اندماج ثقبين أسودين ضخم يهز مفاهيم الفيزياء.. ماذا يعني لك في 2025؟

رصد علماء الفلك مؤخرًا تموجات في نسيج الزمكان ناتجة عن اندماج ثقبين أسودين ضخمين على بعد حوالي 10 مليارات سنة ضوئية، وهو الحدث الأضخم المسجل حتى الآن باستخدام تكنولوجيا رصد موجات الجاذبية؛ حيث تجاوزت كتلة كل ثقب أسود 100 ضعف كتلة الشمس، مما أدى إلى تكوّن ثقب أسود جديد هائل الكتلة بكتلة تقدر بـ265 ضعف كتلة الشمس.

تفسير رصد اندماج ثقبين أسودين ضخمين باستخدام موجات الجاذبية

جاء اكتشاف اندماج ثقبين أسودين ضخمين ليكون حدثًا تاريخيًا نادرًا في علم الفلك، حيث دارت الثقوب السوداء حول بعضها لفترة طويلة قبل اصطدامهما بعنف، مما أحدث تموجات في نسيج الزمكان تم التقاطها بدقة عبر أجهزة مرصد موجات الجاذبية “ليغو” في ولايتي واشنطن ولويزيانا في 23 نوفمبر 2023. ويشير البروفيسور مارك هانام من جامعة كارديف إلى أن هذه الإشارات الجاذبية رغم شدتها في الفضاء، تصل إلى الأرض وهي ضعيفة بشكل هائل، حيث تكون تموجاتها أصغر آلاف المرات من حجم البروتون، مما يجعل رصدها تحديًا علميًا كبيرًا.

وقد أكد تحليل الإشارات أن كتلتي الثقبين وصلتا إلى 103 و137 ضعف كتلة الشمس، وكانت سرعتهما دوران قريبة من الحد النظري الأقصى، حيث بلغ معدل الدوران حوالي 400 ألف مرة سرعة دوران الأرض حول محورها، مما يعكس طبيعة استثنائية لهذه الأجرام السماوية.

دلالات علمية هامة لرصد اندماج ثقبين أسودين ضخمين بعيدًا عن النقل التقليدي

يعتبر رصد اندماج ثقبين أسودين ضخمين حدثًا ذا دلالات علمية بالغة الأهمية؛ حيث تقع كتلتها ضمن نطاقٍ غير متوقع بناءً على النظريات التقليدية التي تتحدث عن تكوين الثقوب السوداء من انفجارات النجوم العملاقة. ويفترض الباحثون أن هذه الثقوب الكبرى قد نشأت من اندماجات سابقة لأجسام أصغر، وهو ما يفسر ضخامة الكتلة وسرعة الدوران. لغاية الآن، رصد العلماء نحو 300 اندماجًا بين ثقوب سوداء باستخدام تقنيات موجات الجاذبية؛ لكن هذا الحدث الأخير غيّر قواعد الفهم العلمي ويُعتبر الأكبر من نوعه حتى الآن، وسيتم تقديمه بتفصيل في مؤتمر GR-Amaldi المزمع عقده في غلاسكو.

الخاصية التفصيل
كتلة الثقب الأول 103 ضعف كتلة الشمس
كتلة الثقب الثاني 137 ضعف كتلة الشمس
كتلة الثقب الناتج 265 ضعف كتلة الشمس
سرعة الدوران 400 ألف مرة أسرع من دوران الأرض
تاريخ الرصد 23 نوفمبر 2023

موجات الجاذبية وآفاق جديدة لفهم الكون واكتشاف اندماج ثقبين أسودين ضخمين

يمثل اكتشاف موجات الجاذبية من خلال رصد اندماج ثقبين أسودين ضخمين ثورة في مجال الفلك، إذ فتح آفاقًا جديدة لرؤية الكون عبر “نافذة” مختلفة عن الأطياف الكهرومغناطيسية التقليدية كالضوء والموجات الراديوية، مما يمكن العلماء من تتبع أعمق هذه الظواهر الكونية. وأوضح البروفيسور مارك هانام أن التوجه إلى دراسة الكون بموجات الجاذبية يتيح الكشف عن ظواهر غير متوقعة قد تغير النظرة الكونية جمعاء.

وعلى صعيد المستقبل، تشير التوقعات أن التقنيات القادمة خلال 10 إلى 15 عامًا ستمنح الإنسان القدرة على متابعة جميع اندماجات الثقوب السوداء في الكون، مع احتمال ظهور مفاجآت لم تكن ضمن التوقعات السابقة، مما يعزز أهمية متابعة هذا المجال العلمي المتطور باستمرار.

  • التقاط تموجات موجات الجاذبية بواسطة أجهزة ليغو
  • تحليل دقيق يعكس كتل وسرعة دوران غير مسبوقين
  • ربط الظواهر بديناميكيات ماضية عبر اندماجات ثقوب أصغر
  • تطوير فهم شامل للكون بما يتجاوز الأطياف الكهرومغناطيسية