أبريل 2024 بمقدار 30 مرة
  • الفيضانات أثّرت بشكل خاص على المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية
  • زيادة كبيرة في الغطاء النباتي في الصحراء بعد العاصفة
العنصر القيمة/التأثير
كمية الأمطار خلال 24 ساعة أكثر من 250 ملم
ارتفاع سطح البحر مقارنة بالمتوسط 2 درجة مئوية
زيادة احتمال الفيضانات بسبب التغير المناخي 30 ضعف
زيادة الغطاء النباتي في بعض المناطق أكثر من 100%

أوضحت دراسة جامعة خليفة أن عاصفة أبريل 2024 في الإمارات لم تكن مجرد حدث جوي شديد، بل تعكس تأثيرات التغير المناخي على طبيعة وتكرار الكوارث الجوية، ما يتطلب بناء أنظمة تنبؤية قوية وبنى تحتية متكاملة تأخذ بعين الاعتبار التغيرات المناخية المستقبلية، لتعزيز القدرة على التكيف وتقليل المخاطر على المجتمعات والمدن، خاصة في المناطق الحضرية ذات الكثافة العالية، التي تواجه تحديات مضاعفة بسبب التخطيط العمراني القريب من الساحل، وعدم كفاية أنظمة الصرف. كما يسلط التحول البيئي في الصحراء الضوء على قدرة الأمطار النادرة على إحداث تحولات مؤقتة في مناطق كانت تُعدّ جافة للغاية، مما يدعو إلى دراسة أعمق للتأثيرات البيئية لهذه الظواهر على المدى البعيد.